«الباقيات الصالحات».. حُراس الخير في دار عبلة الكحلاوي (صور)
إرث تركته هُنا الدكتورة عبلة الكحلاوي قبل أن تُغادر الدنيا.. 6 أشهر منذ أن رحلت بجسدها، وبقيت روحها بين جُدران «الباقيات الصالحات».. دار أسستها للخير، فأصبحت نهرًا ينبع بالخير لبني البشر.. جُدران بُنيت للخير، فبقي حُراسها يمنحون حُبًا للآخرين، لتستمر المسيرة في طريق بدأته «الكحلاوي» من أجل أن تمنح نورًا لدروب العابرين.
يُنظم النحل خلاياه ليُعطي عسلًا فيه شفاءٌ للناس.. وهُنا تعمل الخلايا البشرية لتمنح الأمان لقاطني الدار، بحثًا عن شعاع النور الذي تركته «الكحلاوي» قبل رحيلها، فباتت العطاء أملًا يبحث عنه الجميع، وسببًا لإسعاد قلب مانحيه حينما ترتسم الابتسامات على وجوه الآخرين.
هُنا «دار أبي» و«دار أمي» تقومان برعاية مرضى الزهايمر من الجنسين، إلى جانب إعادة تأهيلهم طبيًا وحركيًا ونفسيًا واجتماعيًا وروحانيًا، ومساعدة أسرهم في احتياز أزماتهم النفسية، بينما تستضيف «دار ضنايا» الأطفال مرضى السرطان وتسعى لإدخال الفرح والسرور على قلوبهم هم وذويهم، ومستشفى «آل ياسين» للكشف المُبكر عن مرض الزهايمر، وتوفير الأطراف الصناعية، وتوفير مياه صالحة للشرب بالمناطق التي تحتاج لذلك، إلى جانب كفالة الأيتام وتجهيز العرائس، وصكوك الأضاحي، ومساعدات الأسر الفقيرة، وكراتين رمضان، وإطعام الفقراء، ودار ضيافة مرضى الأورام، وغيرها من نقاط النور.
خُطى الخير لا تتوقف في دار «الباقيات الصالحات»، تسعى معها أيادِ المتطوعين والمساهمين فيه أن يزداد العطاء يومًا بعد اليوم، وتستمر المسيرة دومًا بحثًا عن دواء لجراح الذي آلمتهم الحياة، ليجدوا من يُخففهم عنهم تلك المُعاناة، ويُمهد لهم الطريق نحو واقعِ أفضل يمنحهم الأمل من جديد.
كثيرون يعملون هُنا من أجل إسعاد الآخرين، فكرت معه الدكتورة رودينا ياسين، نائب رئيس مجلس إدارة «الباقيات الصالحات» أن تعبث لهم رسائل الشكر وترسم السعادة على وجوههم كما يفعلون من أجل غيرهم، فاختارت يومًا لـ «رد الجميل» وتكريمهم.
30 فردًا من «دار أمي» جرى تكريمهم في يوم العرفان، كان من بينهم مديرة الدار واثنين من التمريض، وآخرون من الرعاية والخدمات للمسنين، إلى جانب 19 شخصًا من دار أبي، بينهم مدير الدار واثنين من التمريض، ورعاية وخدمات. كما جرى تكريم 4 أشخاص من عمال مستشفى آل ياسين التابعة للجمعية، و10 أفراد من عمال جمعية الباقيات الصالحات، وتكريم مديرة دار ضنايا ومشرفته.
يوم ارتسمت فيه الابتسامات، وامتزجت فرحة المتطوعون بمن تطوعوا لأجلهم، وعاشت الدار أجواء المحبة التي لم تُغادرها منذ وضع بُنيانها الأول على يد مؤسستها الدكتورة عبلة الكحلاوي.