«الفوضى الخلاّقة».. خالد عكاشة يكشف أسرار المصطلح المشبوه
فى مسلسل «هجمة مرتدة» تردد مصطلح «الفوضى الخلاقة» أكثر من مرة، خصوصًا على لسان الفنان كمال أبورية، الذى يلعب دور رئيس الجهاز، وهو المصطلح الذى استخدمته وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، كونداليزا رايس، التى لعبت دورًا خطيرًا ومشبوهًا فى منطقتنا العربية.
هذا الحديث مع العميد خالد عكاشة، مدير المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، يتطرق لهذا المصطلح المشبوه وما ورائه، حيث يذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية هى التى صنعت مفهوم «الفوضى الخلاقة»، فى إطار دور مشبوه لعبته لنشر الفوضى فى مصر والعراق، وظهرت آثار ذلك المصطلح فى ليبيا وتونس والجزائر عام ٢٠١١. وأوضح «عكاشة»، فى حواره مع «الدستور»، أن أمريكا حين احتلت العراق، جعلته المعمل الذى تنفذ فيه خطتها.
■ كيف بدأ مصطلح «الفوضى الخلاقة»؟
- بدأ فى عهد وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس، حينما حاولت إعادة تشكيل مناطق جديدة فى العالم، عبر نشر الفوضى.
وعلى الرغم من أن المصطلح يبدو فاسدًا ومتناقضًا ومستحيلًا، من منطلق أن الفوضى لا تنتج الاستقرار، فإن الخطة الشريرة كانت تستهدف صناعة فوضى فى المنطقة العربية ثم إدارتها.
ولم يبدأ الأمر فى ٢٠٠٧ بل فى ٢٠٠٣، حين احتلت الولايات المتحدة دولة العراق، وحاولت فرض معادلاتها الاستعمارية، وكانت التجربة من أسوأ ما يكون، وما زالت التداعيات السلبية لهذا الاحتلال قائمة حتى الآن.
■ ما تفاصيل المخطط الذى استهدف العراق والمنطقة العربية؟
- الولايات المتحدة جعلت العراق المعمل الذى تنفذ فيه خطتها التى وضعتها لتدمير المنطقة العربية والاستيلاء على ثرواتها وخيراتها، وحدث تدمير ممنهج لجميع أركان الدولة العراقية وطال جميع القطاعات، وحتى الآن لم تستعد الدولة العراقية استقرارها أو هدوءها أو معادلات الاتزان التى تجعلها تنطلق أو تعود دولة جديدة تمتلك مقومات الحياة.
وتعد أحداث ٢٠١١ نتيجة مباشرة لهذا المخطط، فهذه الثورات التى حدثت فى أكثر من دولة عربية كانت فرصة كبيرة للولايات المتحدة لتنفيذ المخططات التى وضعتها، واستمرت خطة «الفوضى الخلاقة» حتى ٢٠١٣.
■ كيف كانت ثورات الربيع العربى ضمن مخطط الفوضى الخلاقة؟
- أمريكا هى التى خططت للثورات التى حدثت فى ٢٠١١، للسيطرة على الدولة المصرية فى البداية ثم بقية الدول العربية، مثل سوريا وليبيا وتونس والجزائر.
هذه الثورات كانت تستهدف إعادة تشكيل الشرق الأوسط، لتأسيس مناطق جديدة تتبع الولايات المتحدة، وتسير وفقًا لقواعدها السياسية.
■ ما تقييمك لمسلسلى «الاختيار ٢» و«هجمة مرتدة»؟
- نجح المسلسلان فى فضح جرائم جماعة الإخوان الإرهابية والتنظيمات التابعة لها، وأرى أن تلك الأعمال الفنية توجه ضربات موجهة للمتطرفين، وتكشف حقيقة جرائمهم الإرهابية.
الدراما المصرية أصبحت تكشف الحقائق وتناقش الخلافات بشكل موضوعى، وتوضح حقيقة المؤامرات التى تحاك ضد مصر، والدول التى تمول هذه المؤامرات وتخطط لتقسيم المنطقة وتخريبها.
ومسلسل «الاختيار ٢» أعاد إلى الأذهان أحداثًا تاريخية مهمة، لا يزال كل مصرى يتذكرها، فالجميع وقتها كان يعرف أو يشعر على الأقل بالمخطط الذى يستهدف مصر، ويدرك حرص أطراف كثيرة على تشويه مفهوم الوطن فى نفوس المصريين.
مشاهد مسلسل «الاختيار ٢» رائعة، وذكَّرت المصريين بجرائم جماعة الإخوان الإرهابية، التى كانت ولا تزال تريد هدم الدولة المصرية، وجميع التفاصيل التى سردها المسلسل هى وقائع موثقة لاعتصام إجرامى دام لمدة ٤٥ يومًا كاملة.
ووثَّق المسلسل جميع المشاهد المرعبة التى كانت واضحة منذ بداية الاعتصام، وسعى الجماعة الإرهابية لتدمير مصر واستباحتها لدماء المصريين.