مؤتمر الإيسيسكو: الصورة النمطية بالغرب عن الإسلام تتسببت فى مظاهر الكراهية والعنف
أكد مؤتمر دولي أقامته منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) حول "القيم الحضارية في السيرة النبوية"، أن "الصورة النمطية المسيئة والمشوهة" ُالموجودة في الغرب عن الإسلام، وهي سبب سوء الفهم المستمر بين العالمين الإسلامي والغربي، وتتسبب في إذكاء مظاهر الكراهية والعنف، والعصف بكل جهود الحوار بين الثقافات وأتباع الأديان نحوالتفاهم والتعاون والوئام.
وقال المجتمعون - في المؤتمر، الذي عقد تحت شعار (نحو رؤية مستقبلية للسيرة النبوية) - إن تلك الصورة النمطية المسيئة والمشوهة ُالموجودة في الغرب تأسست عبر محطات تاريخية منذ الحروب الصليبية ثم الحملات الاستعمارية، وأخيرا مع تفشي ظاهرة الإرهاب العابر للحدود.
وأشاروا إلى أن الحقيقة الواحدة التي تتفق حولها الأمة الإسلامية، على اختلاف أعراقها وثقافاتها وبيئاتها وطبقاتها، وتجتمع عليها وتوحدها بشكل كبير، هي الحرمة التي يتعاملون بها مع خير الأنام سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، والكيفية التي يتمثلون بها هديه النبوي ونورانيتة ورحمته المحمدية الشاملة وسيرته العطرة، وهي حقيقة تختلف تماما عن الصورة النمطية المسيئة التي نجدها في عدد من المجتمعات الغربية.
وخرج المجتمعون - في المؤتمر، الذي عقدته (إيسسكو) بالشراكة مع رابطة العالم الإسلامي والرابطة المحمدية للعلماء بالمملكة المغربية - بتوصيات جاء نصها "إسهاما في تصحيح هذه الأوضاع ورغبة في التقريب بين شعوب العالم وترسيخ ثقافة الحوار والسلم، وللحد من مظاهر الجهل بنبي الإسلام عليه الصلاة والسلام، والتعريف بتراث الحكمة ورسالة الرحمة المهداة إلى العالمين : نعلن نحن المشاركون في المؤتمر الدولي حول (القيم الحضارية في السيرة النبوية) أن: مصدر التشريع الأول عند المسلمين هو القرآن الكريم، وأن السنة النبوية هي المصدر الثاني، وأن التفريق بينهما تفريق بين الله ورسوله، وأن طاعة رسول الله من طاعة الله:﴿من يطع الرسول فقد أطاع الله﴾، وحكم رسول الله هو حكم الله، فكالهما وحي وحجة، والرسول صاحب الوحيين لأن السنة النبوية مبينة لكلام الله وشارحة له، لذا لا يمكن الاستغناء بالقرآن عن السنة. فالكتاب لم يفرط في شيء من أمور الدين على سبيل الإجمال ، وتولت السنة النبوية بيان المجمل، وتخصيص المفصل، وتوضيح المشكل ، وعلى هذا الأساس اعتنى المسلمون بدراسة السيرة النبوية، وفق قواعد منضبطة في المتن والسند لم ُيسَبق إليها في أي حضارة أخرى ، كما كانت دراسة السيرة النبوية جزءا من دراسة السَّنة المطهرة، ووجه علماء الأمة عنايتهم لها من أجل فهم الشريعة وبيان نصوصها، انطلاقا من مختلف أفعال وتصرفات النبي صلى الله عليه وسلم".
كما رأى المجتعون أن "أبرز ما نحتاجه اليوم في حياتنا المعاصرة، هي القيم الحضارية في السيرة النبوية لأنها من المشترك الإنساني الذي ينبغي تبليغه للعالمين".
وأكدوا أن "السياق العالمي الحالي؛ يحتم علينا تجديد النظر في متن السيرة النبوية، وتوسيع الاستمداد من نصوصها؛ تعزيزا للسلام وتشجيعا للحوار الحضاري بين أبناء الأسرة البشرية قاطبة".
وقد نصت ديباجة التوصيات أنه "انطلاقا من إيماننا بالمسؤولية الحضارية والإنسانية؛ وتأكيدا على مضامين وتوجهات الوثائق المرجعية لعدد من الهيئات اإلقليمية والدولية ذات الصلة بتعزيز القيم الحضارية في الأصول التشريعية الإنسانية الكبرى، ومنها (وثيقة مكة المكرمة)، و(إعلان الإيسيسكو للتضامن الأخلاقي)، وعدد آخر من الوثائق الدولية ذات الصلة؛ فإننا نؤكد أن القيم الحضارية الواردة في الرسالة المحمدية قرآنا وسَّنة، والمجسدة في َمَثلها الأعلى في السيرة النبوية العطرة، تنتظم في الأصول التالية: دين قويم حرَر الإنسان من َأسر العبودية لغير الله، وأرشده إلى الصالح في الدارين وحقق له السعادتين، وعلم صحيح يدفعه إلى اكتشاف القوانين والسنن الكونية التي تنظم العالم، وترشده إلى المنهج العلمي الواضح الذي يحقق الأهداف والغايات، ويختصر الأوقات".
وأضافت: "كما يهدف إلى عدل شامل ومساواة حقيقية بين مختلف أجناس الناس وطبقاتهم، يشمل القريب والبعيد، والعدو والصديق، والمؤمن وغير المؤمن، والمرأة والرجل، ومقاصد محددة وغايات مبينة تنتشل الإنسان من الشك والحيرة وتفيء به إلى واحة اليقين لُتجيبه عن أسئلة المبدإ والمعاد، وسر الوجود، والموت والحياة، والفرق بين الخير والشر، وحقيقة الحساب والجزاء، وترشده إلى تحمل المسؤولية والعمل الصالح على نور من رب العالمين".