«ملوك الدور الثانى».. كيف خطف كل هؤلاء الأضواء فى دراما رمضان
جرت العادة على أن تتجه أضواء الشهرة والاهتمام إلى نجوم الصف الأول فى الأعمال الدرامية، لكن دراما رمضان هذا الموسم أثبتت أن النجومية ليست حكرًا على النجم صاحب البطولة المطلقة الذى يحتكر الظهور على الشاشة، ولكنها متاحة أيضًا لفنانين آخرين يجيدون خطف الأنظار وشد الانتباه دون النظر لمُدة الظهور على الشاشة أو مساحة الدور الذى يلعبونه. فى التقرير التالى نستعرض معكم أبرز هؤلاء النجوم.
حمزة العيلى: ابن المسرح يتألق بشخصية مصطفى فى «ضد الكسر»
تميز وتألق غير مسبوق يواصل تقديمه الفنان حمزة العيلى فى أى عمل يشارك فيه، ليؤكد أن المسرح هو أبوالفنون، لأن «العيلى» بدأ حياته من مسرح الجامعة ثم قصور الثقافة ثم التحق بورشة مركز الإبداع الفنى مع المخرج الكبير خالد جلال، ولذلك نجده دائمًا على قدر مسئولية الأدوار التى تعرض عليه ويقدمها.
«أنا هاملت» و«الإسكافى ملكًا» و«ارتجال فى المخ» و«سفينة ووحشين» جميعها عروض مسرحية قدمها «العيلى» باقتدار، ونال عن عرض «ظل الحمار» جائزة أفضل ممثل صاعد عام ٢٠١٠.
شهرة «العيلى» بدأت بأدوار سينمائية بسيطة، ثم كانت الانطلاقة الكبرى فى عام ٢٠١٤ من خلال مسلسل «ابن حلال» مع محمد رمضان، حيث برع فى تقديم شخصية «مسكر» وهو شخص من ذوى الإعاقة، قدَّمه بشكل مميز ومختلف خطف قلوب المشاهدين وأقنعهم بأنه شخصية تعانى من الإعاقة بحق وليس دورًا يؤديه ممثل.
يحرص «العيلى» طوال الوقت على اختيار الشخصيات المختلفة التى يتضمن تقديمها تحديات كبيرة، لذا لا تجده يقدم شخصية مستهلكة أو مكررة، يجرى دائمًا وراء الشخصيات الصعبة المركبة، لذلك ستجد فى رصيده شخصيات مثل «المعتز بالله» فى مسلسل «مأمون وشركاه» و«عصام أرنبة» فى مسلسل «٧ أرواح» و«جمال» فى «ابن أصول»، وصولًا لأحدث أعماله حاليًا «ضد الكسر» الذى يقدم خلاله شخصية «مصطفى».
وتتميز هذه الشخصية الجديدة على «العيلى» بالهدوء والطيبة والتلقائية، واستطاع رسم ملامح مميزة لها بلزمات مبتكرة، ومع مرور الحلقات وتصاعد الأحداث تظهر ملامح شخصيته أكثر وتميزه وإبداعه.
سيد رجب: احتفظ بحلمه وحققه على مشارف الستين
خلال سنوات قليلة، فرض الفنان سيد رجب نفسه على الساحة الفنية، بموهبة عبقرية معتقة، وأشاد الجمهور ببراعته فى فيلم «إبراهيم الأبيض» مع الراحل محمود عبدالعزيز وأحمد السقا.
لم يكن صعود «رجب» صدفة، فالفنان الكبير تمسك بحلمه وآمن به، واجتهد ليكون ممثلًا فارقًا، فقد ترك مهنته كمهندس واستقال وعاد للتمثيل.
«رجب» قال إن المسرح التجريبى هو الذى شكل وجدانه، وهو الذى قدَّمه كنجم للجمهور، وأكد أنه على الرغم من سفره لأوروبا وزواجه من أمريكية لم ينس أنه ممثل.
يطل رجب على جمهوره خلال السباق الرمضانى بشخصيتين، الأولى شخصية صعبة جدًا فى مسلسل «لعبة نيوتن»، مع الفنانة منى زكى، والشخصية الثانية فى مسلسل «موسى» مع النجم محمد رمضان.
فى المسلسل الأول، تمكن «رجب» من تقديم نفسه بشكل جديد للجمهور، على مستوى الانفعالات وطريقة الحركة والتحدث، ولا يزال الجمهور مشدوهًا بشخصيته فى مسلسل «موسى» وينتظر أن يعرف القصة.
