رئيس «علماء المسلمين» في أندونيسيا: «الإفتاء المصرية» جمعت شتات العالم
قال الدكتور مفتاح الأخيار، رئيس مجلس علماء المسلمين في أندونيسيا، أن الناس كلهم سكارى إلا العلماء، والإمام الشافعى وصف الإمام الديني بالعاكف على دينه.
ولفت “الأخيار”، خلال كلمته في الجلسة العلمية الثانية بالمؤتمر العالمى لدار الإفتاء المصرية، إلى أن الإمام أمام ثلاث مسؤوليات، مسئولية أمام المرء وأمام الأمة وأمام الله.
وثمن دور مؤسسات الدولة الساهرة في ردع الشر، مؤكدًا أنه إذا غاب الالتزام بالعدل انتشر الشر وأصبح مجتمعا بدائيا.
ولفت إلى أن أسلوب الترغيب والترهيب وما اجمع عليه المربيين هو أمر غاية في الأهمية، واختتم كلمته قائلا " هناك كلمتان خفيفتان بسيطتان الجهاد والاجتهاد لطاعة الله ونحن في حاجه ماسة الى ايقاظ هذا ضمير الأمة، ناقلا قول عبد الله ابن مسعود:"لو أنّ أهل العلم صانوا العلم ووضعوه عند أهله لسَادوا أهل زمانهم"
من ناحيته، قدم الدكتور بويار سباهي، من المشيخة الإسلامية بألبانيا، في كلمته بدار الإفتاء المصرية كل الشكر والتقدير والعرفان للدولة المصرية ولدار الإفتاء ولفضيلة المفتي الأستاذ الدكتور شوقي علام، مضيفًا فضيلته ولعلنا جميعا كنا ننتظر وقت ضبط الفتاوى في العالم ولم نجد أفضل من مصر الكنانة والوسطية في الفكر والاعتدال للقيام بذلك.
وأضاف أن أهمية مصر تأتي من مشاركة علماء أفنوا أعمارهم في العلم لا يحملون في نفوسهم أضغان أوأحقاد.
واختتم كلمته بتثمينه المشاركة في هذا الاجتماع العلمي الكبير، والمنعقد تحت ظل الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم.
من جهته، قال الدكتور محمود إسماعيل مشعل، أستاذ الفقه المشارك بكلية الإمام مالك للشريعة والقانون بدبي ووكيل الشريعة والقانون بدمنهور جامعة الأزهر- خلال كلمته بالمؤتمر العالمي السادس لدار الإفتاء المصرية: إن منصب الفتوى الشرعية من أهم المناصب الدينية؛ لتعلقها بحاجة الناس إلى بيان حكم الشرع في أفعالهم وأقوالهم وأحوالهم؛ خاصة فيما ينزل بهم من المستجدات والنوازل والمُلمَّات، وتزداد هذه الحاجة تأكيدًا وإلحاحًا في ظل ما يمر به العالم في هذه الآونة، من انتشار فيروس كورونا المستجد، رغم أنه قد رُصدَت تسابقات على الفتوى في ظل جائحة كورونا؛ فبعض (المشايخ) كان في سباقٍ مع الكورونا في الرد على إخوانه وزملائه، وظهرت فتاوى قد تصل أحيانًا إلى حد التناقض، كما في موضوع تفسيرات الوباء وما نتج عنه من مسائل مستجدة، وكما في موضوع صلاة الجمعة مثلًا، وهذا ليس فقط في الفتوى بل في الطب أيضًا، فهناك كلام ونصائح وتوجيهات وتفسيرات من أطباء بلغت حد التناقض فيما بين أهل الاختصاص، وهذا لا ينبغي أن يكون لا في الفتوى ولا في الطب؛ لأنه يشوِّش على الناس أمورهم كثيرًا .
وأضاف أن دار الإفتاء المصرية أدلت بدلْوها في التعامل مع ظروف هذا الوباء، بصفتها أعرق المؤسسات الإفتائية في العالم كله، والتي استطاعت أن تجمع شتات هيئات الإفتاء في العالم تحت مظلة (مؤسسة إفتائية كبرى)، وهي الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، كما أنها لم تألُ جهدًا في تقديم معالجة شرعية وإفتائية للكثير من المسائل والإشكالات التي استجدت مع ظهور جائحة انتشار فيروس كورونا المستجد.
ولفت مشعل النظر إلى أنه قد تنوعت نداءات جماعة من العلماء المعاصرين في القرن الرابع عشر الهجري إلى إنشاء ما أُطلق عليه (المجامع الفقهية)، وقد تحقق ذلك على مراحل في العهود السابقة، وصارت فكرة "المؤسسية الإفتائية" حاضرة ومتداولة، حتى وقفنا على معطيات "العصر الرقمي" الذي نعيش فيه طفرات تقنية هائلة، وحيال ذلك يتحتم علينا الاستفادة منها في مجال الإفتاء، رصدًا وتحليلًا، واستشرافًا للمستقبل، من خلال المؤشر العالمي للفتوى، فنتخذ السبيل إلى توحيد الفتوى أزمنة نوازل الأوبئة.
وشدد على أن "العصر الرقمي" الذي نعيشه فيه طفرات تقنية هائلة، وحيال ذلك يتحتم علينا الاستفادة منها في مجال الإفتاء، رصدًا وتحليلًا، واستشرافًا للمستقبل، من خلال المؤشر العالمي للفتوى، فنتخذ السبيل إلى توحيد الفتوى أزمنة نوازل الأوبئة.
وأضاف: وبالنظر إلى التطور الهائل في الحياة التكنولوجية الرقمية المعاصرة، نجد أنه صار لا بد من تطوير المعرفة العلمية والرقمية للفقيه المجتهد، حتى يكون أكثر تحكمًا في مشكلات ونوازل العصر خاصة فيما ينزل بهم من المستجدات والنوازل والمُلمَّات، وتزداد هذه الحاجة تأكيدًا وإلحاحًا في ظل ما يمر به العالم في هذه الآونة، من انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19".
وتمنى في ختام كلمته أن يستجيب "المؤشر العالمي للفتوى" لشمول نظام الرصد والتحليل مجال الابتكارات التقنية من (التطبيقات الذكية) التي يتجاوز دورها وأثرها حدود المكان، لتخاطب القاطنين في أبعد بقعة في العالم بما تقدمه من الخدمة الإفتائية.