سيرة «الضاحك الباكى».. «الدستور» فى رحلة البحث عن النصوص المسرحية لـ «الريحانى»
تستمر "الدستور" فى رحلة البحث عن التراث الفني للفنان الراحل نجيب الريحاني، والتي بدأتها بتقرير بعنوان "أين ذهبت مقتنيات نجيب الريحاني بعد وفاته سنة 1949 ؟"، حيث فجرت فيها ابنته "جينا الريحاني" مفاجأة مدوية عندما كشفت عن أنه لم يتبق منها سوى 5 نصوص فقط توجد في المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، وذلك من إجمالي 80 نصًا مسرحيًا، رغم أن مسيرة "الريحاني" الفنية امتدت على مدار 30 عامًا، ترك من خلالها أعمالًا جمعت بين الفكاهة والدراما، والتي عكست بدورها ملامح الحقبة التي عاش فيها، لتمنحه بجدارة لقبي زعيم المسرح الفكاهي والضاحك الباكي.
انضم "الريحاني" إلى فرقة جورج أبيض، بعدما عمل مع عزيز عيد، وكانت أوَّل مسرحيَّة يظهر فيها هي "صلاح الدين الأيُّوبي"، وهي ميلودراما تاريخيَّة؛ ومن ثم تم فصله من الفرقة، وتكوينه فرقة جديدة مع عزيز عيد مرة أخرى هي "فرقة الكوميدي العربي" في صيف سنة 1915، ثم انفصالهما للمرة الثانية وابتكاره شخصيَّته المشهورة "كشكش بك"، العُمدة الريفي؛ ومن ثم توالت النجاحات فى المسرح والسينما مع صديق عمره بديع خيري.
رئيس "القومي للمسرح": لدينا 3 نصوص مسرحية لـ"الريحاني".. و50 بالاشتراك مع بديع خيري
وكشف الفنان ياسر صادق، رئيس المركز القومي للمسرح والموسيقي والفنون الشعبية، لـ"الدستور"، عن وجود 53 نصًا مسرحيًا يحمل اسم نجيب الريحاني عبارة عن 3 نصوص مسرحية “أنا حظي كده، أم أحمد، 30 يوم فى السجن”، بينما هناك 50 نصًا مسرحيًا يحمل اسمي نجيب الريحاني وبديع خيري أبرزها: "إلا خمسة، أنا وأنتي، البشكاتب، البرنسيس، جنان فى جنان، حسن الحلاوتي، رحلة كشكش بك حول العالم"، وغيرها من النصوص المسرحية.
وفيما يتعلق بما صرحت به "جينا الريحاني" لـ"الدستور" حول نصوص نجيب الريحاني التى لم تتخط فقط 5 نصوص بالمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، أكد "صادق" أنه لم ير "جينا" بالمرة فى المركز القومي للمسرح، وأن ما صرحت به عار تماما من الصحة.
"الريحاني" يترك فرنسا من أجل "الدنيا لما تضحك"
فى عام 1934 سافر نجيب الريحاني إلى فرنسا من أجل تصوير فيلم “ياقوت أفندي”، الذى أدي فيه شخصية أفندي يعمل محصلًا في دائرة ورثة أبو عوف يذهب إلى بيت رودي (إيمي بريفان) الفتاة الفرنسية لتحصيل الإيجار، فلا يجدها، ولأن الباشكاتب أكدّ له ضرورة التحصيل، انتظرها، وطال انتظاره حتي نام على باب منزلها إلى أن جاءت رودي في وقت متأخر.
يتعرض ياقوت للتوبيخ أمام "رودي"، وتحاول أن تعوضه بأربعمائة جنيه، لكنه يرفض، وتُعجب به رودي، ثم يحبان بعضهما، ويتزوجان.
بعد أن انتهي "الريحاني" من تصوير الفيلم تسلم خطابا من الحاج حفني، مدير تياترو برنتانيا، يعرض فيه على "الريحاني" العودة إلى مصر لتوقيع عقد اتفاق معه على العمل في مسرحه، ويقول "الريحاني" عن ذلك فى تقرير صحفي نشره كتاب "الهلال" عدد يونيو 1959 بعنوان "اعترافات من مذكرات نجيب الريحاني: زمن الانتقام من السينما": "فكرت فى ذلك الفن الجميل الذى أحببته من كل قلبي، وتملكت هوايته نفسي، واحتل حبه فؤادي حتي صار كالحسناء التي أخلصت لي وأخلصت لها، فهل أستطيع هجر هذه المعبودة؟ كلا.. وألف مرة كلا".
ويتابع "الريحاني" حديثه قائلًا: "وعدت إلى مصر واتفقت مع الحاج مصطفى على أن يتكفل هو بالفرقة من مجاميعه، بما في ذلك الممثلات والممثلون، على أن أتقاضى حصة معلومة، وهنا بدأت فى تنظيم حياتي ووهبت نفسي مرة أخرى للفن الذى عشقته بعد أن رفعت عن كاهلى عبء التفكير فيما عداه، وأعددت مع الزميل بديع رواية الدنيا لما تضحك، وما كدت أظهر على المسرح فى الليلة الأولى من التمثيل حتي قابلني الجمهور المحبوب بعاصفة من التصفيق عقدت لساني".
هل يصدر عن المركز موسوعة لأعمال الريحاني المسرحية؟
بالرغم من صدور كتاب "المسرحيات القصيرة في المسرح المصري" للدكتور نبيل بهجت، رئيس قسم المسرح بكلية الآداب جامعة حلوان؛ حديثًا، والذى ضم عددًا من الدراسات بلغ عددها 44 نصا مسرحيا قصيرًا لكل من: "بديع خيري، ويوسف وهبي، وأبو السعود الإبياري"، وهي نصوصٌ مسرحيةٌ مجهولة لعدد من رواد المسرح العربي، ونشروها في عدد من الدوريات المختلفة ولم ينتبه إليها مؤرخو الأدب وناقديه، إلا أن ظهور موسوعة عن ترصد التراث المسرحي لنجيب الريحاني مازال لم يتحقق بعد، وعن ذلك يقول الفنان ياسر صادق لـ"الدستور"، إن لوائح المركز القومى للمسرح لا تجيز إصدار موسوعات متخصصة عن المسرحيين، وأن الهيئة المصرية العامة للكتاب فقط هي الهيئة المخولة بذلك، كما أشار إلى أن ميزانية المركز لا تسمح بإصدار موسوعات متخصصة للمسرحيين المصريين.
وأضاف "صادق"، لـ"الدستور"، أن المركز القومي للمسرح يؤرخ لفترات المسرح المصري، ومنها على سبيل المثال الكتاب الدوري للمركز والذى صدر الشهر الماضى لتاريخ المسرح المصري عام 1926، كما يصدر بنهاية الشهر كتاب آخر يوثق لتاريخ المسرح المصرى عام 1927.