بداية اندثار كورونا.. كيف نجحت مصر في تقليل أعداد الإصابات؟.. خبراء يجيبون
أعلنت وزارة الصحة عن عدد كبير من المصابين بفيروس كورونا المستجد من عدد المستشفيات على مستوى الجمهورية، بعد التأكد من سلبية مسحاتهم وإجراء التحاليل والإشاعات اللازمة، ما مثل بالتالي اندثار الإصابات بشكل كبير وتزايد معدلات الشفاء.
في السطور التالية، تحدثنا مع عدد من المتخصصين الذين أوضحوا أسباب تراجع الإصابات بشكل كبير، وإن كان هذا يعني بداية انحسار الوباء الذي يقترب وجوده من سنتين، والتي كان على رأسها زيادة أعداد من حصلوا على لقاحات كورونا، و التي نجحت وزارة الصحة في توفيرها على مستوى الجمهورية بشكل مجاني لكل من يريده، فما عليه سوى التسجيل على الموقع الإلكتروني الذي تم تخصصيه لذلك ليتلقى بعدها رسالة بموعد ومكان التطعيم.
- أستاذ فيروسات: التطعيمات وارتفاع الحرارة أبرز أسباب تراجع الإصابات
البداية كانت مع الدكتور فايد عطية، أستاذ مساعد الفيروسات الطبية والمناعة بمدينة الأبحاث العلمية بالإسكندرية وكلية الطب جامعة شانتو بالصين، الذي قال إن الفترة القادمة ستشهد تراجع أعداد الإصابة بفيروس كورونا ولن تكون بنفس وحشية الموجات السابقة، متوقعًا أن تكون الموجة الأضعف، وأن طفرات الفيروس حتى وإن لم نكتشفها فستكون عادية أو بسيطة لن تؤثر على معدل انتشار الفيروس.
أما عن تطور الفيروس وتحوره، أكد أستاذ مساعد الفيروسات الطبية والمناعة بمدينة الأبحاث العلمية بالإسكندرية وكلية الطب جامعة شانتو بالصين، في حديثه مع "الدستور"، أنه وارد لكنه يرجح أنه حتى الأعراض الجديدة التي يمكن أن يتسبب بها سيكون الأطباء على علم بها، معللًا أنه تم التعامل مع كل أنواع الأعراض التي سببها فيروس "كورونا"، فهو يؤثر تقريبًا على كل أعضاء الجسم فـ"مش هيبقى في حاجة جديدة".
- وباء كورونا قد ينتهي بنهاية 2021
ويرى أستاذ مساعد الفيروسات الطبية والمناعة أن نهاية 2021 قد تكون نهاية وباء "كورونا"، بناء على أسس علمية على رأسها زيادة التطعيمات واللقاحات، زيادة الحالات التي أصيبت بالفيروس بالفعل وكونت حتى لو مناعة جزئية ضد الفيروس، أيضًا ارتفاع درجات الحرارة خلال شهور الصيف التي قد تمتد إلى بدايات شهر أكتوبر، لذا تبدأ أعداد الإصابات في التراجع، وبحسب دراسات الأوبئة فمدة بقائها تمتد من سنة إلى 3 سنوات، و"كوفيد 19" بدأ معنا تقريبًا في ديسمبر 2019 لذا من المتوقع أن يكون ديسمبر 2021 (أي بعد مرور سنتين تقريبًا) أن تكون النهاية، وهناك آراء أخرى لن ترجح ما يتنبأ به ولكل أسبابه وأسسه التي يبني عليها توقعاته.
- استشاري باطنة: تراجع الإصابات سببه تطور برتوكول العلاج المصري المستمر
من جهته يرى الدكتور محمد عز العرب، استشاري الباطنة بالمعهد القومي للكبد والأمراض المعدية، أن معدل التعافي في مصر في ارتفاع بسبب التطور المستمر للبرتوكول المصري في العلاج، أيضًا سرعة التعامل مع الحالات التي يثبت إصابتها بالفيروس، مشيرًا إلى أن مصر تعد من أفضل دول العالم في معدلات الإصابة والشفاء، مؤكدًا أن اتباع الإجراءات الوقائية التي لا يزال الالتزام بها قائمًا ضمن الأسباب التي ستقلل من أعداد الإصابة؛ على رأسها الابتعاد عن أماكن الازدحام والحرص على التباعد الاجتماعي في المكان الذي يضطر الشخص للتواجد فيه.
