رئيس أفغانستان السابق مُهاجمًا الغرب: يُغادرون بعد 20 عامًا من الحرب تاركين بلدًا ممزقًا
انتقد الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا وحلفاءهم لتمزيق بلاده على مدى 20 عامًا من أجل لا شيء.
ونقلت صحيفة (ميل) البريطانية عن كرزاي قوله: إن التحالف جاء إلى بلاده لمحاربة التطرف وتحقيق الاستقرار في بلده الذي مزقته الحرب وأنه سيغادر بعد أن فشل في كليهما.
وقبل أسابيع فقط من مغادرة آخر القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلنطي (ناتو) لأفغانستان إنهاء لـ "حربهم الأبدية"، قال كرزاي إن التطرف في "أعلى مستوياته" وإن القوات المغادرة تترك وراءها كارثة.
وأضاف: "لقد جاء المجتمع الدولي إلى هنا قبل 20 عامًا بهذا الهدف الواضح المتمثل في محاربة التطرف وتحقيق الاستقرار ... لكن التطرف في أعلى مستوياته اليوم. لذا فقد فشلوا".
وأردف يقول: إن رحيل القوات الغربية يترك أمة مزقتها الحرب في "عار وكارثة تامة".
وأضاف: "نحن ندرك جميع إخفاقاتنا كأفغان ولكن ماذا عن القوى والقوى الأكبر التي أتت إلى هنا لهذا الغرض بالضبط؟"
ومع ذلك، أراد كرزاي، الذي كان على علاقة متضاربة مع الولايات المتحدة خلال فترة حكمه التي استمرت 13 عامًا، أن تغادر القوات، قائلاً إن الأفغان متحدون وراء رغبة عارمة في السلام ويحتاجون الآن إلى تحمل مسئولية مستقبلهم.
وأضاف: "سنكون أفضل حالا بدون وجودهم العسكري.. أعتقد أننا يجب أن ندافع عن بلدنا ونعتني بحياتنا.. وجودهم سبب ما نحن فيه الآن.. لا نريد أن نستمر في هذا البؤس والإهانة.. الأفضل لأفغانستان أن يغادروا".
يشار إلى أن كرزاي حكم أفغانستان في أعقاب الإطاحة بنظام طالبان في عام 2001 من قبل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وتدمير القاعدة الذي ألقى باللوم عليه في هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
وخلال فترة رئاسته، عادت النساء إلى الظهور والفتيات إلى المدارس مرة أخرى، وظهر مجتمع مدني شاب نابض بالحياة، وظهرت أبراج شاهقة جديدة في العاصمة كابول، وتم بناء الطرق والبنية التحتية.
لكن فترة حكمه اتسمت أيضًا بمزاعم عن انتشار الفساد وازدهار تجارة المخدرات. وفي سنوات حكمه الأخيرة وقعت خلافات شديدة مع واشنطن وهي مستمرة حتى اليوم.
وفي أبريل، عندما أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن الانسحاب النهائي للقوات المتبقية البالغ عددها 2500-3500، قال إن أمريكا ستغادر أفغانستان بعد أن حققت أهدافها.
وقال بايدن: إن القاعدة قد تضاءلت إلى حد كبير بعد موت بن لادن، لذلك لم تعد أمريكا بحاجة إلى جنود على الأرض لمحاربة التهديدات الإرهابية التي قد تنطلق من أفغانستان.
ومع ذلك، فإن محاولات الولايات المتحدة لتحقيق نهاية سياسية لعقود من الحرب كانت بعيدة المنال.
ووقعت الولايات المتحدة اتفاقا مع طالبان في فبراير 2020 لسحب قواتها مقابل وعد من طالبان بنبذ الجماعات الإرهابية ومنع أفغانستان من أن تتحول مرة أخرى لساحة تُطلق منها هجمات على الولايات المتحدة.
لكن هناك القليل من الأدلة على أن طالبان تلتزم بما قطعته على نفسها من تعهدات وتقول الأمم المتحدة إن طالبان والقاعدة لا يزالان مرتبطين.
وقال مهندس الاتفاق ومبعوث السلام الأمريكي الحالي زلماي خليل زاد: إنه تم إحراز بعض التقدم، لكن دون تقديم أي تفاصيل.