بعد تحريم الإنجاب من متبرع.. الكنيسة تعلن رفضها لتأجير الأرحام
حذر الأنبا سيرابيون مطران الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في لوس أنجلوس، بالولايات المتحدة الأمريكية، الأقباط من الوقوع في ما يسمى بـ"تأجير الأرحام"، وعرفه مطران لوس انجيلوس بأنه تأجير سيده لرحم سيدة أخرى، نظرًا لعدم إمكانية رحمها باستضافة الأجواء الطبيعية واللازمة لتكوين الجنين.
وأشار الأنبا سيرابيون في تصريحات له، إلى أن الأم التي قبلت أن تستضيف الجنين في رحمها تسمى بـ"الأم البديلة"، موضحًا أن الكنيسة ترفض رفضا تامًا الإنجاب من خلال تأجير الأرحام حتى ولو كان الحيوان المنوي والبويضة لزوجين متزوجان شرعيًا.
وعن أسباب ذلك، أوضح أن وصايا الله نصت على أن يكون الإنجاب من خلال زوجين لا ثالث بينهما وتاجير رحم امراة أخرى هو دخول فعلي لطرف ثالث، موضحا أن وظيفة الرحم تتعلق بالإنجاب من خلال سر الزيجة الذي يعترف به بعد الصلوات الكنسية والطقس وليس بهدف تأجير لكسب الأموال.
وقال الأنبا سيرابيون إن المرأة التي تؤجر رحمها سواء كان ذلك بمقابل مادي أو بغير مقابل مادي تكسر وصية الله وخطته لاستخدام رحمها.
كما أوضح أن فكرة تأجير الأرحام تؤدي إلى مشاكل نفسية لكل الأطراف أولهما الأم التي رعت الطفل في رحمها 9 أشهر لتسلمه بعد ذلك إلى أم أخرى، وكذلك الأم التي تربي طفل لم تشعر به في بطنها، وكذلك الوليد الذي تتمزق مشاعره بين الأمر البيلوجية الذي جاء من بويضتها وبين الأم الذي نمى في رحمها.
كما حذر أيضا من فكرة تحول الإنجاب من خلال تأجير الإرحام إلى وسيلة يستغلها المثليين الذين يؤجرون رحم أم أخرى وكذلك بويضتها لتكوين جنين ينمو في أسرة مثلية تتكون من ذكرين.
ليس تلك هي المرة الأولى التي يتحدث فيها الأنبا سيرابيون عن قضية شائكة تخص الإنجاب داخل الكنيسة، ففي تصريحات أخرى سابقة قال الأنبا سيرابيون، إن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وضعت رأيها النهائي في قضة "الإنجاب من متبرع"، وهو الرفض التام، مُعللًا ذلك بأنه زنا.
وأشار الأنبا سيرابيون، إلى أن الإنجاب هو بركة من الله، ولابد أن يكون رجل واحد وامرأة واحدة، بحيث يكون الالتصاق بينهما هو السبيل الوحيد للإنجاب، موضحًا ان دخول أي طرف ثالث في هذه العلاقة فإنه يعتبر زنا.
وأكد الأنبا سيرابيون أن ذلك حتى وإن وافق الزوج عليه، فالكنيسة تعتبره زنا، وترفضه، لان الخطية هي تعدي على وصايا الله وليس وصية الزوج.
وأجاب عن تساؤل: "الكنيسة تسمح بالتبرع بالأعضاء، لما لاتسمح بالتبرع بالحيوانات الموية أو الاعضاء؟"، قائلا: "إن الفرق شاسع فالحيوانات المنوية وظيفتها هي الإنجاب، وهي وظيفة محددة الهيًا، انما الكلية على سبيل المثال وظيفتها تنقية الدم من السموم وتلك الوظيفة لم تحددها وصية الهية.
وعن اعتراض البعض حول سماح الكنيسة بالتبني أمام عدم سماحها بالإنجاب من متبرع، قال إن التبني هي عملية تكفل بتربية طفل وليس إنجابه، والكتاب المقدس يشجع على عملية تربية اليتامى سواء كان ذلك من الأقرباء أو من غيرهم، أو في نطاق الأسرة وخارجها من الملاجئ.