سباق عالمي لإنتاجه
مصر تكسب ثقة المستثمرين الأجانب لإنتاج «الهيدروجين الأخضر»
باب أفريقيا او كما يطلق عليها البعض مفتاح القارة السمراء. إنها "مصر" كلمة السر في قيادة المنطقة العربية والقارة الأفريقية للتقدم الاقتصادي وغيرها من الأمور؛ ففي الفترة الأخيرة قررت الحكومة المصرية في تحقيق النهضة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية داخلياً وخارجياً؛ وبدوره دخلت مصر عصر الطاقة الجديدة والمتجددة بكل طاقتها حيث توسعت خلال السنوات الماضية في إنشاء محطات إنتاج الكهرباء العملاقة بهدف التصدير؛ وتنويع إنتاج مصادر الطاقة المتحددة حيث الدخول في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر.
اتفاقية مع سيمنس
ووقّع الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والرئيس التنفيذي لشركة سيمنس، اتفاقا للبدء في تنفيذ مشروع تجريبي لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر كخطوة أولى نحو التوسع في هذا المجال وصولًا إلى إمكانية التصدير.
وفي البداية عرفت دكتورة وفاء على أستاذ الاقتصاد وخبيرة أسواق الطاقة الهيدروجين الأخضر على أنه من مصادر الطاقة النظيفة حيث ينتج عن طريق التحليل الكهربائي للمياه باستخدام الآلات لتحليل المياه إلى عنصرية الأوكسجين والهيدروجين دون أي نواتج ثانوية؛ ومن الفوائد الاقتصادية لإنتاج الهيدروجين إنتاج الماء حيث ينتج عن هذا التحليل الكهربائي مياه صالحة في الزراعة والصناعة وغيرهاممكن الأستخدامات وهو تعتبر مرحلة جديدة تدخلها مصر لإنتاج الطاقة النظيفة وهو مانسعى إليه الحكومة في تنويع مصادر الطاقة وهوما يحظى بإهانات القيادة السياسية.
يتطلب إنتاج الهيدروجين طاقة كهربائية كبيرة سيتم توفيرها من مصادر طاقة متجددة مثل الرياح والشمس وفق تصريحات وزير الكهرباءدكتور محمد شاكر؛ حيث يتم إنتاج نحو 5800 ميجا وات، من الطاقة الجديدة و المتجددة، ولكن تسعى الحكومة لزيادة هذه الكمية فيالفترة المقبلة لتوفير الطاقة اللازمة لمشروع الهيدروجين الأخضر.
ولفتت استاذ الطاقة " وفاء علي؛ أن إنتاج الهيدروجين يساهم في تقليل نسبة التلوث في البيئة وتقليل نسبة الإنبعاثات الكربونية في الجو؛ كما إن الهيدروجين سوف يكون وقود المستقبل والقائد للموجة الثانية من رحلة تحول الطاقة عالمياً؛ موضحة أن الدولة تسعى أن يكون لديهامزيد من مصادر الطاقة المتجددة بما يمثل 42% من إجمالي الطاقة المنتجة بحلول عام 2035؛ حيث تمتلك مصر القدرة على امتلاك هذهالصناعة بدءاً من الألات نهاية بالعنصر البشري.
وتقول أن إنتاج الهيدروجين الأخضر يدعم أهداف الأمم المتحدة المستدامة ال 17 ومنها توفير حياة نظيفة وهو ما يتقابل مع رؤية مصروأستراتيجيتها لعام 2030 للحد من ظاهرة الإحتباس الحراري وتقليل الإنبعاثات الكربونية؛ ودخول مصر مرحلة تصنيع الهيدروجين الأخضريخدم الوصول لهذه النتائج.
يذكر أن الحكومة المصرية ممثلة في وزارة الكهرباء والطاقة وقعت اتفاقية تعاون بين وزارتي الكهرباء والطاقة المتجددة، والبترول والثروةالمعدنية، والقوات البحرية من جانب، وشركة “ديمي” البلجيكية من جانب آخر؛ لبدء الدراسات الخاصة لمشروع إنتاج “الهيدروجين الأخضر” وتصديره من مصر، بحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء؛ وهي تعد الإتفاقية الثانية بعد الأتفاق الأول مع شركة " سيمنس" الألمانية في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر.
وتفرق د. وفاء علي بين الهيدروجين الأخضر والآخر الأزرق والرمادي موضحة أن الأخضر ليس له آثار جانبية ضارة على البيئة بخلاف النوعينالأخرين؛ أيضاً يمتاز الأخضر بقيمته الإقتصادية العالية على الدخل القومي فالطلب العالمي عليه يقدر حالياً ب60 مليون طن سنويا ومنالمحتمل يزداد الطلب عليه بحلول عام 2025 إلى 2030؛ أيضاً سيزداد الإستهلاك العالمي الهيدروجين الأخضر ل 350 مليون طن بقيمة 300 مليار دولار ؛ كما سيوفر نحو 400 ألف فرصة عمل.
وكشف تقرير لـ«بلومبرج» أن هناك بعض الصناعات المهمة التي تستفيد من الهيدروجين الأخضر مثل ؛ الطائرات، والسفن، والشاحنات،التى تقطع مسافات طويلة، والصناعات الثقيلة، التى عادة ما كانت تواجه مشكلات فى استغلال طاقة الشمس والرياح، نظراً للكم الهائلالذى تحتاجه من الطاقة الذى يتعدى القدرات الحالية لهذه الأنواع.
يتفق معها مهندس جمال عسكر خبير الطاقة ورئيس لجنة الصناعة بنقابة المهندسين؛ إن مصر تمتلك الطاقة اللازمة التى تمكنها من إنتاجالهيدروجين الأخضر، من أجل استخدامه بشكل مثالى كمصدر من مصادر الطاقة المتجددة، وهو الإتجاه العالمي حالياً للحفاظ على البيئةمن التلوث وتقليل الإنبعاثات الكربونية من الوقود الأحفوري.
وأكد أن مصر لديها رؤية وقدرة استباقية لإنتاج الهيدروجين الأخضر، فمنذ عام 2014، الذى شهد وجود أزمة فى الطاقة، فكرت فى إيجادبدائل جديدة، وأصبح لديها فائض بنسبة 25% بإجمالى 28 ألف ميجا وات، وهذا يعادل 15 ضعفاً لقدرة السد العالى، موضحاً أن القيادةالسياسية كان لها دور فاعل فى دعم الدور الريادى لمصر فى مجال الطاقة فى المنطقة.