«الشيخ جمعة».. هذا ما كتبه محمود تيمور حين تحدث عن نفسه
"حياتي كلها للأدب وحده.. تأثرت بالتاريخ العربي والإسلامي إلى أبعد حد".. هذا ما كتبه الناقد والكاتب الكبير محمود تيمور حين تحدث عن نفسه، والتي تحل اليوم، الجمعة، الرابع من مايو، ذكرى ميلاده، وهو الذي كتب أول قصة في حياته تحت عنوان "الشيخ جمعة"، كان ذلك بالتحديد في عام 1925.
وقال "تيمور" عن الشيخ جمعة:"هذا هو الشيخ جمعة الرجل السعيد بإيمانه، القانع بعيشته، المنعم بخيالاته، الرجل البعيد عن العلم المعقد والفلسفة السقيمة، الرجل الذى تسعى إليه السعادة الحقيقية فيستمتع بها استمتاعا صحيحا".
ولد "تيمور" في حي "درب سعادة" الذي يتميز بالأصالة الشعبية فجمع أشتات من الطوائف والفئات التي تشمل الصناع والتجار وأرباب الحرف من كل فن ولون ومزجت وروحه بتلك الأجواء الشعبية منذ نعومة أظفاره فتأثر بالعديد من صور الحياة الشعبية والشخصيات الحية التي وقعت عيناه عليها، وأعاد رسمها وعبر عنها -بعد ذلك- في الكثير من أعماله القصصية وربما كان الشيج جمعة واحدا من هذه الشخصيات الحية.
الغريب أو المدهش أن محمود تيمور عندما شعر بقرب النهاية وبنسمات الرحيل أو الوداع نشر مقالا فريدا من نوعه تحت عنوان "عود إلى الشيخ جمعة" جاء على لسان "تيمور" في نهايته موجها حديث إلى الشيخ جمعة: "عدت إليك يا صديقي الشيخ جمعة بعدما يقرب من خمسين عاما لأجلس على عتبة كوخط، وأسند رأسي إلى بابك، ثم أسبل جفني لأنعم في جوك بأحلام السكينة والطمأنينة والأمان".
فهل كانت شخصية الشيخ جمعة شخصية حقيقية؟ لماذا أثرت بهذا الشكل على محمود تيمور وأسرته؟ هل هو الحنين للبدايات أم يا ترى كان تيمور يريد أن ينهي حياته كما بدأها على طريقة الحياة الدائرية التي يصبح الكهل فيها شبيها بالطفل؟ أم أن تيمور على طريقة الرجال في الرحيل: إذا أرادوا أن يودعوا عادوا إلى الرحم الأول؟