«زراعة النواب» توصي بتشكيل لجنة من 4 جهات حكومية لبحث أزمة تبعية أرض قريتين بالدقهلية
أوصت لجنة الزراعة والرى بمجلس النواب، خلال اجتماعها مساء اليوم، برئاسة النائب هشام الحصرى، رئيس اللجنة، بتشكيل لجنة تضم كل من هيئة الأوقاف وهيئة الإصلاح الزراعى ومحافظة الدقهلية والسجل العينى، بالإضافة إلى نواب لجنة الزراعة بالمجلس، وذلك لزيارة قريتي منشأة الإخوة والزريقى بمحافظة الدقهلية على أرض الواقع عقب إجازة العيد، لبحث مشكلة تبعية وملكية مساحات الأرض المقيم عليها الأهالى بالقريتين، وإيقاف أي إجراءات ضد المواطنين لحين الوصول لحل نهائي للمشكلة ورفع الظلم عن المواطنين.
جاء ذلك بعد مناقشة اللجنة خلال اجتماعها، 5 طلبات إحاطة مقدمة من النواب هشام الحصري، وآية فوزى، وإيهاب أنيس، وأسامة عبد العاطى، ومحمد السعيد، وشريف الجبلى، بشأن تسليم جزء من أراضي الإصلاح الزراعى بقريتي منشأة الإخوة والزريقى بمركزي أجا والسنبلاوين بالدقهلية إلى هيئة الأوقاف بالمخالفة لأحكام القانون رقم 42 لسنة 1973، مما أدى إلى وقوع ظلم كبير على عشرات الآلاف من المواطنين، وذلك بحضور ممثلين عن هيئة الأوقاف وهيئة الإصلاح الزراعى والسجل العينى، وعدد من الأهالى ومجموعة من شباب برلمان مصر.
وأكد النائب هشام الحصرى، رئيس لجنة الزراعة، على أهمية الاجتماع في فك الاشتباك بين جهتين بالدولة وهما هيئة الإصلاح الزراعى وهيئة الأوقاف، والذى يتسبب في عدم استقرار أوضاع الأهالى على مستوى الجمهورية، في الوقت الذى يولى فيه الرئيس السيسى اهتماما كبيرا بالمواطنين البسطاء، ضرورة، مشيرا إلى ضرورة حسم تلك المشكلة التي يعانى منها المواطنين منذ عشرات السنوات، حتى يشعر المواطن بالأمان في منزله.
وقال الحصرى، إن المشكلة تكمن في أن جزء من أرض قريتى منشأة الإخوة والزريقى، كانت مملوكة للأوقاف، وبعد تسليمها إلى الإصلاح الزراعى، ولكن مع صدور القانون رقم 42 لعام 1973 تم رد تلك المساحة لهيئة الأوقاف بطريق الخطأ، حيث نص القانون على ان يقتصر الرد على الاراضى الزراعية التي لم يتم التصرف فيها وغير المباني بالقرى، مؤكدا وجود خطابات من الإصلاح الزراعى، تعترف بذلك الخطأ، الأمر الذى يتطلب ضرورة العمل على استقرار أوضاع المواطنين.
ومن جانبه قال النائب عبد السلام الجبلي، رئيس لجنة الزراعة والرى بمجلس الشيوخ، إن هدفنا جميعا تحقيق مصلحة المواطنين، من خلال التنسيق بين نواب مجلسي النواب والشيوخ، مؤكدا أن حق المواطنين أمر مشروع، نظرا لأنهم يقيمون على تلك الأرض منذ ٦٠ عاما، متابعا، انتقال ولاية الأرض من جهة لأخرى، يجب الأ يتأثر المواطن بهذه الإجراءات التي تتم بين جهتين.
وأيدته النائبة آية فوزى فتى، مؤكدة أن التسليم الذى جرى بين هيئة الإصلاح وهيئة الأوقاف، تم بالخطأ، في الوقت الذى يقيم فيه الاهالى على تلك المساحة التي توارثوها عن آبائهم منذ ستين عاما، مشيرة إلى وجود خطابات رسمية من هيئة الإصلاح تؤكد ارتكاب الهيئة لذلك الخطأ.
وشدد النائب إيهاب أنيس، على ضرورة حل تلك المشكلة، مشيرا إلى أن مساحة الـ 31 فدانا بمنشأة الإخوة، تأتى ضمن مساحة إجمالية 856 فدانا، تم تسليمها من الأوقاف للإصلاح في الستينات، من خلال قانون الاستبدال، والذى تم بمقابل نقدى، مشيرا إلى أن هيئة الإصلاح الزراعى سددت قيمة تلك الأرض للأوقاف، متابعا، وكذلك الأمر في قرية الزريقى بالسنبلاوين.
