«لا تتزوجوا فاتن حمامة».. كيف بدأت الصداقة بين سيدة الشاشة ومصطفى أمين؟
«رقدت في سرير فاتن فوجدته صغيرًا دقيقًا، فكان نصفي في السرير ونصفي خارج السرير، فاتن صغيرة الحجم وأنا ضخم الحجم، وكان من المستحيل علىّ أن أتقلّب في السرير، فأي حركة به أجدني واقعا على الأرض»، تلك كانت فقرة من مقال ساخر للراحل مصطفى أمين مؤسس أخبار اليوم، وما إن قرأت فاتن حمامة سطوره، حتى استشاطت غضبًا من الكاتب الكبير.
أمين الذي عنون مقاله بـ"أكتب إليكم من سرير فاتن حمامة" استطاع امتصاص ثورة الفنانة الراحلة وحول غضبها إلى وصلة من الضحك، فجاءته ثائرة "كيف تشوّه سمعتي؟"، فسألها إن كانت قرأت المقال أم لا، فردت: "لا.. قرأت العنوان"، ليدخل أمين في وصلة من الضحك: "اقرأي المقال كله ثم استأنفي ثورتك".
لم يكن مقال أمين الأول الذي أغضبها، فصداقته بسيدة الشاشة العربية بدأت بمقال كتبه في أخبار اليوم بعنوان "لا تتزوجوا فاتن حمامة"؛ وكان يحمل تحذيرا للشباب المقبل على الزواج من الارتباط بممثلة.
مؤسس "أخبار اليوم" لم يخطط لاختيار ذلك العنوان، فحمل المقال عنوان "لا تتزوج من ممثلة"؛ لكنه تراجع عنه لصالح العنوان السابق.
في الوقت الذي كتب فيه مصطفى مقاله، كانت فاتن الفنانة الوحيدة التي ترفع شعار "ممنوع الاقتراب أو التصوير" في وجه الصحافة، لكنها في الوقت ذاته كانت من قراء "أمين" العاشقين لقلمه؛ رغم أنه لم يكن بينهما أي صداقة.
عندما وقع عدد أخبار اليوم في يد "فاتن"، ذهبت محملة بطاقة من الغضب، أرادت أن تخرجها في وجه مصطفي أمين، وعندما التقته أبدت غضبها الشديد مما كتب، بعدما اعتقدت أنه كتب ذلك لأجل أن يتراجع خطيب كان قد تقدم لها عن ذلك؛ خاصة وأنها لم تكن متزوجة خلال تلك الفترة.
بذكاء شديد نجح مصطفي أمين في امتصاص غضبها، وقص عليها ما كان يقصده، فاقتنعت بما حكي؛ وقبل أن تغادر مكتبه كانت علاقة صداقة قد نشبت بينهما، وتوطدت فيما بعد، لكن القلم الذي اعتاد المشاغبة لم يهدأ؛ فقد عاود "أمين" سيرته الأولى عندما كتب مقالًا بعنوان "أكتب إليكم من سرير فاتن حمامة"، الذي شكل صدمة جديدة وكبيرة لـ"فاتن".
ذهبت سيدة الشاشة العربية إلى مصطفى أمين وهي في أوج ثورتها، وعندما شاهدته بدأت في التنفيس عن غضبها بعتابه بطريقة حادة، لكنه طلب منها أن تقرأ المقال؛ وهو ما حدث بالفعل لتتحول من الغضب الشديد إلى الضحك الهستيري.
كان منبع ضحكها هو كلمات مصطفى أمين؛ إذ قال: "إنه تعرض لمتاعب صحية استدعت دخوله المستشفى فوجد نفسه في نفس الغرفة التي نزلت بها من قبل وعلى نفس سريرها"، يقول أمين: "حجمي ضخم وحجمها قليل، وكنت أجد صعوبة في التقلب عليه، فأي حركة عليه كانت تطرحني أرضي".