بعد عدة وقائع
فتيات أخذن حقوقهن من متحرشين على «السوشيال ميديا»
كانت هي المرة الأولى التي تتعرض فيها “أسماء.م” لابتزاز وتحرش إلكتروني (عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي) حين تلقت رسائل على تطبيق "واتساب" من رقم لا تعرفه، كان فحواها أنه شاب ويمتلك صور خاصة لها سيقوم بنشرها في حال عدم تلبية رغباته.
تقول: "هددني أنه معاه صور خاصة ليا في البيت، وطلب مني أبعتله صور بشعري، أو أدفعله 500 جنيه، عشان ميبعتش الصور لأهلي أو ينزلهم على الإنترنت، وأنا خوفت رغم إني مشوفتش الصور اللي بيقولها عليها دي يعني ممكن يكون بيكذب".
على الفور ذهبت أسماء، العشرينية، إلى مباحث الإنترنت ومعها صور من المحادثة التي تمت بينها وبين المتحرش، من أجل تحرير محضر تحرش وابتزاز له، لكونه تحرش بها بألفاظ لا تليق بحسب وصفها: "في يومين كان تم القبض عليه".
أسماء ليست حالة فردية، هناك فتيات كثيرات لجأن خلال الفترة الأخيرة إلى مباحث الإنترنت يشكون من التحرش الإلكتروني وحررن محاضر ضد متحرشي السوشيال ميديا، واستطعن أخذ حقوقهن من خلال القبض عليهم وتوجيه تهم التحرش والابتزاز لهم، وتستعرض "الدستور" قصص البعض منهن في التقرير.
ويواصل قطاع نظم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بوزارة الداخلية، وبالتنسيق مع كافة قطاعات الوزراة وأبرزها الأمن الوطني والأمن العام والمركزي والعمليات الخاصة جهوده لضبط أعتى المجرمين والمتحرشين عبر الإنترنت.
تقول أسماء: "عملت محضر وكلهم كانوا متعاونين وحولوا المحضر لقسم روض الفرج، وفضلوا متابعين معايا وبيطمنوني أنه هيتجاب، لحد فعلًا بعد يومين تم القبض عليه واتحبس 6 شهور هو حكم مش كفاية لكن أكيد خد درس مش هينسااه".
تضيف: "بالرغم من إني عملت كل ده من ورا أهلي إلا إني كنت فخورة بإني عرفت أخد حقي وبمساعدة مباحث الإنترنت، وأي بنت تتعرض لتحرش أو ابتزاز من حد على الإنترنت تقدم محضر في مباحث الإنترنت هيجيبوا حقها".
وبالأمس تمكنت الأجهزة الأمنية من كشف ملابسات تداول مقطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" يظهر خلاله أحد الأشخاص يقوم بهتك عرض طفلة بالجيزة، وحددت طرفي مقطع الفيديو المجنى عليها طالبة، والمتهم يعمل بإحدى شركات تجارة الهواتف المحمولة تم ضبطه وأقر بالواقعة.
وكذلك تمكنت الأجهزة الأمنية من كشف ملابسات ما تم تداوله على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بشأن قيام أحد الأشخاص بالتحرش بإحدى السيدات بالجيزة، والتي نشرت مقطع فيديو تقول فيه أنه تحرش بها، وتم ضبطبه وإحضاره بعد عدة اجراءات.
نفس الواقعة تعرضت لها أميرة.خ، والتي انفصلت عن زوجها في سن مبكر بعدما أنجبت طفلين، تقول: "كان حد من الجيران، لما عرف إني انفصلت، بدأ كلام وتلميحات مش لطيفة على السوشيال ميديا، وكنت برفض الكلام أكتر من مرة".
تضيف: "لحدما لاقيته في يوم بيكلمني وبيهددني بإنه هيحط صوري اللي بشيرها على صفحتي الشخصية في جروبات دعارة، وهيأخد منها اسكرين شوت يبعته لطليقي عشان يأخد حضانة الأولاد لأن ده إثبات إني غير أمينة على ابنائي".
توضح أنها لم يكن أمامها حل سوى تحرير محضر في مباحث الإنترنت من أجل ردعه عن تلك الأفعال: "روحت ومعايا الفون عشان أوريهم الكلام بينا على الشات والتهديدات الكتير اللي قالها ليا وتم استدعاؤه واتعمله محضر عدم تعرض".
وأدرج البرلمان المصري السوشيال ميديا مؤخرًا كأحد أدوات التحرش الجنسي بعدما كان غير معترف بها، وتم تغليظ عقوبته إذ لن تقل عن سنتين ولن تتجاوز أربع سنوات مع غرامة أقلها 100 ألف جنيه مصري ولا تزيد عن 200 ألف جنيه مصري.