«مهمة كوخافى».. ماذا يفعل رئيس الأركان الإسرائيلى فى الولايات المتحدة؟
يبدأ، اليوم الأحد، رئيس الأركان الإسرائيلي اللواء أفيف كوخافي زيارة إلى واشنطن، والتي تعتبر ذات أهمية استراتيجية وسياسية، لها عدة أهداف تتعلق بعدد من الملفات الحساسة بين إسرائيل والولايات المتحدة.
من المقرر أن يلتقي «كوخافي» قادة القيادة المركزية الأمريكية في تامبا في فلوريدا، التي انتقلت إليها مهمة العلاقة بإسرائيل مؤخراً، وهي المسئولة عن منطقة الشرق الأوسط، بعد أن كانت في الماضي القيادة المركزية الأمريكية في أوروبا هي التي تتولى العلاقة بإسرائيل.
للزيارة عدة أهداف سياسية واستراتيجية واستخباراتية نستعرضها على النحو التالي:
مواجهة إيران
تشير التقديرات في تل أبيب إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية الجديد سيحاول أن يبني بواسطة هذه الزيارة أساساً للتعاون وقاسماً مشتركاً مع إدارة بايدن في كل ما يتعلق بالتهديدات الناجمة عن إيران، وعن المحور الشيعي- الراديكالي الذي تقوده في الشرق الأوسط، بعد التطورات الأخيرة في الملف النووي، والتي ترجح عودة الاتفاق النووي في آخر العام الجاري.
لهذا يرافق رئيس الأركان قائد الشعبة الاستراتيجية اللواء طال كالمان، ورئيس شعبة الأبحاث في الاستخبارات العسكرية، اللذان من المفترض أن يبلورا تفاصيل التفاهمات والتعاون مع الإدارة الجديدة في واشنطن.
ومن المقرر أن يطرح رئيس الأركان الإسرائيلي أمام وزير الدفاع الأمريكي ومستشار الأمن القومي في الولايات المتحدة عدة أسئلة هي: ماذا سيفعلون إذا حاولت إيران التوصل إلى السلاح النووي؟، وماذا سيجري إذا لم تنجح الولايات المتحدة في إعادة إيران إلى حدود الاتفاق النووي؟، وماذا سيحدث إذا تحولت إيران إلى دولة قريبة من السلاح النووي، أي قادرة على إنتاج سلاح نووي في غضون أسابيع؟، هل ستسمح أمريكا للإيرانيين بمواصلة التسلح بصواريخ طويلة المدى، بينها صواريخ قادرة على حمل رءوس نووية؟
سيحاول "كوخافي" بعد انتخاب إبراهيم رئيسي رئيساً للجمهورية في إيران، وهو المحافظ والمعارض للعلاقات مع الولايات المتحدة، توحيد الخط "الأمريكي- الإسرائيلي" حيال إيران.
بحث المساعدات الأمريكية والتعاون الاستخباراتي
سيبحث "كوخافي" أيضاً طلب إسرائيل من الولايات المتحدة مساعدتها في التزود بكميات كبيرة من الصواريخ الاعتراضية والسلاح الدقيق، ومساعدتها في تطوير سلاح الليزر الدفاعي والهجومي.
كما سيقترح "كوخافي" على الإدارة في واشنطن التعاون لتطوير أساليب قتال وجمع معلومات استخباراتية ساعدت الجيش الإسرائيلي في العملية العسكرية الأخيرة على غزة وكيفية الاستفادة منها إذا جرى تطويرها، وهي الأساليب التي من شأنها مساعدة القوات المسلحة الأمريكية في الساحات التي تواجه فيها حرباً غير متناظرة، بدءاً من العراق، مروراً بأفغانستان، ووصولاً إلى إفريقيا.
الوضع في لبنان وحماس
من المقرر أن تطرح عدة موضوعات أخرى في الزيارة، مثل الوضع في لبنان، وتداعياته على الاستقرار في الشرق الأوسط، كما سيتحدث "كوخافي" للإدارة في واشنطن عن محاولات إيران وحزب الله الدفع قدماً بمشروع الصواريخ الدقيقة، وستُطرح أيضاً العلاقة بين إيران وحزب الله وغزة.
وسيتطرق "كوخافي" إلى مساعدة إيران "حماس" والجهاد الإسلامي الفلسطيني في غزة بعد العملية العسكرية الأخيرة التي تسمى في إسرائيل باسم "حارس الأسوار".
فتح صفحة جديدة مع الديمقراطييين
أحد أهم أهداف الزيارة، هو فتح صفحة جديدة بين الحكومة الإسرائيلية الجديدة وإدارة بايدن، بعد الخط العدائي والاستفزازي الذي كان معتمداً في فترة رئيس الحكومة نتنياهو إزاء الإدارة الديمقراطية.
يذكر أن زيارة "كوخافي" كانت مقررة في أبريل الماضي، لكن تم تأجيلها بسبب التوتر الأمني الذي أدى إلى المواجهة العسكرية مع غزة، كما أنه كان ممنوعاً على رئيس الأركان الحديث في الموضوع النووي الإيراني، لأنه كان محصوراً بمسئولية رئيس الموساد السابق يوسي كوهين، ورئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شبات، اللذين كانا تابعيْن مباشرة لنتنياهو ويأخذان منه الأوامر.