«أختي ماتت».. ضحايا المؤسسات الطبية غير المرخصة يروون معاناتهم لـ«الدستور»
تحاول وزارة الصحة والسكان تتبع المراكز الطبية والمستشفيات غير المرخصة والمخالفة للقوانين في جميع المحافظات، حرصًا منها على صحة المواطنين ولإحكام الرقابة على المنشآت الطبية الخاصة والتأكد من استيفاءها للاشتراطات الصحية، وحصول المنشأة والعاملين بها على التراخيص اللازمة، وتطبيق بروتوكولات مكافحة العدوى ومراجعة صلاحية الأدوية، حيث أغلقت خلال الأيام القليلة الماضية 1066 عيادة ومركز طبي ومستشفى خاص مخالفة بـ 24 محافظة.
وتنوعت المنشآت الطبية التي تم غلقها بين مستشفيات وعيادات تخصصية ومعامل تحاليل ومراكز أشعة وحضانات أطفال وعيادات خاصة ومراكز علاج طبيعي ومراكز تجميل وضمت المخالفات التي تم رصدها عدم تطبيق سياسات مكافحة العدوى، وإدارة المنشآت دون تراخيص، ووجود عمالة غير مؤهلة وغير حاصلة على ترخيص بمزاولة المهنة، وكذلك العثور على أدوية مغشوشة ومنتهية الصلاحية وغير مرخصة.
«الدستور» في السطور التالية تواصلت مع ضحايا المؤسسات غير المرخصة الذين دفع بعضهم عمره ثمنًا لها، وكيف تحكم الصحة الرقابة عليها.
«أبانوب» توفت شقيقته «نورا» منذ 3 سنوات نتيجة خطأ طبي أثناء إجرائها عملية إزالة ورم ليفي، وأوضح: «ذهبنا فى الموعد المحدد وتم تجيزها للعمليات وكان الطبيب المسئول عن إجراء العملية تأخر عن الحضور، وبعد نصف ساعة من دخوله العمليات خرج مرتبكا وبسؤاله عن حالة شقيقتي قال حالتها جيدة وخرج فورا من المستشفي، وانتظرنا أمام غرفة العمليات ساعتين بعد خروجه ولانعرف شيئا عن أختى هى خرج طبيب التخدير، وقال إنها أثناء إفاقتها حدثت لها جلطة أدت إلى توقف القلب وبعد اجراء صدمات كهربائية لها لتنشيط القلب حدث حرق فى الرئة وطلب مننا تحويلها لمستشفي عين شمس التخصصي لأن المستشفي غير مجهزة للتعامل مع الحالة».
واستطرد بالفعل تم نقلها إلى عين شمس وبعد دخولها بدقائق قليلة قال لنا الطبيب إنها كانت متوفية قبل دخولها المستشفى.
وأضاف: «اتجهنا إلى قسم الشرطة وحررنا محضر ضد الطبيب «ط - م» الذي أجرى لها العملية وصعدنا الحادث إلى الإعلام، وتواصل معنا وزير الصحة وقتها عادل العدوي وحصلنا على تقرير منه أن الوفاة بسبب خطأ طبي من الطبيب وحسب التقرير فإنه أثناء إزالته للورم الليفي شق بطن أختى ونفخ الرحم باستخدام منظار مهبلي فانفجر الرحم منه وحدث نزيف لم يستطع التعامل معه، وأكد لنا وزير الصحة أن شقيقتي لم تكن تعاني من ورم ليفي وإنما كان لديها عقمم مبكر، وأن إجراء العملية كان بغرض البيزنس».
وأوضح أبانوب: «أختى لديها طفلة في التاسعة من عمرها تعيش منذ صغرها فاقدة للأمم ورغم ثبات تورط الطبيب في موتها إلا أنه مازال يعمل ولم يتم إيقافه عن العمل ولو ليوم واحد»، قائلا: «عاوزين حق أختي».
وعام 2019 أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي تعديلات جديدة على قانون مزاولة مهنة الطب رقم 415 لسنة 1954 وهدفت لإصلاح منظومة استكمال المسار المهنى للطبيب، وشملت التعديلات بعض المواد في قانون ترخيص المنشأت الطبية لإلغاء الترخيص للمنشأة مدى الحياة على أن يجدد الترخيص كل من 3 إلى 5 سنوات لضمان سلامة المنشأة والأجهزة والخدمات المقدمة للمريض.
«نجلاء» سيدة فى الأربعين من عمرها تعيش في مدينة سمنود، وضحية جديدة للعيادات الخاصة التي تجري عمليات جراحية بالمخالفة للقانون، فقالت: «جميع النساء هنا يلدن فى العيادات الخاصة، وبسؤالها إذا ماكانت هذه العيادات تحمل رخصه لاجراء عمليات قالت لاندري إذا كانت تحمل رخصه أم لا لأن المهم بالنسبة لنا هو الطبيب وكل الأطباء هنا نعرفهم منذ سنوات ونثق فيهم».
وتابعت: «ابني الصغير ولد معاق بسبب طبيب في عيادة خاصة فأثناء الولادة جذبه الطبب من ذراعة بطريقة خاطئة وحدث قطع في كل الأوتار بزراعه اليمني، وذهبنا لأطباء كثر لكن جميعهم أكدوا أن وضعه ميئوس منه وليس له علاج، ولأنني أعيش في قرية فلم أستطع أن أحصل على أي حقوق من هذا الطبيب».