محمد محمود: «طريف» يعوض اجتهاد 40 سنة تمثيلًا
الفنان محمد محمود الذى جسد شخصية «طريف» رأى أن هذه الشخصية فى مسلسل «نجيب زاهى زركش» أمام الفنان يحيى الفخرانى، تمثل تعويضًا له بعد ٤٠ عامًا من العمل فى الفن. الفنان محمد محمود، الذى عرفه الجمهور بشخصية «ممس»، التى جسدها فى فيلم «أمير البحار» أمام الفنان محمد هنيدى، إذ أصبحت جمله الحوارية خلال الفيلم مادة لصناعة الكوميكس. يقول الفنان، لـ«الدستور»، إنه جسد شخصيات كثيرة، بعضها أكبر من شخصية «ممس» التى عرف بها، مؤكدًا أنه يحلم بالعمل مع الفنان يحيى الفخرانى منذ ٣ عقود، لذا قَبِل المشاركة فى العمل على الفور بمجرد عرض الأمر عليه. وأشار إلى أن شخصية «طريف» مركبة، لا تقدم الكوميديا فقط ولا التراجيديا فقط، موضحًا: «تمزج بين الكوميديا والجدية بانفعالات معينة، لذا أعتبرها شخصية متكاملة الأركان».
نبيل الحلفاوى: المثقف الهادئ والزاهد فى الإعلام
نبيل الحلفاوى، فنان كبير ومثقف ومختلف، وله علامات فى تاريخ السينما والدراما المصرية، يتسم بهدوء الملامح والطباع، لا يحب الضجيج، ويزهد فى الظهور الإعلامى والصحفى، وهو ابن مخلص لمنطقته التى ولد فيها، وهى حى السيدة زينب بالقاهرة، ويفضل أن يُعبر عن كل آرائه وانطباعاته من خلال حسابه على «تويتر».
وفى موسم رمضان الحالى، يُقدم نبيل الحلفاوى دورًا مميزًا فى مسلسل «القاهرة كابول»، إذ يجسد شخصية «عم حسن» مدرس التاريخ ووالد «منال» وهى الشخصية التى تقدمها الموهوبة حنان مطاوع.
وبخبرة السنين، استطاع «الحلفاوى» أن يقدم شخصيته بشكل وطريقة مميزين لفتا انتباه الجميع، واستطاع أن يُلقن الأجيال الجديدة درسًا فى الوطنية، واستطاع أن يجعل للمسلسل طعمًا مختلفًا، رفقة جميع عناصر العمل بداية من المؤلف عبدالرحيم كمال، مرورًا بالمخرج حسام على، وصولًا للأبطال خالد الصاوى وفتحى عبدالوهاب وحنان مطاوع وطارق لطفى.
ولم يقدم نبيل الحلفاوى فى مسيرته الفنية عددًا ضخمًا من الأعمال الفنية، لأنه يحرص دائمًا على تقديم الأدوار المميزة مهما كانت مساحة الشخصية، لذلك لن تجد فى رصيده أكثر من ٥٠ عملًا طوال ٥٠ عامًا، وهو رقم قليل جدًا مقارنة بأبناء جيله، لكن كل الأدوار التى قدمها مميزة ومختلفة، وحفر من خلالها اسمه فى قلوب الجمهور.
رياض الخولى: ضليع فى «الصعيدى» ويهوى أدوار الشر
ساهمت الملامح الحادة والبنيان القوى للفنان الكبير رياض الخولى، فى إتقانه تجسيد الشخصيات الصعيدية، بل والتميز فيها منذ بداية مشواره الفنى حتى الآن.
وشارك رياض الخولى فى عشرات الأعمال بشخصية الصعيدى، وفى كل مرة يقدم شيئًا جديدًا وأداءً متفردًا لا يمل الجمهور من مشاهدته، وهى معادلة صعبة للغاية أن تكرر نفس الشخصية بشكل مختلف بشكل يخلق شغفًا لدى المشاهد، وهذا الإتقان جعل البعض يعتقد أنه من الجنوب، فى حين أنه من أبناء محافظة المنوفية.
