«الأرثوذكسية» تحتفل بذكرى نياحة القديس يونياس الرسول
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم ، بذكرى نياحة القديس يونياس الرسول.
وقال كتاب التاريخ الكنسي، المعروف بـ"السنكسار"، إن في مثل هذا اليوم تنيح القديس يونياس أحد السبعين رسولا، ولد هذا الرسول في بيت جبريل من سبط يهوذا. فانتخبه الرب من ضمن السبعين رسولا وقبل الروح المعزي.
وأضاف: "ثم بشر مع التلاميذ وتحمل شدائد كثيرة ورافق الرسول أندرونكوس في الكرازة ببشارة الملكوت، كما ذكر في الثاني والعشرين من شهر بشنس، وبعد أن تنيح الرسول أندرونكوس وكفنه هذا القديس ودفنه، صلي إلى الرب أن لا يفارقه فتنيح في اليوم التالي، وقد ذكره بولس الرسول في الإصحاح السادس عشر من رسالته إلى رومية".
وقال القمص تادرس يعقوب ملطي، في سلسلة "من تفسير وتأملات الآباء الأولين"، وتحديدًا مقدمة تفسير رسالة رومية "إنه يرى البعض أن كلمة "روما" من أصل يوناني تعني "قوة"، وكانت تستخدم بمعنى "مع السلامة"، إذ تعني "ليكن لك صحة قوية"؛ ويرى البعض أنها تعني "مرتفع". وربما دُعيت هكذا لسببين: أولًا لأن رومليوس أسسها عام 753 ق.م. فحملت اسمه، وأيضًا لأنها بنيت على مكان مرتفع على أكمة من الآكام السبع هناك. وقد اتسعت لتمتد فتشغل كل الآكام. وفي منتصف القرن السادس ق.م. أحيطت بسور يضم المدينة كلها مع ضخامتها، محيطة حوالي خمسة أميال، به 19 بابًا".
وأضاف: "اتسع نطاقها ونفوذها حتى صارت عاصمة الدولة الرومانية التي استولت على حوض البحر الأبيض المتوسط كله، فتزايد عدد سكانها جدًا حتى أقيمت المنازل خارج السور أيضًا. صارت روما ملتقى ساسة العالم وقادته، ومركزًا للعلوم والآداب والفلسفة، اشتهرت على وجه الخصوص بالقانون الروماني الذي ما يزال يُدرّس في أغلب جامعات العالم، وكبلدٍ مفتوحٍ امتلأت روما بالخزعبلات والرجاسات الوثنية وقبائحها، قادمة من كل العالم، يظهر ذلك بوضوح ما جاء في الأصحاح الأول من هذه الرسالة".
وتابع: "يُقدر سكان روما في القرن الأول بحوالي 2 مليون، وإن كان هذا التقدير يعتبر مبالغ فيه، ثلث سكانها كانوا من الرقيق. وقد ضم سكانها جنسيات متعددة، وكان بالمدينة عدد كبير من اليهود الذين قادهم بومباي القائد الروماني أسرى حينما استولى على سوريا سنة 63 ق.م وأسكنهم قسمًا من المدينة. ثم تحرر هؤلاء اليهود، وتكاثروا حتى أصبحوا حوالي 16 ألف نسمة في عهد الرسول بولس، وكان هؤلاء اليهود في سلام وراحة معظم وقتهم في روما، إلا في عهد طيباريوس سنة 19م، وفي عهد كلوديوس قيصر سنة 49م الذي أمر بطردهم جميعًا من روما (أع 18: 2)، ومما يدل على كثرة هؤلاء اليهود أنه لما مات هيرودس الكبير جاءت لجنة من اليهود إلى روما لتستعطف أوغسطس قيصر، فخرج لاستقبالها حوالي ثمانية آلاف رجل من أعيان اليهود بالمدينة، وكان لليهود في روما أكثر من 13 مجمعًا، وكانوا طائفة تميل إلى إحداث الفتن والثورات".