في كلمة أمام البرلمان العربي..
الرئيس الفلسطيني: سنلاحق إسرائيل دوليًا.. ولن نفرط في حقوق شعبنا
ألقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن"، اليوم الأربعاء، خطابًا أمام البرلمان العربي، الذي عقد جلسة طارئة لمناقشة الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، والتصعيد العسكري الحالي ضد قطاع غزة المحاصر.
وقال عباس: "تحل هذه الأيام الذكرى الثالثة والسبعون لنكبة فلسطين، وتشريد مئات آلاف الفلسطينيين من بيوتهم وقراهم ومدنهم عام 1948، والذين أصبح عددهم اليوم يزيد عن ثلاثة عشر مليونا، أكثر من نصفهم لاجئون ونازحون، سواء في داخل فلسطين أو في الشتات.
وأضاف: "تأتي هذه الذكرى الحزينة مترافقة مع عدوان إسرائيلي وحشي على الشعب الفلسطيني في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، ومع توسع استيطاني مسعور، وممارسات إرهابية للمستوطنين ومصادرة همجية للأراضي من أصحابِها الفلسطينيين، فضلا عن هدم بيوتهم ومنازلهم ومزارعهم، وأعمال القتل والاعتقال التي يعتبرها القانون الدولي جرائم حرب و تمييزا عنصريا وإبادة جماعية وتطهيرا عرقيا للشعب الفلسطيني.
وأكد عباس أن الأعمال العدوانية الإسرائيلية تركزت في القدس بشكل خاص خلال السنوات الأخيرة، خاصةً بعد قرار إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وهو ما رفضناه ولا زلنا نرفضه جميعا.
عباس: القدس جوهر القضية الفلسطينية
وتابع: "القدس هي جوهر الهوية الوطنية الفلسطينية، فضلا عن كونها جزءا من هويتنا الدينية والتاريخية، وهوية الأمة العربية والإسلامية كلها، وبدونها لن يكون هناك سلام ولا أمن ولا استقرار ولا اتفاق ... وهي عاصمة دولة فلسطين الأبدية التي لا يمكن أن نرضى عنها بديلا، وهي مفتاح السلام والأمن والاستقرار في منطقتنا وفي العالم".
وأشار إلى أن إسرائيل تقوم بقصف متعمد للبيوت والمنشآت في غزة، وتدمر البنية التحتية، كما تقتل الأطفال والشيوخ والنساء، متابعا: "ما تمارسه إسرائيل هو إرهاب دولة منظم وجرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي، ولن نتهاون في ملاحقة مرتكبي هذه الجرائم أمام المحاكم الدولية".
وأكد أن يجب العمل على وقف العدوان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، ومن ثم الدخول في عملية سياسية جدية، وبمرجعية دولية واضحة، تفضي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين بما فيها القدس الشرقية، وحل عادل وشامل ومتفق عليه لقضيةِ اللاجئين وفق القرار 194، من أجل تحقيقِ سلام عادل وشامل في المنطقة.
وقال أبو مازن : "أبلغنا الإدارة الأمريكية الجديدة استعدادنا الكامل للعمل معها في إطار اللجنة الرباعية الدولية، ونحن طلاب سلام لا طلاب حرب، لكننا في الوقت نفسه لا يمكن أن نفرط بأي من حقوق شعبنا، وبالذات في مدينة القدس".
وأوضح عباس أنه تم تأجيل الانتخابات الفلسطينية التي كان مقررا لها أن تعقد في 22 مايو الجاري، بسبب القدس، لأننا قلنا منذ البداية إنه لا انتخابات بدون القدس مهما كان الثمن، مضيفا: "لكنني أعلن أمامكم ما قلته سابقا، أن جهودنا من أجل إجراء الانتخابات العامة سوف تستمر، وسوف نجريها فور إزالة الأسباب التي أدت إلى تأجيلها، كما أؤكد أمامكم استعدادنا لتشكيل حكومة وفاق وطني تلتزم بالشرعية الدولية وتكون مقبولة دوليا".
ووجه عباس التحية للأسرى الفلسطينيين وللشعب الفلسطيني الصامد، وكذلك الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن أهداف شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية.