المريخى في وداع خليفة: إيهاب الشاعر فى أحضان ست الحبايب
صعدت روح الشاعر إيهاب خليفة إلى بارئها فجر اليوم السبت 12 يونيو 2021، وكان قد كتب منذ عام مضى "بوست" نشره على صفحته الشخصية في فيس بوك، يعبر فيه عما حلم به في فجر يوم 28 يونيو 2020؛ يقول:(رأيت أمي صباح اليوم في منام جميل؛ كانت مشرقة كشمس، عانقتني وحيتني: "صباح الخير يا إيهاب"، ابتسمتُ، ولمّا صحوت كانت الابتسامة تملأ المكان).
تفاعل كثيرون من متابعي صفحته مع ما كتب، وتمنى له أصدقاؤه الصحة والسلامة،خصوصا من يعرفون معاناته المتكررة مع المرض، ويدركون أنه مقاوم عظيم؛ كلما أقعده المرض نهض من جديد ليواصل دوره وجهوده في صناعة الفاعليات الثقافية، وكذا إسهاماته الإبداعية المتميزة في مجال الشعر، ويقدرون وعيه ودعمه للنص الجديد من خلال نافذته المهمة التي أسسها واختار لها عنوان "أيقونات شعرية"؛ الصفحة التي أحدثت حراكًا في التفاعل مع قصيدة النثر على "فيس بوك" بجدية تتناسب ورؤية إيهاب الشاعر والناقد والمثقف وإيمانه بطاقات النص الجديد، وقد بث عبرها "مختارات" لشعراء من مصر وخارجها حتى منتصف أبريل من العام الماضي.
بعد ذلك عاودته الآلام؛ فلا يظهر إلا ليختفي، لكنه في ظلال حالته تلك ظل متفاعلا بروح سمحة وباسمة، بل وبسخرية شفيفة؛ فبعد بوست "المنام" نشر في أول يوليو 2020 على صفحته الشخصية صورة قديمة تجمعه بالشاعر حلمي سالم والناقد شريف رزق، وعلق قائلا: أنا أتأمل الترتيب.
وفي الشهر نفسه أعلن إيهاب أنه تجاوز فترة النقاهة، وظل حتى نهاية أكتوبر 2020 متفاعلا على فيس بوك، لكنه عانى في الشهور التالية من حالة صحية غير مستقرة، ووصلت في الأيام الأخيرة إلى الحالة الحرجة؛ يصحو من غيبوبة ليدخل في أخرى، وبقدر معاناته التي جاوز فيها الألم مداه، كان وقع خبر وفاته صادمًا ومؤلمًا في قلوب محبيه ومتابعيه؛ حيث اكتست صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بالرثاء والمواساة، وما يترجم حضور الشاعر الذي كتب منذ نحو عام مضى "بوست قصير" عن منام جميل في حضن ست الحبايب التي ذهب إليها متوجًا بمحبة كل من عرفه، وبحضور يدوم في أعماله المميزة التي تجعل روح إيهاب بلا غياب.
رحل إيهاب خليفة عن عمر ناهز 49 عاما، وترك ما يدل عليه ولا يزول؛ مكانته في قلوب من عرفوه، ومدونته، ونصوصه الشعرية التي تضمها أربعة دواوين، هي: (أكثر مرحًا مما تظن، طائرٌ مصابٌ بإنفلونزا، مساءٌ يستريح على الطاولة، قبل الليل بشارع)، فضلا عن نصوص أخرى كان يعمل عليها في الفترة التي سبقت مرضه، وكذلك العديد من الدراسات النقدية عن شعراء آخرين.