حقوق العمال في الحضارة الفرعونية.. هل كانوا يعملون بالسخرة؟
بمناسبة عيد العمال، والذي يحتفل به عدد كبير من الدول، أول شهر مايو من كل عام، تعد الحضارة المصرية القديمة من أبرز الحضارات التي اهتمت بحقوق العمال، فكان هناك حرص على الاهتمام بالعمال سواء من الناحية المادية والاجتماعية والصحية، خلال أعمالهم بالمواقع، والتي خلدت خلفها حضارة من أعظم حضارات العالم.
وفي كتاب "إعادة قراءة التاريخ" للباحث والدكتور ياسر شحاتة، قال إنه كان يوجد متابعة طبية دورية بمستوى عال للعمال، حيث كان آنذاك اهتمام بأحوالهم، فكان يتم تخصيص وحدات صحية لتقديم الخدمات الطبية لجميع العمال في كل موقع عمل، بهدف إنقاذ العمال في حال تعرض أحدهم للتعب، وليس هذا فقد بل كان هناك مخابز لخدمة العمال في المواقع، وبالفعل تم اكتشاف آثار تبين ذلك.
وأكد الباحث، أن الدولة المصرية القديمة اهتمت بتوفير الغذاء للعمال، ولم تعتمد الحضارة المصرية القديمة على تشغيل العمال بالسخرة كما أشيع واختلط عند بعض الناس، بل كان المصريين يعاملون معاملة لا نستطيع انتقادها إنسانيًا أبدًا.
وأنه على الرغم من أن أغلب السلطات كانت بيد الملك، فإن كبار الموظفين كانوا يمثلون الطبقة الوسطى الفعالة بالمجتمع وتتكون من الأشراف والوزير والكتبة والكهنة والأطباء والفنانين، بحسب كتاب "100 حقيقة مثيرة في حياة الفراعنة"، لعالم المصريات زاهي حواس، وكان الوزير يعمل كرئيس جهاز الحكومة المركزية، وهي أعلى رتبة بعد الملك، وهو المسؤول عن العاملين في الدولة ومتابعة الحياة اليومية.
ونظرا لحب الفراعنة الجم للعمل، فكان أسبوع العامل يتكون من 9 أيام، واليوم العاشر للراحة، وتصبح الشهور الثلاثة الأخيرة من كل عام هي فترة البناء والتشييد لتوقف العمل في الحقول، وخلال الفترة من يناير وحتى أكتوبر من كل عام، كان يكثر العمل بالزراعة حتى قدوم فصل الفيضان، وفي تلك الفترة كان المصريون يتجهون إلى العمل بالتجارة والصناعة أو الصيد.