إسلام عماد: أنا حارس فن الكومكس بمصر
عالم الكومكس عالم خاص جدا، محبينه بالعالم بالملايين، وفي مصر بدأ الاهتمام به مؤخرا، السطور القادمة تكشف الكثير من الكواليس مع إسلام عماد الذي قام بتأليف ١٦ كتابا في الكومكس.
نسمع كثيرا عن فن الكومكس فما هو؟
- هو ببساطة أحد الفنون البصرية التي تتناول سرد القصص والمغامرات بشكل فني مرسوم، عبر تسلسل الأحداث خلال صفحات القصص المصورة المليئة بالإطارات التي تحتوي تلك الأحداث، مع جمل مكتوبة سواء بسرد الراوي أو حوارات الشخصيات. وكثير من الخبراء اعتبروا نقوش المصريين القدماء والرسوم القديمة على جدران المعابد والكهوف هي نوع بدائي من أنواع فن الكومكس، الذي تطور إلى ما وصل إليه الآن.
لماذا لا ينتشر في مصر؟
اعتبارات انتشار الكومكس في مصر كثيرة، تحكمها المعايير التجارية لسوق المطبوعات المصري، وربما ذلك كان سبب قلة انتشاره بالشكل المرجو، واقتصر الأمر على مجلات الأطفال والنشء أمثال سمير وتان تان وعلاء الدين وميكي، مع محاولات قصيرة العمر لمؤسسات صحفية لنشر مجلات باتمان وسوبرمان لم تدم أكثر من سنين قليلة.
هل له محبين فى مصر؟
بالتأكيد، مثلما للكومكس محبين بكل أنحاء العالم، وفي السنوات الأخيرة وخاصة بدءًا من 2008، بدأ الاهتمام يتزايد بعوالم الكومكس، نتيجة لنجاح مشاريع استوديوهات مارفل الضخمة لإنتاج سلاسل أفلام خاصة بشخصيات أبطالهم الخارقين، فتسببت في لفت نظر شرائح هائلة من المراهقين والأطفال والشباب لهذا العالم الواسع، وتجدد الاهتمام مرة أخرى بقراءة الكومكس ومتابعة أخبار شخصياتها وأحداث مغامراتهم.
كم كتابًا ألفت فى الكومكس؟
بدايًة من 2018 بدأت مشاريع خاصة لإصدار كتب إلكترونية متاحة للجميع على شبكه الإنترنت، أغلبها بشكل موسوعي عن الكومكس وشخصياته وعوالمه، بلغ عددهم حتى منتصف 2021 حوالي 16 كتابًا، مع بعض الترجمات القصيرة لمجلات الكومكس، واعتبر أفضلهم بالنسبة لي وأشهرهم هم: رحلتي من الذات إلى البات- 2019 اقرأ مارفل الآن- 2019 اقرأ دي سي الآن – 2019 DC Vs. Marvel -2019 الأساطير والكومكس -2020 أنا بطل خارق- 2020 MCU Eastereggs – 2021 هكذا تكلم سنايدر – 2021 مع محاولات روائية تنتمي لطراز الـFan-Fiction وهي كتابات يدونها عشاق عالم معين في إطار هذا العالم، فكتبت روايتين بعنوان "لعنة الكيان الرمادي" و"آخر أيام جوثام"، وكلتاهما تنتميان لعالم باتمان ودي سي كومكس، بابتكار أحداث جديدة مختلفة باستخدام نفس الشخصيات المعروفة.
لماذا تخصصت فى ذلك النوع؟
بصراحة انجذبت لهذا العالم منذ الطفولة، وبهرتني شخصياته وأحداثه، وتزايد هذا الانجذاب مع مرور السنين، وبتطور المحتوى المعروض إلى أفلام سينمائية وأفلام رسوم متحركة وقصص مصورة ذات جودة ومضمون عال، صار من الصعب أن ابتعد عن هذا النوع.
تقوم بترجمة الكومكس وتنشرها الكترونيا فما العائد اليك من ذلك؟
في البدء قمت بذلك، ولكن بعدها اهتممت بإعداد الكتب الخاصة بالكومكس التي تجمع مقالاتي الخاصة ومعلوماتي المستقاة من قراءة المجلات والكتب والمقالات الأجنبية مع مشاهدة فيديوهات المراجعات المنتشرة بكل مكان على الإنترنت، فحاولت أن أسعى لصنع محتوى خاص بي بدلًا من ترجمة القصص، منعًا لانتهاك قواعد حقوق الملكية الخاصة بمجلات الكومكس الأصلية، وتوجت هذه المجهودات بحصولي على فرصة رسمية لترجمة أحد مجلدات كومكس باتمان الصادرة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2021 مع دار نشر "عصير الكتب" ضمن مجموعة منتقاة من إصدارات الكومكس التي ستنشرها الدار بترجمات مختلفة عكف عليها نخبة من المترجمين الشباب.
ماهي نظرتك للكومكس الفترة القادمة؟
يشهد الكومكس حاليًا عصره الذهبي بكل جدارة، سواء بالقصص المصورة أو الأفلام السينمائية أو المسلسلات التليفزيونية، فأظن أن التطور والانتشار سيزداد بشكل كبير، خاصة مع اهتمام الشركات بتقديم محتوى رائع ينال اعجاب المشاهدين والقراء، وارتفاع مستوى التنافس بين الشركات يصب في النهاية بمصلحتنا جميعًا.
وأتمنى أن يقتحم ترجمة ونشر الكومكس مجال سوق النشر المصري مثلما بدأت حركة ترجمة الروايات والكتب في الانتشار بالآونة الأخيرة، وحتى دون الاعتماد على ترجمة الكومكس هناك أمل بتواجد الكومكس المصري، وظهر ذلك ضمن انتاجات رائعة بالسنين الماضية مثل الأجزاء الثلاثة لقصة "شبيك لبيك" من تأليف ورسم الفنانة المصرية دينا محمد يحيى الصادرة عن دار المحروسة، ومجلات أخرى مثل توك توك والعصبة وجراج وغيرهم الكثير والكثير.
ماهي مؤلفاتك الأخرى؟
صدر لي في الفترة من 2013-2015 ثلاثية روائية بعنوان "المسافر" عن دار اكتب، وتدور حول فكرة السفر عبر الزمن إلى حقبات زمنية ماضية.
هل لديك مؤلفات في معرض الكتاب القادم؟
بإذن الله هناك ترجمتي لمجلد كومكس باتمان مثلما ذكرت سابقًا عن دار عصير الكتب، وهناك ترجمتي لكتاب "أدب رعب ما وراء الطبيعة" من تأليف هـ.ب. لافكرافت، وصادرة عن "دارك" للنشر والتوزيع، وهي دراسة عميقة في أدب الرعب منذ بداياته حتى أوائل القرن العشرين، مع تحليل لأشهر روايات الرعب من وجهة نظر الأديب العبقري لافكرافت أحد أباطرة أدب الرعب قديمًا.