«يا رب توب علي من الشاي والسجاير».. رسائل زينات صدقي إلى الله
يعيش بعض الفنانين والفنانات في أواخر حياتهم، حياة شاقة ومعذبة بسبب حاجتهم للمال وقلة حضورهم في أعمال فنية يستطيعوا من خلالها الحصول على أموال تعينهم على تدبير شؤن حياتهم.
عاشت الفنانة الراحلة زينات صدقي واحدة من أسوء سنوات حياتها، ووصل بها الحال إلى أنها لم تجد قوت يومها بعد معاناتها من الإفلاس وقلة المال.
اضطرت الفنانة زينات صدقي إلى بيع بعض محتويات وأثاث بيتها، لتعين نفسها على صعوبة الحال وتتمكن من شراء ما يلزمها في حياتها من المأكل والملبس والمشرب.
وكان الرئيس محمد أنور السادات في عام ١٩٧٦ كرم الفنانة زينات صدقي بدرع عيد الفن، لكنها لم تستطع حضور حفل تكريمها أمام الجمهور، لأنها لم تجد الملابس المناسبة التي تليق بالحفل أو لقاء "السادات".
وعندما علم الرئيس الراحل محمد أنور السادات بهذا الأمر بكي حزنا علي ظروف زينات صدقي.
وأرسل الرئيس الراحل زوجته جيهان السادات بحجة إبلاغها بالتكريم، وأخبرها بأن تجلب لها ملابس جديدة لتحضر به هذا التكريم، كما أمر السادات بعمل معاش شهري لها قيمته 100 جنيه ومنحها شيك بألف جنيه ودعاها إلى فرح ابنته وأعطاها رقم تليفونه الخاص وقال لها: "أى شيء تحتاجى إليه أطلبيه فوراً يا زينات".
رسائل زينات صدقي إلى الله
كانت الفنانة زينات صدقي تكتب رسائل إلى الله: "يا رب توب علي من الشاي والسجاير.. يا رب تكرم نادرة (ابنة شقيقتها) وتهدي لها عيالها طارق وعزة.. يا رب تحنن على قلب صاحب البيت وتخليه يصبر على في دفع الإيجار المتأخر.. يا رب ساعدني ووفقني واكرمني في صحتي.. وابعت لي شغل".
وكان آخر ما تردد عنها، منذ فترة قصيرة، وهو اعتناقها اليهودية هربًا من الجوع والفقر في أيامها العصيبة، ولكن "زينات محمد سعد" كما هو مدون بشهادة ميلادها الصادرة عن قسم المنشية بمحافظة الإسكندرية، تؤكد أنها لأبوين مسلمين وأنها ولدت في الرابع من مايو العام 1913.
وفقًا لابنة شقيقتها نادرة، كانت تطمع الفنانة زينات صدقي في أن تختتم حياتها بالحج إلى بيت الله الحرام، وفي لقائها بالرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، أعربت بشدة عن تلك الأمنية، ولكنها توفيت بعد أقل من أسبوع بإصابتها بمياه على الرئة، وحتى مماتها كانت تؤدي الصلاة وتحرص على الاستماع إلى إذاعة القرآن الكريم على الدوام.
ورفضت الاستعانة بالسادات لعلاجها على نفقة الدولة، كما كان يطلب منها دومًا، والأكثر من ذلك، أنها هددت نادرة بالانتحار إن اتصلت بالرئيس الراحل من دون علمها، فقد فضلت ألا تُثقل على خزانة الدولة وأن تموت في صمت، ولا أن تُعالج بالشفقة والمعونة، فأقدمت على بيع أثاث منزلها قطعة تلو القطعة، لتستطيع الإنفاق على نفسها.