وتابع أنيس، تم البناء علي تلك الأرض منذ أكثر من 60 سنة، ولكن المشكلة ظهرت بعد صدور القانون رقم 42 لسنة 1973 ، وهو القانون الذى يحتاج تفسير من الإصلاح الزراعى أكثر من الأوقاف، مستعرضا شروط الاسترداد التي نص عليها القانون، والتي لاتنطبق على حالتى قريتى منشأة الإخوة والزريقى.
وأكد أنيس، للأسف الشديد هيئة الأوقاف بدأت تتعامل مع المواطنين على أنها مالكة تلك الأرض، وتستخدم سلاح القانون، بالمخالفة للقانون، وطالب أنيس، بوقف الإجراءات التي تقوم بها الأوقاف، تجاه الأهالى، والتدخل لإنهاء أزمة تبعية الأرض.
وقال النائب أسامة عبد العاطى، إن المواطن البسيط ليس له ذنب في الأزمة، مطالبا بوقف الإجراءات لحين الفصل في المشكلة، مشيرا إلى أهمية صدور توصية بوقف كافة الإجراءات ضد المواطنين.
وتابع، لايجوز أن تستمر تلك المشكلة في ظل وجود الرئيس السيسى، مطالبا بحل جذرى لها، وقال الدكتور شريف الجبلى، رئيس لجنة الشئون الإفريقية بالمجلس، أن الأزمة تتطلب تنسيق حكومي كبير بحضور الوزراء، حتى لايضيع حق المواطنين.
وعقب سيد محروس مستشار وزير الأوقاف لشئون هيئة الأوقاف، على طلبات الإحاطة، بأن تسليم الأرض من الأوقاف الى هيئة الإصلاح الزراعى، كان بنظام الإدارة وليس الاستبدال، وان الأرض التي تم ردها للأوقاف كانت زراعية في ذلك الوقت.
واستعرض أحد أهالى قرية منشأة الإخوة، حمدى عربان سرحان رئيس جمعية تنمية المجتمع المحلى بالقرية، معاناة أهالى القرية، مؤكدا سداد الأهالى كامل قيمة الأرض، وأن ما يحدث من الأوقاف حاليا تجاه الأهالى، شيء أكبرمن الخيال وظلم كبير، نظرا لأنهم يبيعون ارض المواطنين لهم مرة ثانية.
واستنكر حدوث ذلك، في ظل تولى الرئيس السيسى إدارة البلاد، حيث يراعى المواطن والفلاح، مناشدا اللجنة بحل المشكلة ورد الحق للاهالى، لاسيما وان المواطن لايمد يده على شيء لايخصه.
وأيده في ذلك السعيد نعمان، رئيس جمعية الإصلاح الزراعى بالزريقي، قائلا، إنهم يمتلكون عقود مسجلة، وأن الأرض ومنافعها مسددة بالكامل، متابعا، "كلنا هنقابل ربنا ، عندى سبعين سنة، وورثت الأرض عن أبويا اللى مات من ثلاثين سنة وعداد الكهرباء والمياه باسمه، وواخد سنتين سجن، بسبب اتهام الأوقاف لى بالتعدى على الأرض".
وقال المهندس حسن الفولى، رئيس هيئة الإصلاح الزراعى، إن هناك تكليف بفض الاشتباك بين الأوقاف والإصلاح، في الاراضى التي كانت تديرها الإصلاح، وتم رد جزء منها، وكان الهدف في ذلك الأرض الزراعية فقط وليس المباني، وتم رد نحو 161 الف فدان حتى الآن.
وأشار الفولى، إلى أن بناء على ما تم عرضه من النواب وممثلى الأوقاف، يتضح ان هناك أمر غير واضح يتطلب البحث، وأكد انه سيتم مراجعة الإجراءات وتصحيح الأخطاء.
وقال النائب هشام الحصرى، رئيس لجنة الزراعة، لن نرضى بأى ظلم للبسطاء، وأن الأهالى لابد أن تحصل على حقها، وأننا لسنا ضد هيئة الأوقاف ولكننا مع الحق ومع المواطن، لاسيما وأن الرئيس عبد الفتاح السيسى قام بتوفير مبلغ ضخم على موازنة أي دولة يتعدى 700 مليار جنيه فى مشروع حياه كريمة، لكى يقول للمواطنين البسطاء أنه دائما داعما ومساندا لهم، وبالتالي لايجوز أن نأتى لنفسد ذلك من خلال إجراءات خاطئة يتم تطبيقها على المواطنين، مختتما، بأن ذلك امر غير مقبول تماما.