لم يقتصر على الأدب.. «شذرات صوفية» لـ«محمود تيمور» حول القرآن الكريم
لم يكن نشاط الكاتب الكبير محمود تيمور- الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده- مقتصرا على نتاجه الأدبي المتعدد الأشكال والنواحي، لكنه امتد على ذلك فوصل في أشكال آخرى إلى جوهر الرسالة الإسلامية وكتابها فيما يشبه الخطرات الصوفية.
وجمع الكاتب رستم كيلاني شذرات من هذه الخطرات الصوفية التى اختارها من مجموعة مقالات اجتماعية لمحمود تيمور في مقال له بجريدة "الجمهورية" نشر بتاريخ 17 يونيو 1986، ونورد هنا جانبا من تلك الشذرات الصوفية التي كتبها محمود تيمور عن جوهر الرسالة الإسلامية إذ يقول فيها:
«القرآن» العظيم ملحمة المسلم الكبرى في عالم الفن الرفيع، يضم بين دفتيه حكمة الزمن، وفلسفة الوجود، فيظهرنا على سائر النفوس، ويرينا نوازع الخير والشر، ويدعونا للتي هي أحسن وأقوم، فلزام علينا أن نطبع عليه ناشئتنا في منهج عصرى، منهج يوائم ما نعرف اليوم من طرائق التربية والتلقين والافهام، حتى ينشأ جيلنا الجديد وقد تذوق ما فی "القرآن" من کرائم المعانی، واستشعر ما فيه من حكمة وهدى، فإذا هو «قرآنی» الطبع، قرآنى الروح.."
"(القرآن) كنز المؤمن. فلنؤد له حقه في التقديس الخالص، التقديس الحق، التقديس القائم على دعائم من الفهم والحب والانتفاع"
"(القرآن) حقا أكبر معجزة أنه ذروة الفن الرفيع. صاغة الله من نور. وأرسله شعاعا نفاذا، لا يمتنع عليه شغاف القلوب".
"(القرآن) به ترنيم سماوی حنون، تطرب به النفس وتجد منه نشوة صوفية، تتفتح بها مغاليق المجهول من سر الحياة".
"انك لتفهم (القرآن) كائنا ما کنت، لأن حقائقه ليست غريبة عنك، فهي كامنة في كيانك، سارية في إنسانك".
يذكر أن محمود تيمور أحد الرواد الأوائل لفن القصة العربية، وأحد القلائل الذين نهضوا بهذا الفن الذي شهد نضوجا مبكرا على يديه، واستطاع أن يقدم ألوانا مختلفة من القصص الواقعية والرومانسية والتاريخية والاجتماعية، كما برع في الرواية، وتأثَّر به عدد كبير من الأدباء والروائيين الذين أفادوا كثيرًا من ريادته الأدبية وإبداعاته القصصية؛ فساروا على دربه، ونسجوا على منواله.