الأزهر: أفغانستان على صفيح ساخن بعد فشل اتفاقية السلام في الحد من العنف
قال مرصد الأزهر في تقرير له أصدرته وحدة رصد اللغة الفارسية، أن الآمال كانت معقودة على نجاح اتفاقية السلام بين إدارة الرئيس الأمريكي السابق (دونالد ترامب) وحركة طالبان، والتي وقعت في فبراير الماضي، للحد من انتشار العنف في أفغانستان، والتزام حركة طالبان بتعهداتها، لكن المتتبع للأحداث اليومية على الساحة الأفغانية، يلحظ زيادة مطردة في أعمال العنف خلال الفترة التي تلت التوقيع على الاتفاق، على نحو دفع الرئيس الأمريكي (جو بايدن) لإعلان إعادة النظر في الاتفاقية، قبل أن تهاجم "طالبان" القرار الأمريكي، وتتوعد بالمزيد من العمليات ضد القوات الأمريكية.
وعلى الفور بدأت الحركة في استهداف بعض مقرات القوات الدولية على الأراضي الأفغانية، أبرزها قصف قاعدة عسكرية مشتركة للقوات الأفغانية والأجنبية بولاية (خوست). كما أعلنت عزمها مقاطعة قمة إسطنبول المرتقبة لمناقشة مستقبل أفغانستان، إلى حين انسحاب جميع القوات الأجنبية. وبالفعل رضخ الرئيس الأمريكي وأعلن بداية انسحاب القوات الأمريكية مطلع مايو المقبل 2021، رغم فشل "طالبان" في الوفاء بالتزاماتها وسط مخاوف من سيطرة الحركة على أفغانستان.
وتابع المرصد "طالبان" نفذت خلال فبراير الماضي (17) تفجيرًا إرهابيًّا، وشنَّت (23) هجومًا مسلحًا على المدنيين وقوات الأمن في (32) ولاية من ولايات أفغانستان، بزيادة بلغت (15%) عن شهر يناير ما أسفر عن مقتل (188) شخصًا من المدنيين والعسكريين وإصابة (152) آخرين، بزيادة عن الشهر الماضي بلغت (21%). فيما ازدادت وتيرة التفجيرات الإرهابية خلال مارس الماضي بينما سجل (34) هجومًا مسلحًا على المدنيين وقوات الأمن بزيادة بلغت (18%) عن شهر فبراير، وفق متابعات مرصد الأزهر.
في السياق ذاته، كشف تقرير مكتب الأمم المتحدة في أفغانستان، عن ارتفاع نسبة الخسائر البشرية إلى (1783) ضحية من المدنيين خلال الربع الأول من العام الجاري بنحو (29%) مقارنة بالفترة نفسها من العام 2020. وشدَّد التقرير على مسؤولية حركة "طالبان" عن نسبة (43.5%) من الضحايا. ووفق بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان، لم تتراجع معدلات العنف في أفغانستان منذ انطلاق مارثون محادثات السلام الأفغانية-الأفغانية.
وأعربت البعثة عن قلقها إزاء زيادة أعداد القتلى والجرحى في صفوف النساء، حيث ارتفعت وفيات النساء بنسبة (37%) ووفيات الأطفال بنسبة (23%) مقارنة بالربع الأول من العام الماضي.
وينذر استمرار الوضع الراهن بكارثة إنسانية، ويجعل أفغانستان واحدة من أكثر الدول دموية بالنسبة للمدنيين؛ خاصة على الصعيد الأمني مع لجوء "طالبان" إلى تفعيل أجهزة موازية في ظل ضعف الإمكانيات الحكومية.
كما توقَّع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في أفغانستان، ارتفاع معدلات الفقر في البلاد بنسبة (70٪) وقد يصل عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية إلى 18 مليونًا بحلول نهاية العام الجاري، وسط توقعات بارتفاع معدلات النمو السلبي، مع انخفاض الدخل القومي نتيجة استمرار أعمال العنف.
هذا ويدعو مرصد الأزهر المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه الأزمة الحالية في أفغانستان والسعي بشكل جدي لإيجاد حلول فعالة لوضع حد لتردي الأوضاع الأمنية في البلاد؛ حفاظًا على أرواح المدنيين الأبرياء ولوضع حد لإرهاب حركة "طالبان" التي ضربت بالقيم الإنسانية والتعاليم الدينية عرض الحائط.