استئناف توزيع الوقود فى شرق الولايات المتحدة بإمداد ضعيف
أعلنت شبكة خطوط أنابيب البنزين الأمريكية الرئيسية إعادة تشغيل كامل نظامها واستئناف تسليم منتجاتها الخميس، بعدما توقّف عملها بسبب هجوم إلكتروني ترجّح واشنطن أنّ مصدره روسيا، لكنّ محطات الوقود على امتداد الساحل الشرقي لا تزال تواجه نقصا في الإمداد بعدما تدفق عليها الزبائن بدافع الذعر.
وأشاد الرئيس جو بايدن بـ"الخبر السار"، داعيا الأمريكيين إلى التزام الهدوء مع عودة الإمدادات لوضعها العادي خلال الأيام القليلة المقبلة.
وصرح بايدن للصحافيين في البيت الأبيض أنه بينما "لن نشعر بالتأثير في محطات البنزين على الفور" ستكون هناك "عودة إلى الحياة الطبيعية تبدأ في نهاية هذا الأسبوع وتستمر في الأسبوع المقبل".
واصطف سائقو سيارات مذعورين من فلوريدا إلى ماريلاند في محطات الوقود في محاولة لملء خزاناتهم وأوعية جاؤوا بها، وأدى ارتفاع الطلب إلى تجاوز متوسط السعر الوطني ثلاثة دولارات للغالون لأول مرة منذ أواخر عام 2014 على الرغم من جهود الحكومة لتخفيف أزمة الإمداد.
وأعلنت شركة كولونيال بايبلاين في وقت متأخر الخميس أن النظام بأكمله عاد للعمل بعد أن بدأ إعادة تشغيل شبكته في وقت متأخر من يوم الأربعاء.
لكنها نوّهت مرة أخرى إلى أن الأمر سيستغرق أياما عدة حتى تعود سلسلة توصيل المنتجات إلى وضعها الطبيعي وأن بعض المناطق "قد تواجه، أو تستمر في التعرض لانقطاعات متقطعة للخدمة".
نفد الوقود في أكثر من نصف محطات فيرجينيا بعد أن فرغت خزاناتها نتيجة تدفق الزبائن، وفقا لبيانات صدرت الخميس عن موقع "غاز بادي" المتخصص.
واجهت جورجيا وكارولاينا الجنوبية مستوى نقص مماثلا، وتتجه الكميات في العاصمة نحو النفاد مع عدم وجود محروقات في 73 بالمئة من محطاتها، في حين بلغت النسبة 68 بالمئة من المحطات في كارولاينا الشمالية.
ونفدت المحروقات في نحو ثلث محطات فلوريدا وماريلند وتينيسي.
وفقا لتقرير صادر عن وكالة بلومبيرج، دفعت الشركة 5 ملايين دولار فدية للقراصنة، وهو ما يتناقض مع تقرير لصحيفة واشنطن بوست جاء فيه أن الشركة لن تدفع مقابل إنهاء قرصنة أنظمتها.
ورفض متحدث باسم الشركة التعليق على التقارير، بالنظر للتحقيق الجاري في الهجوم الإلكتروني.
كما رفض بايدن التعليق على ما إذا كان يتعين على الشركة دفع الفدية، لكنه شدد على حاجة الشركات إلى تعزيز أمن تكنولوجيا المعلومات لديها.
وقال إن "هذه الحادثة تقدم تذكيرا طارئا لماذا نحتاج إلى تعزيز بنيتنا التحتية وجعلها أكثر قدرة على الصمود ضد كلّ التهديدات، سواء كانت طبيعية أو من صنع الإنسان".
تعتقد واشنطن أن مجموعة "دارك سايد" الإجرامية التي تنشط من روسيا استهدفت الشركة. وكشف الرئيس الأربعاء النقاب عن أمر تنفيذي جديد لتحسين الأمن الإلكتروني في الولايات المتحدة يجبر من بين أشياء أخرى الشركات على الإبلاغ في حال حدوث مثل تلك الانتهاكات.
يأتي الهجوم على شبكة "كولونيال بايبلاين" في أعقاب اختراقين واسعين آخرين، الأول هو "سولار ويندز" الذي أضر بالآلاف من شبكات الكمبيوتر التابعة للحكومة الأميركية والقطاع الخاص نُسب رسميا إلى روسيا، واختراق آخر استهدف خوادم البريد الإلكتروني لشركة "مايكروسوفت" من المحتمل أنه سبب آثارا مدمرة.
تشغّل الشركة أكبر نظام خطوط وقود في الولايات المتحدة، ينقل البنزين ووقود الطائرات من ساحل خليج تكساس إلى الساحل الشرقي المكتظ بالسكان عبر 5500 ميل (8850 كيلومترا) من القنوات التي تخدم 50 مليون مستهلك.
وعلّقت الحكومة مؤقتا العمل بلوائح الهواء النظيف وقواعد الشحن والنقل بالشاحنات للمساعدة في إيصال الوقود إلى المناطق المتضررة بسرعة.