ويفضل رياض الخولى تقديم شخصيات الشر، لأنها تحتاج لمجهود كبير وضخم كما نراه هذا العام فى شخصية «شداد» فى مسلسل «موسى»، حيث قدَّم شخصية رجل صعيدى شرير بشكل متميز، خاصة أن الشخصية لها أبعاد درامية وإنسانية كثيرة، كما تميز فى تقديم شخصية اللواء رفعت بمسلسل «الاختيار ٢» مع الفنانين كريم عبدالعزيز وأحمد مكى.
وبرع رياض الخولى فى تقديم شخصية الراحل جمال عبدالناصر فى مسلسل «أم كلثوم»، كما برع فى تقديم شخصية زكريا بركات التهامى فى مسلسل «الفرار من الحب»، وله العديد من الأدوار والأعمال الهامة بين السينما والدراما والمسرح.
بيومى فؤاد: ناظر مدرسة الضحك.. شرير فى «النمر»
بيومى فؤاد فنان ناضج، يسعده وجوده المكثف فى مختلف الأعمال الفنية، ويحزنه تصنيفه كفنان كوميدى فقط، فيعرّف نفسه دائمًا بالفنان الذى بإمكانه تقديم أى دور بأى لون.
تمرد الناظر الجديد لمدرسة الضحك على نفسه هذا العام وتخلى عن الكوميديا بدور «عنتر الحلق» فى مسلسل «النمر» مع النجم محمد عادل إمام ونجح من خلال أول مشهد فى خطف انتباه الجمهور، حيث وضع خبرات السنين فى الشخصية الجديدة، وأجبر الجمهور على الإشادة به وبما يقدمه فى استمرار لتطور فنان كبير بقلب شاب.
الحياة الفنية للنجم بيومى فؤاد هى الأكثر غرابة فى الوسط الفنى، فبالرغم من عشقه للفن والتمثيل الذى بدأه فى سن مبكرة على خشبة المسرح، لكنه ظل حبيس خشبة المسرح ولم تخرج شهرته خارج دائرة قطاع الفنون التشكيلية الذى عمل به موظفًا فى وزارة الثقافة.
لم ييأس «فؤاد» رغم زواجه وإنجابه للأبناء وتقدمه فى السن، وقرر البدء من جديد مثل شاب فى مقتبل العمر، فى وقت تجاوز فيه الخامسة والأربعين، حين التحق بورشة تدريب مع المخرج خالد جلال فى الدفعة الأولى بمركز الإبداع الفنى مع شباب يصغره بعشرين عامًا.
فتحى عبدالوهاب: متشبع بروح الفن وبارع فى جميع الألوان
فتحى عبدالوهاب، فنان عبقرى منح أدواره روحًا خاصة وجعلها ترسخ فى وجدان المشاهد، وعلى مدار تاريخه الفنى لم يقدم إلا الأعمال الهامة التى كتب لها النجاح بفضل إتقانه وتقمصه المميز لكل دور.
ونشأ «عبدالوهاب» فى مدينة طوخ بمحافظة القليوبية، وبدأت تتكون لديه معرفة كافية عن عالم الفن من خلال السينما التى امتلكها جده، وكانت الوحيدة فى المنطقة، حيث كانت الأفلام المعروضة أول طريق لتشكيل وجدان الفنان المبدع.
وشق الفنان- بعد ذلك- طريقه لعالم الفن من بوابة المسرح بمساعدة الفنان الكبير صلاح عبدالله، حيث قدّم عشرات الأعمال الناجحة مختلفة الأبعاد والألوان الدرامية من كوميديا واجتماع وإثارة وأكشن. وقدَّم الفنان دورًا رائعًا فى مسلسل «القاهرة كابول» المعروض حاليًا فى الموسم الرمضانى، بشخصية طارق كساب، الإعلامى الانتهازى الفاسد، الذى يبيع مبادئه للوصول إلى القمة.
وعبقرية أدائه فى «القاهرة كابول» جعلت الجميع يركز مع كل تفاصيل الدور، فهو لا يقلد أحدًا، بل يترجم تفاصيل الشخصية التى يتصورها هو عنها، بإتقان جعله مميزًا فى أدائه عن الكثير من الإعلاميين أصحاب المهنة الحقيقيين، خاصة فى الإلقاء والنظرات ونبرة الصوت والحضور وغيرها.
ولم يرتبط اسم «عبدالوهاب» بمشكلات أو خلافات طوال مسيرته، فهو دائمًا ما يشغل نفسه بعمله فقط ولا يلتقت إلى أى ضجيج.