من جرائم الحرب في تيجراي إلى أزمة سد النهضة.. كاتب إيطالي: «آبي أحمد تحول إلى ضبع منحط»
قال لوكا أتاناسيو، صحفي إيطالي وكاتب بصحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية، أن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد تحول إلى "ضبع منحط" بعد أن كان داعيا للسلام والديمقراطية، مشيرا إلى أنه يواجه تداعيات "مقلقة" من شأنها أن تهدد الاستقرار السياسي الداخلي ، بدءا من جرائم الحرب التي ارتكبتها حكومته الفيدرالية في إقليم تيجراي وحتى أزمة سد النهضة وتعنته في المفاوضات مع مصر والسودان بإصراره على ملء السد بشكل أحادي.
الظهور في صورة رجل السلام قبل الانتخابات
وأشار " أتاناسيو " في مقاله بموقع الموسوعة الإيطالية "تريكاني"، إلى أن "آبي أحمد" يحاول الظهور في صورة رجل السلام "، قبل الانتخابات التي تجرى في البلاد، والتعامل مع قضية إقليم تيجراي على أنها "مسألة انتصار للسلم والحفاظ على النظام وردء الصراعات ، مضيفا إنه "على الرغم من أن تصريحات مراقبي الاتحاد الأفريقي قد أكدت السير المنتظم للانتخابات وموثوقية النتيجة، فمن الصعب الحكم على هذه الانتخابات على أنها ذات مصداقية حقيقية".
وتابع ساخرا: رئيس الوزراء والحائز على جائزة نوبل للسلام 2019، أبي أحمد ، الذي أعلن يوم الإثنين 21 يونيو 2021 "يومًا تاريخيًا لإثيوبيا" وسارع إلى الإعلان على تويتر أن "جميع فئات المجتمع تريد أن يكون لها صوتها الخاص في أول انتخابات حرة ونزيهة. في تاريخنا" لا يهدف إلا إلى إدامة تلك الصورة لبلاده كبطل للديمقراطية".
واعتبر الكاتب أن هذا الأمر يبدو مستحيلا، بعد أكثر من 8 أشهر من الصراع المرير في تيجراي ، واتهامات بارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية من قبل الجيش الإثيوبي ، مما أثار حالة من عدم الاستقرار العام في البلاد بأكملها، مشيرا إلى أن الصراع في تيجراي تسبب في أزمة إنسانية مع تداعيات مقلقة بسبب الفظائع التي ارتكبها نظامه ضد المواطنين الإثيوبيين، ، متسببا في العديد من المذابح وحالات الاغتصاب والتجهير الجماعي.
التعنت الإثيوبي في أزمة سد النهضة يزيد الصراع مع مصر والسودان
أما على المستوى الدولي، اعتبر الكاتب أن أبي أحمد يخلق توترات خطيرة تهدد أيضًا استقرار الوضع الداخلي ببلاده، بسبب أزمة سد النهضة وإصراره على ملء السد بشكل أحادي، وهو سلوك وصفه الكاتب بأنه "يرفع الوضع باستمرار إلى خطوة تزيد من الصراع المفتوح مع مصر والسودان".
وذكر أنه منذ صعود آبي أحمد إلى السلطة في أبريل 2018، بدأت اثيوبيا في الدخول في سلسلة من الإصلاحات والتحول الديمقراطي ، حيث ارتفع معدل الالتحاق بالمدارس الابتدائية إلى ما يقرب من 100٪ ، ومعدل إشغال المرأة المناصب الحكومية بلغ 50٪، مضيفا "لكن بعد عامين من حصول آبي أحمد على جائزة السلام، تحول إلى ضبع منحط وخصوصا في الأشهر الأخيرة".
وبيّن إنه بسبب غزو الجراد العام الماضي تم تدمير العديد من المحاصيل وأصبح هناك عدم قدرة على الزراعة بسبب الحرب، قائلا "الوضع في الأشهر القليلة المقبلة على حافة الهاوية ، مع تقديرات المجاعة والمجاعة التي قد تتجاوز نصف مليون"، مضيفا أنه في هذه الأثناء ، أدت متلازمة الحصار التي أصابت رئيس وزراء أورومو العرقي إلى إعلان جيش تحرير أورومو (OLA) كـ "منظمة إرهابية" في مايو الماضي - تمامًا مثل جبهة التحرير الشعبية لتحرير تيجراي - في ذروة حملة حرب العصابات التي استمرت لمدة طويلة، فضلا عن الاشتباكات والتي أدت إلى المزيد من الاضطرابات الداخلية.
واختتم مقاله بالقول: علق محلل سياسي إثيوبي تواصلت معه مجلة New Humanitarian وطلب عدم الكشف عن هويته خوفًا من أن تصيبه حملة الإرهاب التي شنت ضد المعارضين والنشطاء والصحفيين في إثيوبيا: "لا أرى كيف يمكن للانتخابات أن تساعد إثيوبيا بأي شكل من الأشكال" "على العكس من ذلك ، أعتقد أن التصويت سيؤدي في جميع الاحتمالات إلى تفاقم الوضع".