لماذا نصح الباحثون الحوامل بالامتناع عن تلقي لقاح كورونا؟

في ديسمبر الماضي ومع بدء بعض الدول الكبرى المصنعة للقاحات كورونا في تلقيح مواطنيها، بعد حصولهم على ترخيص للاستخدام الطارئ من منظمة الصحة العالمية، وضعت الشركات المصنعة للقاحات جميعها بعض التحذيرات ومنعت تلقيح بعض الفئات منها الأطفال تحت سن 18 سنة والنساء الحوامل خوفًا من الإضررار بالجنين، إلا أنه بعد عدة أشهر من التلقيح الذي جاءت نتيجته مرضية للكثير من الدول التي لقحت أكثر من نصف شعبها، بدأت بعض الدول توصى بلتقيح النساء منها روسيا التي كانت أول دولة تعلن عن إنتاجها للقاح كورونا وتبدأ في تطعيم شعبها به، ولكن ما  سبب التحذيرات الأولى لاستخدام اللقاح على النساء ولماذا عاودت الدول التوصية بعكسه، الدستور عرضت القصة الكاملة في السطور التالية.

محمد أبو عامر أستاذ علم المناعة بجماعة المنوفية، قال في حديثه مع الدستور، إنه في بداية الاستخدام الطارئ للقاحات كورونا لم تكن هناك دراسات كافية عن تأثير اللقاح على مشيمة الحوامل، لذا كانت من الفئات المحظور عليها الحصول على اللقاح خوفًا من أى تغيرات تحدث للجنين أو مضاعفات للأم، لكن الأن وبعد مرور ما يقرب من عام على حصول بعض اللقاحات على ترخيص الاستخدام الطارئ، واستمرار الدراسات والتحديثات حول لقاحات كورونا قلت الفئات المحظور عليها تناول اللقاح ومنها النساء الحوامل.

وأوضح الآن تستطيع الحامل الحصول على لقاح كورونا بعد مرور الـ ٤ أشهر الأولى من الحمل بشرط أن تكون هي والجنين في وضع صحي عام طبيعي، وهو ما يقرره طبيب النساء والولادة المتابع للحالة الطبية للجنين والمشيمة والأم.

وأثبتت دراسة قام بها مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، أن الحمل يزيد احتمال حدوث أعراض شديدة والوفاة في حال العدوى بكورونا، كما أن الحوامل أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات تنفسية تتطلب عناية مركزة مقارنة بالنساء غير الحوامل، كما أن احتمال وضع الحوامل على أجهزة التنفس أعلى مقارنة بغير الحوامل، كما أشارت بعض الدراسات الاخرى أن الحوامل المصابات بكوفيد 19 أكثر عرضة للولادة المبكرة والقيصرية، كما يرتفع احتمال إدخال أطفالهن إلى وحدة رعاية حديثي الولادة.

ومازال هناك تردد وتخبط من استخدام الحوامل للقاحات كورونا ففي الوقت الذي بدأت فيه بعض الدولة في حث الحوامل على تلقي اللقاح مازالت هناك آخرى تمنعه، فنصحت وزارة الصحة الروسية والأمريكية  النساء الحوامل من الفئات المعرضة للخطر أن يحصلن على التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد بعد الأسبوع الـ22 من الحمل، فقالت وزراة الصحة الروسية  في إرشادات التطعيم الخاصة ضد كورونا، وفقا لوكالة أنباء (تاس) الروسية، "يجب استخدام لقاح (سبوتنيك V) أثناء الحمل في الحالات التي تفوق فيها الفوائد المتوقعة للأم المخاطر المحتملة على الطفل"، بينما حثت أمريكا الحوامل على تلقي التطعيم على وجه السرعة. 

ودعمًا لهذا التوجه صدرت دراسة عن "مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها"، أجريت على نحو 35 ألف سيدة حامل في أمريكا تلقين لقاح إما "موديرنا" أو "فايزر" بين شهري ديسمبر  وفبراير الماضيين، وتحتوي على تقارير مضاعفات الحمل لنحو أربعة آلاف سيدة ممن تلقين اللقاح، وذلك بغرض مقارنتها مع مضاعفات الحمل في ما قبل زمن الوباء، واتضح أن بين الـ 4 آلاف امرأة حامل اللاتي تعرضن لمضاعفات حمل، أبلغت 13 في المئة عن إجهاض، وتسعة في المئة عن ولادة مبكرة، و2 في المئة من عيوب خلقية وأقل من 1 في المئة من حالات إملاص (ولادة جنين ميت)، ونصحت الدراسة بالمراقبة المستمرة والبحث عن الأدلة الإضافية، لا سيما بين النساء اللاتي حصلن على اللقاح في أثناء مراحل الحمل الأولى. 

وكانت  شركة فايزر المصنعة للقاح كورونا، في ديسمبر الماضي قد منعت الحوامل من تناول اللقاح استجابة لإرشادات إدارة الغذاء والدواء الأمريكية فاستبعدت الحوامل والمرضعات من تجاربها السريرية، ولن تشارك هذه الفئة من النساء في التجارب السريرية حتى تسلّم الشركة نوعا من الدراسات تسمى (Dart studies)، والتي غالبا ما تُجرى على الحيوانات، إلا أنها  عادت من إبريل من العام الجاري وأكدت أن اللقاح آمن على الحوامل والمرضعات.