حياة آمنة.. مستفيدو المجتمعات العمرانية البديلة يتحدثون عن «حلم الأمان»
تبنت القيادة السياسية الحالية الخطة القومية للقضاء على العشوائيات بالتوازي مع بناء مجتمعات عمرانية جديدة، بهدف نقل أهالي البؤر العشوائية التي جرى إزالتها في مدن بديلة آمنة، من أجل تطوير مجتمع خالي من العشوائيات في المحافظات كافة.
مؤخرًا عقد مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، اجتماعًا بشأن متابعة أعمال تسكين الأهالي في المدن الجديدة بعد إزالة المناطق العشوائية، مؤكدًا أهمية سرعة القضاء على العشوائيات المتبقية ونقل المواطنين إلى الوحدات السكنية التى يتم تنفيذها بالمناطق السكنية الجديدة.
وفقًا لإحصاائية حديثة صادرة عن صندوق تطوير العشوائيات، فإن نسبة المناطق العشوائية غير الآمنة تمثل نحو 1% من العمران وبها مايقرب من 357 منطقة عشوائية، ويجرى تطوير 312 منطقة، ويتبقى 45 منطقة فقط يتم العمل عليها في الوقت الحالي.
وقت وجهد واستثمارات ضخمة
من ناحيته، كشف أن خالد صديق، المدير التنفيذى لصندوق تطوير المناطق العشوائية، أن في المراحل الأولية فإن الصندوق عمل على تطوير المناطق العشوائية وإزالة المناطق الخطرة، بهدف خلق مجتمع آمن يوفر حياة كريمة للمواطنين.
أضاف المدير التنفيذي لصندوق تطوير العشوائيات أنه بعد الانتهاء من العشوائيات، فإن المرحلة الثانية تهدف إلى بناء مجتمع متحضر وراق من خلال تطوير المناطق غير المخططة.
وذكر المدير التنفيذى للصندوق أن المرحلة الثالثة من المشروع تتمثل في تطوير عواصم المحافظات والمدن الرئيسية، مؤكدًا أن الدولة استثمرت جهد ووقت طويل لتنفيذ هذا المشروع، فضلًا عن الاستثمارات الضخمة.
أُنشئ صندوق تطوير العشوائيات في عام 2008 ومنذ هذا التاريخ وحتى عام 2014 كان حجم 652 مليون جنيه، ولكن خلال الـ 5 سنوات الماضية فقط تم إنفاق 32 مليار جنيه على تطوير المناطق غير الآمنة ومن المستهدف إنفاق 40 مليارا خلال فترة قريبة.
كمال حسن، أحد المواطنين الذين انتقلت للعيش في مدينة أهالينا، وهي واحدة من المدن الجديدة التي نفذتها الدولة لنقل قطاطني العشوائيات إليها، يقول: " لا يوجد مقارنة بين المنطقة العشوائية التي كنت اسكن فيها بجسر السويس وبين المدينة الجديدة": "سلموني وحدة سكنية جديدة في المدينة كي أعيش بها وأسرتي، ولا احد ينكر مميزات السكن الجديد، فالمدينة تتميز بالتحضر والنظافة والنظام".
يطالب حسن بالتوسع في وسائل المواصلات، نظرًا لبعد مدينة أهالينا الجديدة، ويحتاج الأهالي وسائل نقل عام تتناسب مع قدراتهم المادية.
خلال الفترة الماضية نفذت الدولة المصرية 414 ألف وحدة سكنية بتكلفة 51 مليار جنيه في إطار مشروعات الإسكان الاجتماعي، بما يعادل 38% منها بالمحافظات، وجار تنفيذ 194 ألف وحدة أخرى بتكلفة 37 مليار جنيه.
العشوائيات تهدد الإنسان والبيئة
محمد إبراهيم، أستاذ التخطيط العمراني بجامعة عين شمس، أكد أنه مؤخرًا استشرى البناء العشوائي في معظم المدن بالجمهورية، وهو الأمر الذي يهدد حياة الإنسان والبيئة في آن واحد.
وتابع أستاذ التخطيط العمراني، لـ"الدستور" أن الدولة بدأت في مواجهة هذه الظاهرة والقضاء على البناء المخالف في كافة المحافظات، وذلك من خلال منظومة البناء الجديدة التي تقنن وضع البناء واستخراج تصاريح البناء.أمينة سيد، سيدة أربعينة انتقلت حديثًا مع اسرتها إلى مشروع الاسمرات، بعد إزالة منطقتها في مصر القديمة، لتبدأ مرحلة وحياة جديدة في هذه المدينة لاسيما بعدما تسلمت وحدة سكنية جديدة مكتملة الخدمات والمرافق.
أضاف: "على الرغم من أن مدينة الأسمرات بعيدة إلا أن وجود الشخص وسط جيرانه واصحابه والجو العام في المكان الجديد افضل كثيرًا من المنطقة العشوائية التي كنا نعيش فيها"، كما نجحت الحكومة في توفير حياة كريمة للمواطنين، بعد تنفيذ 165.958 ألف وحدة في 298 منطقة تم تطويرها بتكلفة 41 مليار جنيه، بجانب أنه جار تنفيذ 74.927 ألف وحدة أخرى في 59 منطقة جار تطويرها بتكلفة 22 مليار جنيه.
أما على صابر، أحد أهالي منطقة عزبة الهجانة، أوضح أنه خلال الشهور الماضية كانت هناك جولات عديدة من قبل الرئيس والحكومة لمتابعة مستجدات عملية التطوير بالمنطقة: "الجولات كان فيها استجابة لمطالب الأهالي، لأن العزبة محتاجة خدمات كتير، وطبعًا بنتمنى تطويرها وإدخال المرافق والخدمات الأساسية، خاصة إنشاء مدارس ومستشفيات تكون قريبة في المنطقة".