هل يُقبل صيام من ينام طوال نهار رمضان؟.. الأزهر يجيب
قال الشيخ محمود السيد، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن النوم من الأمور التي يباح للإنسان أن يفعلها، نهارًا أو ليلًا، مشيرًا إلى أن شهر رمضان له خاصية وفضيلة دون غيره من الشهور.
وأضاف "السيد" أن من الواجب على المسلم أن يغتنم كل لحظة في شهر رمضان، إما في عبادة أو ذكر أو طاعة لله عز وجل، حتى في عمل ينوى فيه النية لله سبحانه وتعالى.
وأوضح عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن بعض الناس ينامون في رمضان تخفيفًا على أنفسهم في الصيام وربما ينامون طوال النهار في شهر رمضان حتى لا يشعرون بشيء من التعب.
وأكد " السيد" أن النوم لا يفسد الصيام والصوم صحيح في هذه الحالة، إلا أن النائم حرم نفسه من أجر وفضل عظيم، بل إنه قد يكون ارتكب إثمًا إذا نام طوال النهار وفوت الصلوات المكتوبة، إلا أن صومه يكون صحيحًا وقد حرم نفسه بنفسه من أجر عظيم ربما يكون حسنته عند الله عز وجل.
كما ورد سؤال إلى دار الإفتاء يقول فيه صاحبه: "هل الإسراف في الطعام بعد الإفطار يؤثر على المعاني المطلوبة من وراء الصيام؟"، وجاء رد الدار على هذا السؤال كالتالي: الإسراف في الطعام بعد الإفطار له تأثيرٌ سلبيٌّ على حكمة الصيام وغايته؛ لأن الإسراف في جملته مذمومٌ في شريعة الإسلام لقوله تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ [الأعراف: 31]، والاعتدال في كل شيءٍ محبوبٌ ومطلوب؛ لأن الإسلام دين الوسطية فلا تقتير ولا إسراف؛ قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾ [البقرة: 143].
والصوم لا بد أن يكون له أثرٌ على الصائم؛ فليس من المنطقي أن يمسك الإنسان عن الطعام والشراب طوال اليوم، ثم يطلق العنان لنفسه بعد الإفطار لتنهل مما لذ وطاب وكأنه ما صام ولا استفاد من صومه شيئًا، إضافةً إلى أن هذا السلوك له مردودٌ سيئٌ على الصحة؛ فهو يرهق المعدة ويثقلها ويفجؤها بما لا طاقة لها به بعد فترةٍ من الهدوء والراحة والاعتدال، وهذا ما يتنافى مع حكمة الصوم من التخفف والتقليل من الطعام والشراب قدر الطاقة.