أسسه سوداني وعاصر 3 حروب.. أقدم كشك صحافة في السويس يحارب من أجل البقاء
شامخًا يتوسط ناصية تقاطع شارعي الشهداء وسعد زغلول، يقع أقدم أكشاك الصحافة في السويس الذي مر عليه حروب وثورات وأحداث عدة دون أن يغلق أبوابه يوما واحداً..
أسسه منذ سنوات طويلة حسن السوداني أو حسن الدنجلاوي نسبة إلى ولاية دنجلة بالسودان، وبدأ مزاولة مهنة بيع الصحف والجرائد والمجلات قبل ما يقرب من ٦٥ عاما، وتوفي تاركًا الكشك ليكمل المسيرة زوج ابنته .. حسن أيضاً.
يروي حسن أبو بدر لـ"الدستور" أن هذا الكشك ليس مجرد مكان لبيع الصحف والكتب والمجلات، بل تحول بمرور الوقت لجزء لا يتجزأ من العادات اليومية للمثقفين بالمدينة الباسلة.
ويضيف أبو بدر أن عظماء الأدب والشعر والثقافة زاروا هذا المكان، ومنهم من اعتبر زيارته عادة يومية، منهم الشاعر الراحل عبد الرحمن الابنودي والذي كتب قصيدة عن صاحب الكشك حسن الكبير عنوانها بياع العذاب.
يقاوم كشك حسن السوداني انخفاض إقبال القراء على الصحف الورقية المطبوعة بعد اعتماد أغلب القراء على الحصول على الأخبار من المواقع الإلكترونية، تلك الأزمة التي زادت بسبب انتشار عدوى فيروس كورونا، واعتبار الصحف من ناقلات العدوى، ولكن هذه الأزمة ليست الوحيدة، بل يعاني الكشك وصاحبه من محاولات المالك الجديد للعمارة لإزالة الكشك بعدما اشتراها من مالكها القديم الذي اشتراها من الملاك الأصليين اليونانيين، برغم من عدم وجود أي علاقة إيجارية بين أصحاب الكشك والعمارة، حيث يؤكد عم حسن أنه يجدد ترخيصه سنويا من الحي التابع له بحكم أن الرصيف مملوك للمحافظة وليس صاحب العمارة.
وشن رواد الكشك والمتهمون بالثقافة في السويس حملات على صفحات التواصل الاجتماعي، مطالبين بتدخل محافظ السويس وأعضاء مجلسي الشيوخ والنواب للحفاظ على الكشك لما يحمل من قيمة تاريخية.