وأوضح استشاري الباطنة بالمعهد القومي للكبد والأمراض المعدية، أن اللقاحات التي تم إنتاجها للتصدي لفيروس "كورونا" تساهم بشكل كبير في ارتفاع معدلات الشفاء والتقليل من الإصابات، ناصحًا بعدم إغفال أخذ جرعتي التطعيم الذي توفره وزارة الصحة المصرية بشكل مجاني على مستوى الجمهورية.
- استشاري قلب: الحفاظ على الإجراءات الاحترازية سيجنبنا السيناريو الأسوأ
واتفق معهما، الدكتور شريف حسين، استشاري القلب والقسطرة والأوعية الدموية، مشيرا إلى أن أن معدلات الإصابة بفيروس "كورونا" في تراجع، وأنه من المتوقع أن تعود للزيادة مرة أخرى خلال الشهور القادمة، وهو ما يتم ملاحظته كل أسبوع حسب معدلات الإصابة المعلنة، والتي تقوم وزارة الصحة بنشر بيان يومي عنها.
- 3 سيناريوهات لوضع فيروس "كورونا" في مصر
ووضع استشاري القلب والقسطرة والأوعية الدموية في حديثه، 3 سيناريوهات لوضع فيروس "كورونا" في مصر، قياسًا على سلوك الأوبئة الفيروسية، الأول تذبذب معدلات الإصابة بالفيروس إلى أن يتم تلقيح عشرات الملايين في مصر ونصل إلى نسبة 50% من الشعب تلقوا اللقاح بداية العام القادم.
أما السيناريو الثاني وهو الأسوأ كما حدث في الأنفلونزا الإسبانية عام 1918- زيادة الانتشار بشكل كبير كما يحدث حاليًا في بعض دول افريقيا التي لم يتلقى عدد كبير من سكانها لقاح "كورونا" وزيادة الوفيات فيها، والسيناريو الثالث هو انحسار الوباء وانتهائه تمامًا بتطعيم الملايين.
- التأكيد على أهمية استمرار اتباع الإجراءات الاحترازية
ونصح استشاري القلب والأوعية الدموية باستمرار اتباع الإجراءات الاحترازية التي تساهم في اندثار "كورونا"، منها: تجنب السلامات والأحضان والقبل، تنظيم الطعام والحفاظ على الوزن الصحي، المشي نصف ساعة يوميًا على الأقل بعيدًا عن الزحام، غسل اليدين باستمرار بالمياه والصابون أو استخدام الكحول، ارتداء الكمامات، تخفيف الزيارات العائلية خاصة مع كبار السن، الإكثار من تناول الفواكه والخضراوات، الإكثار من شرب المياه.
وتابع نصائحه، يجب عدم لمس الوجه طوال مدة البقاء خارج المنزل، و الابتعاد عن التجمعات في المصايف والمولات والكافيهات، ممارسة الرياضة، النوم الكافي، الحالة النفسية الجيدة، وحسن الظن بالله، موجهًا تحذيره الأكبر إلى مرضى القلب والسكر والصدر والضغط والسمنة وأمراض المناعة وكبار السن، ناصحًا لهم بسرعة التطعيم.
- "إنفوجراف" يوضح تراجع الإصابات
وفي "الإنفوجراف" التالي نوضح تراجع أعداد الإصابات خلال شهر يونيو بشكل كبير، فقد وصلت في أول أيامه إلى 956 حالة إصابة لتصل يوم 25 يونيو، حسب آخر إحصائيات وزارة الصحة والسكان، إلى 412 حالة إصابة.