تحت الطبع «أبعد بلد في الخيال» للشاعر مؤمن سمير عن دار الأدهم
تصدر قريبا عن دار الأدهم للنشر والتوزيع٬ أحدث إبداعات الشاعر مؤمن سمير٬ مجموعته الشعرية "أبعد بلد في الخيال"٬ وهو الديوان السابع عشر في تاريخه، حيث يعد واحداً من شعراء جيل التسعينيات الذي رسخ وعضد لوجود قصيدة النثر على خريطة المشهد الإبداعي المصري..
يحرص مؤمن سمير دائماً على تغيير جلده والثورة على منجزه على الدوام معتبراً ممارسة الفن لعبة يحب أن يغير قواعدها باستمرار ويوقن أنه لو استقر إبداعياً في منطقة فنية بعينها، حتى لو أجادها وملك أسرارها، يكون هذا هو الموت بالنسبة له.. أنجز مؤمن دواوين تنتمي لشعرية التفاصيل البسيطة وأخرى جرب فيها أن يستغل رحابة قصيدة النثر في توسيع دائرة اقتناص الشعر من مناطق عير مأهولة وأخرى جاور فيها في البناء القصيدي بين المجازات الكلية والمجازات الجزئية ورابعة تعالق فيها مع الأسطورة الخ ولكنه في تجاربه كافة ظل نصه محملاً بأسئلته الحرى سواء كانت وجودية أو تتعلق بوضعية الإنسان المعاصر و إنسانيته المهدرة..
يتكون ديوان "أبعد بلد في الخيال" للشاعر مؤمن سمير٬ من كراستين شعريتين طويلتين الأولى تحمل عنوان"طائرة ورقية تفر من سرير متحرك" وتحت هذا العنوان المهيمن قصائد متنوعة تدور في نفس أفقه وفلكه ومداه والكراسة الثانية تحمل عنوان" طائرة ورقية تتنفس تحت الرمل" وتحته كذلك قصائد تدور في نفس حيزه ومداره التخييلي..ضمَّن الشاعر في ديوانه هذا العديد من أشكال الكتابة و موضوعاتها فهناك نصوص تستعين بالسرد بطريقة أساسية ونصوص أخرى تحاول أن تملأ فجوات الذاكرة وتقترح لتنقض لا لتنبني ونصوص مكثفة تستعين بالحذف على توصيل المعنى الذي يكتمل بالغياب ونصوص تحلق مع أسئلة الموت والمرض والحب والغياب الخ ونصوص تخلق مجازات طويلة لصنع طبقات من المعنى ونصوص أخيرة أكثر رهافة...
،من أجواء الديوان:
يدايَ خارجَ البابِ
ثم قدمايَ السمينتانِ..
كنتُ أُجرِّبُ أن تتجمَّدَ أطرافي.. الأطراف الزائدة عن الحاجةِ.. و التي تَضطرُنِي لفعلِ جرائم من قبيلِ المشي تحت ظِلَّكِ ودفن أحلام الوسادةِ في ظَهْري ومصافحةِ الفزعِ في العيونِ..
ستقتحمُ البرودةُ العِظامَ، لن تتسللَ، ستنهَشُ وتزيحُ من طريقها الجبالَ والكلامَ والحُفَرَ والصناديقَ التي تخفي أمرَكِ عني..
سينتصرُ الثلجُ على الحرارةِ الزائفةِ
و تقولَ الروحُ
لا تحسبوا الخسارةَ و فوتوا..
وكان آخر ما صدر للشاعر المصري مؤمن سمير، المولود في العام 1975، ديوان مختارات شعرية عن دار "خطوط وظلال" الأردنية بعنوان "أصوات تحت الأظافر" وسيرة إبداعية وذاتية بعنوان" فأس و حفرات في اللحم" عن دار "النابغة" ومجموعة مسرحية بعنوان" صانع المربعات" عن الهيئة العامة لقصور الثقافة..
ومؤمن سمير سبق وصدر له: غذاء السمك٬ أناشيد الغيمة المارقة٬ أصوات تحت الأظافر٬ بصيرة المتشكك٬ الأصابع البيضاء للجحيم٬ سلة إيروتيكا تحت نافذتك٬ بلا خبز ولا نبيذ٬ عالق في الغمر..كالغابة كالأسلاف٬ كونشرتو العتمة٬ هواء جاف يجرح الملامح٬ غاية النشوة، السرّيون القدماء٬ إضاءة خافتة وموسيقى، أوراد النوستالجيا٬ تفكيك السعادة٬ إغفاءة الحطاب الأعمي٬ يطل علي الحواس٬ رفة شبح في الظهيرة٬ صانع المربعات٬ تأطير الهذيان٬ ممر عميان الحروب٬ بهجة الاحتضار٬ وحيز للإثم.