هكذا غيرت جيهان السادات صورة المرأة العربية
«تنسيقية الأحزاب» تنشر تقريرًا مفصلًا عن السيرة الذاتية لجيهان السادات (فيديو)
أعدت اللجان النوعية لتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، تقريرًا مفصلًا مدعومًا بفيديو توضيحي عن السيرة الذاتية للسيدة الفاضلة جيهان السادات والتي وافتها المنية صباح اليوم عن عمر يناهز الـ88 عامًا، حيث أوضح التقرير عددًا من النقاط في السطور التالية.
شكلت الراحلة جيهان السادات نموذجًا تحتذى به المرأة في كل مكان، لا سيما المرأة العربية، فقد كانت لها مسيرة حافلة في العمل التطوعي، والمشاركة في الخدمات غير الحكومية، فضلًا عن دعمها للمرأة وذوي الإعاقة وأسر شهداء أبطال حرب أكتوبر.
وقفت جيهان السادات داعمة لزوجها الراحل الرئيس أنور السادات في مختلف الأحداث الهامة التي شهدتها مصر بدءًا من ثورة 23 يوليو 1952 وحتى اغتياله عام 1981، وبخاصة خلال حرب أكتوبر، وتوقيع اتفاق السلام "كامب ديفيد"، وعند تطبيق سياسة الانفتاح الاقتصادي وما نتج عنها من تداعيات.
ومارست الراحلة نشاطها العام منذ بدايات الستينيات، إلا أن دورها بدأ يتبلور بعد تعيين السادات نائبًا لرئيس الجمهوريَّة في 19 ديسمبر عام 1969، ثم اختياره رئيسًا بعد وفاة الرئيس جمال عبدالناصر في 28 سبتمبر عام 1970.
وبدأ نجمها يسطع بشكل كبير بعد حرب أكتوبر 1973، حيث اصطحبت السيدات المتطوعات للخدمة بالمستشفيات إلى مكة المكرمة لصلاة شكر لله، ثم إلى منطقة القناة لتوجه الشكر إلى الجنود المرابطين هناك.
ولعبت جيهان السادات أدوارًا هامة في العديد من المشروعات الاجتماعية والتنموية والسياسية وكانت لها محطات مجتمعية وسياسية مثل:
- دعم الدور السياسي للمرأة وتشجيع تعليمها وتعزيز قدرتها على الحصول على حقوقها في المجتمع المصري.
- لقبها أسر شهداء حرب أكتوبر ومصابو العمليات الحربية بـ "أم الأبطال"، نظرًا لجهدها الكبير وما قدمته لرعايتهم وتعويضهم من خلال مشروعات من أبرزها تأسيس جمعية الوفاء والأمل التي قدمت الخدمات الطبية وإعادة التأهيل والتدريب المهني للمحاربين القدامى من ذوي الإعاقة، ويتم دعم المركز من خلال تبرعات من جميع أنحاء العالم.
- ساهمت في العديد من المبادرات الاجتماعية والمشروعات الإنمائية، التي تخدم المجتمع المصرى بمختلف فئاته فى ذلك الوقت، حيث رأست جيهان السادات في الفترة ما بين 1970 إلى 1981 نحو 30 منظمة وجمعية خيرية (من أهمها جمعية الهلال الأحمر، جمعية بنك الدم، رئيس شرف لتنظيم الأسرة، الجمعية المصرية لمرضى السرطان، جمعية الخدمات الجامعية.. إلخ).
- أنشأت مركزًا للعناية بالأشخاص ذوي الإعاقة عام 1972، ومركزًا لرعاية مرضى السرطان، وتم افتتاح أول قرية أطفال SOS في القاهرة وأخرى بالإسكندرية وثالثة بطنطا، ومشروع لكفالة الطفل اليتيم.
- وأولت جيهان السادات اهتمامًا كبيرًا بالمرأة الريفية ظهر من خلال مشروع جمعية "تالا" التعاونية وهي جمعية تعاونية في منطقة دلتا النيل تساعد النساء الريفيات على تحقيق الاكتفاء الذاتي من خلال تعليم أعمال الحياكة والتريكو، ومثلت تلك الجمعية نقطة الانطلاق لسيدات الأعمال في الريف، مع إقامة معارض لتسويق هذه المنتجات.
- عملت جيهان السادات على تعزيز مكانة المرأة داخل البرلمان، ورشحت نفسها "مستقلة" عام 1974 للحصول على مقعد في المجلس الشعبي في المنوفية الذي يضم ممثلي 300 قرية وذلك بهدف إظهار دور المرأة السياسي وإفساح الطريق أمام النساء الريفيات للمساهمة في السياسة، وأعيد انتخابها عام 1978 وخدمت 3 سنوات كأول سيدة رئيس لمجلس شعبي في مصر.
- دوليًا مثلت مصر في المؤتمر الدولي السنوي للمرأة عام 1975 بالمكسيك، كما شاركت في المؤتمر الأول للمرأة العربية والإفريقية والذي حضرته بالقاهرة 200 سيدة من 30 دولة.
أشهر مؤلفاتها
- كتاب «سيدة من مصر» والذي يحتوي على مذكراتها وتجاربها من خلال العمل السياسي كقرينة للرئيس السادات.
- كتاب "أملي في السلام» الذي نشر عام 2009 وهو يمثل تحليلًا ورؤى سياسية لما تشهده منطقة الشرق الأوسط وطرق التوصل إلى سلام منشود وحقيقي.
الجوائز الدولية والتكريمات الوطنية
حصلت جيهان السادات على العديد من الجوائز الوطنية والدولية للخدمة العامة والجهود الإنسانية للنساء والأطفال، فتلقت أكثر من 20 درجة دكتوراه فخرية من جامعات وطنية ودولية في مختلف أنحاء العالم.
وفي عام 1993 تلقت جائزة مجتمع المسيح الدولية للسلام، كما فازت عام 2001 بجائزة بيرل باك Pearl S. Buck الدولية.
وتم تكريمها في العديد من المرات أهمها تكريم الرئيس عبدالفتاح السيسي لها في أكتوبر 2017، على هامش افتتاح مقر مركز المؤتمرات والمعارض الدولية بالتجمع الخامس، حيث شهدت الاحتفالية عرض فيلم تسجيلي حول نشاط السيدة جيهان السادات خلال حرب أكتوبر، كما ألقت كلمة تحدثت فيها عن ذكريات مرحلة نصر أكتوبر ومواقف الرئيس الراحل أنور السادات خلالها، وتناولت دور القوات المسلحة وقياداتها في نصر أكتوبر العظيم، وما تتحمله من مسئولية في الوقت الحالي لتطهير مصر من خطر الإرهاب.
كما تم تكريمها من قبل المجلس القومي للمرأة، حيث سلمتها الدكتورة مايا مرسى، رئيس المجلس، درع القومي للمرأة وشهادة تقدير لدورها في حرب 73 بجانب درع حملة "التاء المربوطة وعلم مصر".
وكرمها أيضا الهلال الأحمر المصري عام 2017 تقديرًا لجهودها على مدار عقود طويلة كأبرز رائدات العمل التطوعي في مصر، ودورها الداعم في رعاية ضحايا الحرب.
حظيت جيهان السادات بشعبية كبيرة داخل الشارع المصري حتى بعد مرور عقود على اغتيال زوجها الراحل الرئيس السادات، حيث إنها كانت تحرص دائمًا على التعامل عن قرب مع الشعب المصري وخدمه مصالحه.