قصة اختلاف أنيس منصور ومحمد عبد الوهاب على صوت نجاة ووردة
حدث أن اختلف الكاتب أنيس منصور مع الموسيقار محمد عبد الوهاب على صوت نجاة ووردة، فطبقا لمقال أنيس منصور في جريدة الأهرام العدد الصادر في 6 نوفمبر 1999، فإن الموسيقار محمد عبد الوهاب كان يرى أن صوت نجاة هو أجمل صوت نسائي عاطفي فليس من الضروري أن تكون المطربة لها مثل صوت سوبرانو الأوبرا، لأن المطربة العاطفية تحتاج إلى الهمس الجميل، ثم تقوم الأجهزة الحديثة بزركشة الصوت وتجميله.
و اعترف أنيس منصور أو ربما مذكرا نفسه "صحيح أن لنجاة أغنيات في غاية الجمال، جمال الأنوثة وبحة الصوت والتثني وهي تؤديها، وقد حاول محمد عبد الوهاب أن يقنعني فلم اقتنع، فما الذي لم أقتنع به؟ لم أقتنع بأن تكون نجاة مطربة حماسية تزعق بأغنيات سياسية، ثم فوجئت أخيرا في عيد الإعلاميين وكان الاحتفال هذا العام مختصرا مفيدا محترما ولا أعرف كيف غنت نجاة، ولكن من المؤكد أنه كان في استطاعتها أن تعود إلى الغناء بصورة أحسن وأقوى، أما هي شخصيا فقد كانت أشجع وإن لم أستطع أن أتابع ما غنته في تلك الليلة، فقد تطايرت الحروف والنقط فوقها وتحتها وقيل أن أجهزة الصوت قد جعلت نجاة مضطربة ومتلخبطة، ولكني لم أر عليها أي أثر لهذه اللخبطة، فقد كانت ابتسامتها أعرض من شفتيها وعينيها".
وأضاف أنه بعد حفلة الإعلاميين هذه ازداد اقتناع أنيس منصور برأيه، فنجاة قادرة على أن تغني للحب والبعد والقرب: "وحياة اللى فات واللى أصبح ذكريات وساكن قصادي" ، وكان عبد الوهاب يؤيد وجهات نظره بأن يقول لأنيس منصور: إن كلمة (يا حبيبي) تقولها أم كلثوم هكذا، ثم يقلد أداء فايزة، ووردة، وصباح، وفريد الأطرش، ونجاة وكان يتحدث عن مزايا كل واحد منهم ولكنه عندما يتحدث عن مناجاة نجاة للحبيب، يجدها الأفضل والأرق والأضعف وهذا هو المطلوب في الأغنية العاطفية الشرقية.