«المواطن المصري: أولويات اليوم وتوقعات الغد».. جلسة حوارية بمكتبة الإسكندرية
عُقدت بمكتبة الإسكندرية، اليوم الأربعاء، جلسة حوارية بعنوان "المواطن المصري: أولويات اليوم وتوقعات الغد"، في ثالث جلسات ملتقى "مصر الغد: الجمهورية الجديدة نموذجًا" الذي تنظمه مكتبة الإسكندرية.
وتحدث الدكتور أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع السياسي بكلية الآداب جامعة القاهرة عن مفهوم المواطنة، مشيرًا إلى أن المواطنة هي طاقة وجودية تتجلى في تدفقات ليست سلوكية فقط ولكن تدفقات عقلية ونفسية وبدنية وشعورية يظهر فيها قدر من التدفق في العطاء والإنجاز والتخلي عن القيم الشخصية والروابط الأولية الضيقة.
وأكد أهمية تطوير أفكار المجتمع لتصبح المواطنة بمفهومها أكثر اتساعًا وشمولًا، مبينًا أن المجتمع المصري لا زال يعاني من مشكلات كبرى ولديه الكثير من المتناقضات كما لديه قدر من الميل إلى الرجوع إلى الماضي.
وأوضح زايد أن نسبة كبيرة من المجتمع المصري تعاني من الأمية، مشددًا أهمية وضع التعليم في مقدمة الاهتمامات كي ينهض المجتمع، فالجمهورية الجديدة تحتاج إلى إعادة ترتيب الأولويات.
وأشار إلى أهمية الاستفادة من التجارب السابقة ونأخذ منها المفيد لكي نكون على دراية بها فضلًا عن معرفة إمكانيات ومقومات المواطن المصري نفسه، لافتًا إلى أن مصر نجحت في الاندفاع نحو البناء الاقتصادي خلال السنوات السبعة الماضية.
وكشف عن وجود أزمة ثقة عمومية لدى المواطن تجاه الدخول في المبادرات العمومية والعمل العام، مؤكدًا ضرورة الاهتمام بالمؤسسات التكوينية مثل التعليم حيث تلعب الأسرة في الوقت الحالي الدور الأكبر في تكوين ثقافة المواطن في حين يجب أن تكون للمؤسسات التعليمية دورًا في ذلك.
بدورها استعرضت الدكتورة هانيا الشلقامى أستاذ الأنثروبولوجيا بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، المشكلات التي كانت تعاني منها مصر خلال العقود الماضية من تردي الخدمات الأساسية للمواطن، لافتة إلى أن الجمهورية الجديدة التي أعلنت عنها مصر تبنت فكرة حقوق الإنسان بمفهومه الشامل والمتمثل في الحق في الحياة الكريمة.
وأشارت إلى أن الجمهورية الجديدة تبنت خطاب حداثي جدًا فيما يتعلق بالتعليم واستخدام التقنيات الرقمية فيما يتعلق بالمدن الذكية الجديدة والتحول الرقمي للحكومة فيما يخص الخدمات المميكنة، مؤكدة ضرورة حماية الناس من سوء استخدام البيانات الإلكترونية الخاصة بالمواطنين وذلك من خلال قوانين حماية البيانات.
وتطرقت الشلقامي إلى المبادرات الرئاسية التي قامت بها الدولة خلال السنوات الماضية خاصة فيما يتعلق بالمبادرات العلاجية والصحية سواء للمرأة أو الطفل، مشيرة إلى أن الهدف من المبادرات هو استمرارية تقديم الخدمة للمواطن.
من جانبه تحدث الدكتور سعيد المصري أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة القاهرة عن معضلة الدولة بين معطيات التقدم والواقع الهش، لافتًا إلى أن عملية بناء الإنسان المصري عملية صعبة وتحتاج إلى وقت كبير تراكمي فضلًا عن ضرورة أن يكون هذا البناء منسجم بين كافة المؤسسات.
وأكد أن الدولة القوية تحتاج إلى إنسان قوي فعملية التنمية للدولة القوية في المجتمعات الهشة قد تكون نتائجها سريعة وجيدة ولكنها تفتقد لعملية الاستدامة التي تعد أهم ركائز التنمية المجتمعية.
وأشار إلى أننا كمجتمع نعاني من التعصب والقبلية وهذا يتنافى مع فكرة التنمية والبناء على أساس المواطنة، لافتًا إلى أهمية أن يكون هناك شعور بالانتماء لدى المواطن تجاه الملكيات العامة.