«وصية وصديق الأيام الأخيرة».. علاقة زكي وهند رستم بالكلاب
تعلق بعض الفنانين بالحيوانات، وحزنوا كثيرا على فقدانها، بل قضى الفنان زكي رستم الفترة الأخيرة من حياته وحيدًا مع كلبه؛ وهنا نستعرض علاقة مشاهير السينما بأصدقائهم الأوفياء.
زكي رستم
عاش الفنان زكي رستم آخر فترات حياته وحيدًا، إلا من صديقين فقط، هما الفنانان سليمان نجيب وعبد الوارث عسر، وقضى هذه الفترة بشقته في عمارة يعقوبيان بوسط البلد بالقاهرة، يستقر معه خادمه، وكلبه الذي يؤنسه لحظات خروجه إلى الشارع.
أصيب زكي رستم في هذه الفترة بضعف شديد في السمع، وكان يرى أنه قد يتغلب على هذه الأزمة من خلال فطنته في قراءة الكلمات من على شفاه الفنانين الذين يؤدون الأدوار أمامه، لكنه لم يستطع تحقيق ذلك، فقد وقع في أزمة نسيان للعديد من الكلمات والحوارات من السيناريو، خاصة أنه كان يرفض الاستعانة بسماعة الأذن التي قد تحسن من أزمة السمع.
وفي إحدى المرات، تعرض زكي رستم لأزمة دفعته للبكاء، عندما حاول أحد المخرجين في فيلم سينمائي توجيه التعليمات له، لكنه لم يسمعها، وهو ما أحزنه حزنًا شديدًا، وبكى وقتها في ردهات الاستديو.
على إثر هذه اللحظات الصعبة والقاسية في حياة الفنان زكي رستم، اتخذ قراره باعتزال السينما 1968، وفضّل قضاء معظم وقته وحيدًا بعيدًا عن الناس، إلى أن وافته المنية في مستشفى دار الشفاء فبراير 1972.
هند رستم
قبل وفاتها، كتبت الفنانة هند رستم وصيتها، وأوصت ابنتها “بسنت” أن تهتم بكلابها، ولا تفرط فيها مهما كانت الأسباب.
كانت علاقة الفنانة الراحلة قوية ونادرة للغاية بالكلاب، إذ فكرّت في إحدى المرات أن تنتج فيلمًا سينمائيًا يشاركها فيه كلابها.
وكانت الفنانة هند رستم ترى أن الكلاب من أوفى الحيوانات، بجانب إخلاصهم لصاحبهم، إذ يقدمون على الموت بدلًا من صاحبهم، لذا لم تفرط أبدًا في رعايتها والاهتمام بها.
وحدث أن عاشت الفنانة هند رستم في حالة حزن شديدة، بسبب وفاة أحد كلابها الذي تربيه. وتخطت هذه التجربة بتناول المهدئات والمسكنات بعد ستين يومًا.
يذكر أن الفنانة الراحلة هند رستم رفضت استلام جائزة الدولة بعدما مُنحت لها بمناسبة عيد الفن، حسبما نشرت مجلة «الشبكة» اللبنانية في عددها الصادر في 13 يوليو 1981.
وكان رفض الفنانة هند رستم للجائزة راجع إلى أنها أكبر من كل هذه الجوائز والأوسمة التي تُمنح في المناسبات الفنية وتوزع على الفنانين والفنانات، حتى إنها قالت وقتها إنه لو أُتي بهذه الجائزة إليها في منزلها لرفضتها أيضًا.
وفي مجلة «نصف الدنيا» عام 2005، تحدثت الفنانة الراحلة هند رستم عن التكريمات وجوائز الفنانين، وأشارت إلى أنها رفضت في عام 2004 جائزة الدولة التقديرية؛ لأنها جاءت في محل لم يعجبها ويقدرها «أنا لست فنانة على الرف».
ولفتت إلى تكريم «فنانات أقل منها عطًاء وموهبة» قبل أن تُمنح الجائزة، وقالت أيضًا إنَّه كان يجب أن تُمنح الفنانة شادية جائزة وتكريمًا قبلها، لأنها الأحق بذلك التكريم والاحتفاء.