الأغنيات الحرام.. لماذا منع الشيخ يونس القاضي إذاعة أغانيه؟
في بدايات الغناء سادت أغاني الخلاعة والمجون، وشارك كبار فناني الغناء المصري في ترديد هذه الأغاني على مسامع الجمهور، ومنهم أم كلثوم، وعبد اللطيف البنا، ومنيرة المهدية.
قد يبدو أن هذه الأغاني كانت من تلحين كبار الملحنين منهم القصبجي والشيخ زكريا أحمد وغيرهم، لكن المثير للدهشة أن أغلب تلك الأغنيات كانت لرجل تمتد جذوره لصعيد مصر وهو الشيخ يونس القاضي الذي أصبح فيما بعد أول مَن تولى الرقابة على إذاعة الأغاني.
يعد الشيخ يونس صاحب أكبر كم من أغاني الخلاعة والمجون، والذي أصبح رقيبًا على المصنفات الفنية أواخر 1928، وقرر وقف بث أغانيه على الإذاعات الأهلية "قبل تأسيس الإذاعة المصرية" وكذلك منع التصريح للأغاني المبتذلة الخليعة، للحد من انتشارها.
بالعودة لسيرة يونس القاضي نجد أنه واحد من أهم وأبرز الشخصيات التى بدأت اشتغالها بالأغاني الهابطة ومنها أغنية ارخي الستارة اللي في ريحنا لا الجيران تجرحنا"، وهى واحدة من أبرز أغانيه في ذلك الوقت وغناها له الفنان عبد اللطيف البنا.
كما أن هناك العديد من الأغاني المشهورة في تلك الفترة قبل أن يصبح رقيبًا على المصنفات الفنية منها "حلف أنه يمتعني" لعبد الطيف البنا "، و"عاشق وليه تلوموني وبين النهود واحملوني" لصالح عبد الحي، و"حرص مني اوعي تزغزغني جسمي رقيق ما يستحملش " لمحمد عبد المطلب، و"شفتى بتاكلني أنا ف عرضك خليها تسلم على خدك" للفنانة فاطمة رشدي، و"ارخي الستارة اللي في ريحنا لأحسن جيرانك تجرحنا" لمنير المهدية، و"وخد البزة واسكت" و"إن كنت شاريني ماتبعنيش مش ليلة تجيني وعشرة مفيش" لفنان الشعب سيد درويش.
لفت كتاب 100 سنة غنا.. تاريخ الأغنية السياسية " للشاعر الغنائي محمد العسيري إلى أن هناك جانب آخر لا يعرفه الكثيرون عن الشيخ يونس القاضي مرتبط ارتباطًا كاملاً بتاريخ النشيد الوطني، وكيف كاد النسيان أن يدهس مؤلف النشيد يونس القاضي.