طرح رواية «مقام السيدة» للكاتب محمد صالح بمعرض القاهرة للكتاب
صدرت حديثًا عن دار الأدهم للنشر والتوزيع٬ رواية "مقام السيدة"٬ للكاتب محمد صالح رجب٬ والتي يشارك بها الروائي ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب٬ كما يشارك بكتاب آخر بعنوان "المسافة سفر".
ومحمد صالح رجب٬ روائي وقاص٬ عضو باتحاد كتاب مصر٬ عضو نادي الأدب بقصر ثقافة المنصورة، صدر له العديد من المجموعات القصصية٬ من بينها: "أحلام ممنوعة"٬ "أشياء منسية"٬ "ضد الكسر"، كما صدرت له من الأعمال الروائية٬ روايتا: "المرشد"٬ و"شالوشا".
كثيرة هي الأضرحة والمقامات في مصر، في إحدى قرى المنصورة بدلتا مصر، حيث تدور أحداث رواية٬ "مقام السيدة"٬ ثمة مقامان في طرفي القرية كأنما يحفظانها ببركاتهما، وفي القلب وعلى مقربة من النيل الذي يطلقون عليه بحرا يوجد مسجد الأربعين الذي أقيم على أنقاض مدافن أربعين وليًا صالحًا، لكن مقامًا آخر شيده الأهالي تكريمًا لـ"زينب"، تلك الصبية ذات العشر سنوات والتي هاجرت إليهم من السويس رفقة والدها في أعقاب النكسة إثر قصف إسرائيلي لمنزلهم نجت وحدها بإعجوبة وكأنها كرامة مبكرة دفعت والدها، وقد رأى منزله كومة من الركام أن يسأل الطبيب مرارًا :" أمتأكد أنها معافاة ولا كسور بها أو رضوض؟ وحين يطمئنه الطبيب أن ابنته في أتم الصحة يرفع بصره إلى السماء، ويهمس" قادر على كل شيء"، لكن الوالد الذي ارتبط بالسويس لم يتحمل البعد عنها أكثر من سنة وفارق الحياة ليترك زينب تواجه وحيدة مصيرًا مجهولًا، فما الذي واجهته زينب؟ وماذا فعلت حتى يشيد لها الأهالي ذاك المقام الذي حمل اسمها؟ هذا ما تكشف عنه أحداث الرواية، والتي يقول الكاتب أنها تحمل رسائل عديدة في مقدمتها أن الخير لا ينتصر ويسود من تلقاء نفسه، وإنما بمقاومة ومحاصرة الشر، وأن الأجساد ترحل وتبقى الأعمال تخلد أصحابها.
من أجواء رواية "مقام السيدة" نقرأ: فتح "صديق" الباب، ثم التفت إليَّ مبتسمًا قبل أن يباغتني ويحملني، لم أتوقع منه ذلك، حاولت التمنع لكني لم أتماد في ذلك، استسلمت ليديه القويتين وقد رفعتني عاليا وأنا أتعلق برقبته، أغلق الباب بقدمه بعنف فأحدث الارتطام دويًا أخجلني، اجتاز الصالة في خطوات معدودة وزمن قياسي حال بيني وبين استكشافها، أو ربما أني لم أفكر في النظر إلى جمال ألوانها ولا روعة فرشها، فقط كنت أفكر في نبضات قلبي المتسارعة، أشعر أنه سيتوقف من الفرح، حين لم تفلح محاولاته في فتح باب غرفة النوم حاولت التملص منه تخفيفًا عليه، لكنه تمسك بي وأسندني بركبته فعاودت الاستسلام والتحليق، تمكن هذه المرة من فتح الباب وكما فعل من قبل أغلق الباب بقدمه لكنه لم يحدث صوتًا عاليًا، ربما أن قوته قد استنزفت في حَمْلي، وحين لامس الفراش بساقه وأوشك أن يهبط بي تمنيت ألا يفعل وأن أظل محلقة عاليًا في السحاب، لكنه انحنى كجمل أناخه صاحبه، ثم أنزلني برفق، عدت من عليائي حين وجدت نفسي ممدة على الفراش، تبددت فرحتي في هذه اللحظة.