«الذكاء الاصطناعي».. كتاب يستشرف مستقبل البشرية في ظل التطورات التكنولوجية
يعيش أكثر من نصف سكان العالم اليوم في المدن، وبحلول 2050، سيعيش حوالي سبعة من كل عشرة أشخاص في المدن؛ بحسب أعلن الاتحاد الدولي للاتصالات "ITU".
وتمثل المدن أكثر من 70 في المائة من انبعاثات الكربون في العالم، و60 إلى 80 في المائة من استهلاك الطاقة، وقد أدى التحضر السريع إلى تحديات إضافية مثل الفوارق الاجتماعية، وازدحام المرور، وتلوث المياه، وما يرتبط بها من قضايا صحية.
يمكن للحكومات والبلديات أن تستخدم تكنولوجيات المعلومات والاتصالات (ICT) وغيرها من التكنولوجيات لبناء مدن أكثر ذكاءً وأكثر استدامة لمواطنيها.
والمدينة الذكية المستدامة هي مدينة مبتكِرة تستخدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحسين نوعية الحياة، وكفاءة العمليات والخدمات الحضرية، والقدرة على المنافسة، وتلبي في الوقت ذاته احتياجات الأجيال الحالية والقادمة فيما يتعلق بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، والثقافية.
من المدن الذكية التي تخصص فيها الدكتور إيهاب خليفة في رسالته بمرحلة الدكتوراه بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، والذي يتولى منصب رئاسة وحدة التطورات التكنولوجية بمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة في أبو ظبي، إلى توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي ومستقبل الحياة البشرية في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة ينتقل بنا مؤلف الكتاب الذي يحمل الاسم نفسه والصادر عن سلسلة “دراسات مستقبلية”، التابعة للهيئة المصرية العامة للكتاب.
في كتابه الجديد وهو من القطع المتوسط في 159 صفحة يستعرض الذكاء الاصطناعي ومراحله والبيانات الضخمة التي يعتمد عليها الذكاء الاصطناعي ودورها في تطوير تقنياته، وأبرز نماذجه مثل "الروبوت، السيارات ذاتية القيادة، الدرونز، الطابعات ثلاثية الأبعاد، إنترنت الأشياء، برامج المساعدة الصوتية، والتحكم في نتائج البحث وترشيحات الأخبار، المتابعة والرصد الشامل، والنظم الآلية للرد على استفسارات العملاء، توقع احتياجات العميل".
الدكتور إيهاب خليفة يرصد أيضا خلال كتابه "الذكاء الاصطناعي.. مستقبل الحياة البشرية في ظل التطورات التكنولوجية"؛ أبرز تداعيات الذكاء الاصطناعي على المستويات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وأبرزها عندما كشفت وزارة الدفاع الأمريكية في فبراير 2019 عن ملخص لاستراتيجيتها المتعلقة بالذكاء الاصطناعي AI، حيث أطلقت برنامجاً لمراقبة ومكافحة حرائق الغابات يعتمد على هذه التقنية، كما أنها أكدت أن الذكاء الاصطناعي سيغير طبيعة ميدان المعركة في المستقبل في إطار التهديدات التي تواجه البيئة الأمنية الحالية.
الروبوتات القاتلة.. تحد أمني لتداعيات مجال الذكاء الاصطناعي
تحد آخر يكشف عنه الدكتور إيهاب خليفة ألا هو "الروبوتات المستقلة الفتاكة" أو "الروبوتات القاتلة" التي يتم توجيهها عن بعد، والتي تعد أحد المراحل الأساسية المهمة في اتجاه تطوير "الأسلحة ذاتية التشغيل"، والمستقلة تماماً؛ حيث تمتلك الولايات المتحدة مثلاً حوالي 20 ألف وحدة من الأسلحة القاتلة ذاتية التشغيل، إضافة إلى أسراب الدرونز صغيرة الحجم والقادرة على الانتشار والتحرك معاً بصورة آلية.
مجموع عوائد تطبيقات الذكاء الاصطناعي نحو 10,7 تريليون دولار بحلول 2030م
اقتصادياً؛ يمثل مجال الذكاء الاصطناعي نقطة تحول رئيسية في مستقبل الشركات والمؤسسات الصناعية والخدمية حول العالم؛ بحسب مؤلف الكتاب بما يحدثه من تغيرات جوهرية في إدارة سلسلة القيمة "Value Chain" للشركات المنتجة للسلع أو الخدمات، كما تساعد تقنيات الذكاء الاصطناعي في خلق بيئة عمل أكثر قابلية للتنبؤ وأقل مخاطرة، مشيرا الى أنه في كل من قارة أمريكا الشمالية والصين من المتوقع مجموع العوائد المستقبلية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي فيهما نحو 10,7 تريليون دولار بحلول عام 2030م، أي ما يوازي 68,8% من إجمالي المكاسب العالمية.
تقنيات الذكاء الاصطناعي تساهم على فهم أدق للمجتمعات
مجتمعياً؛ تساهم تقنيات الذكاء الاصطناعي على الوصول إلى فهم أدق للمجتمعات والأفراد؛ حيث تعمل على تحليل البيانات الضخمة للأفراد؛ أي الكميات الهائلة من المعلومات الشخصية والمهنية التي يمكن تحليلها للوقوف على التطورات التي تطرأ على أنماط سلوك الإنسان وتفاعلاته.