«حكاية صورة».. الموسيقار عمر خيرت مع العائلة في الثمانينيّات
"حكاية صورة" اليوم، الأحد، الثامن والعشرين من يونيو، للموسيقار الكبير عمر خيرت مع العائلة في الثمانينيّات، وفي الصورة من اليمين محمود ومحمد وأبو بكر وعمر وعثمان، وجلوساً الوالد علي والوالدة عقيلة، ونشرت الصورة في حوار لعمر خيرت مع (اندبندنت عربية) نشر بتاريخ 23/3/2010 تحت عنوان: "الموسيقار العالمي عمر خيرت: نشأتي الدينية أضفت بعداً روحانياً على أعمالي" للكاتب الصحفي أحمد الجمال.
وفي الحوار يسأله أحمد الجمال عن العائلة فيقول: نبدأ من عائلة خيرت التي تضم مبدعين في مجالات عدة، هل أنت مبدع بالوراثة؟
ويجيب الموسيقار الكبير: "بالفعل يبدو أنها مسألة جينية لها علاقة بالجينات الوراثية، فقد نشأت في عائلة تهتم بالفنون والثقافة بدرجة كبيرة، وتميز الكثيرون فيها بالنبوغ، جدي محمود خيرت كان محامياً وكان مهتماً جداً بالفنون وشاعراً وأديباً ومترجماً ورساماً وموسيقياً، وقد ألف رواية "الفتاة الريفية" عام 1905م (أُعيد نشرها عام 2009 ضمن إصدارات المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة)، وإلى جانب هذا له كان سكرتيراً لمجلس الشيوخ أيام سعد زغلول، وكان بيته في "شارع خيرت" الذي سُمي باسم جده هو، ولايزال هذا الشارع موجوداً ويحمل هذا الاسم حتى الآن. وقد أنجب جدي أربعة أبناء هم أبوبكر وعمر وعثمان وعليّ، تيمناً بأسماء الخلفاء الراشدين (رضوان الله عليهم أجمعين)، وكان لدى جدي صالون دائم للفنون يجمع رموز الفن والثقافة في ذلك العصر أمثال فنان الشعب سيد درويش والمثَّال محمود مختار والأديب المنفلوطي، ومما يُذكر في هذا الشأن ولا يعرفه الكثيرون أن أول لقاء بين محمد عبدالوهاب وأم كلثوم وهما في مرحلة الشباب كان في منزل جدي هذا وبحضور سيد درويش وغنوا معاً أوبريت "العشرة الطيبة".
يذكر أن عمر خيرت ولد في 11 نوفمبر عام 1947 في حي السيدة زينب بالقاهرة لأسرة مثقفة محبة للفنون، فا عمه هو أبو بكر خيرت (المهندس المعماري الأشهر ومؤسس الكونسرفتوار المصري الذي أثرى المكتبة الموسيقية المصرية بأعمال سيمفونية رائعة)، واكتملت ثمارها بعمر خيرت الذي أكمل درب عمه الموسيقار أبو بكر خيرت، وعشق البيانو الذي اكتشف معه مناطق موسيقية جديدة في إحساس وذكريات وقوة الشخصية المصرية.
أما جده هو محمود عبد الرحيم خيرت الذي كان من أحد أعيان مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية وكان محاميًا وكان مهتمًا جداً بالفنون وشاعراً وأديباً ومترجماً ورساماً وموسيقياً، وكان لديه صالون دائم للفنون يجمع رموز الفن والثقافة في ذلك العصر بالقاهرة أمثال فنان الشعب سيد درويش والمثَّال محمود مختار والأديب المنفلوطي. ووالده كان مهندساً معمارياً متخصصاً في العِمارة الإسلامية وبناء المساجد، وكان أيضاً عازفاً للبيانو وظل مواظباً على العزف عليه حتى وفاته.
وبدأت علاقة عمر خيرت بالبيانو بالكونسرفتوار في دفعته الأولى عام 1959 م حيث درس العزف على البيانو على يد البروفيسور الأيطالي "كارو" إلى جانب دراسته للنظريات الموسيقية. انتقل بعدها لدراسة التأليف الموسيقي في كلية ترينتي بلندن إلى أن اكتملت ملامح شخصيته الموسيقية المستقلة كمؤلف محترف يصوغ رؤاه الموسيقية الخاصة بجمل موسيقية مميزة تتسم بالعمق والثراء والتدفق. و انضم عمر خيرت في بداياته لفرقة (ليى بُتي شا - Les petits chats) والتي كانت فرقة مصرية لموسيقى الروك نشأت في مطلع ستينيات القرن الماضي وكان من ضمن أشهر أعضائها الفنان عزت أبو عوف، وعمل عمر خيرت في الفرق كعازف درامز والتي كان لها أثر واضح في مؤلفاته مثل: " الخادمة " و" رابسودية عربية " وغيرها. و أطل عمر خيرت على الجمهور لأول مرة مع الموسيقى التصويرية من خلال فيلم ليلة القبض على فاطمة عام 1983.