البودشيشية تطلق حملة مساعدات
تزامناً مع شهر رمضان.. «القادرية البودشيشية» تطلق حملة مساعدات إنسانية حول العالم
أطلقت مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية ومؤسسة الملتقى بالمملكة المغربية، اليوم السبت، حملة مساعدات إنسانية وتضامنية تمثلت في توزيع شنط شهر رمضان المبارك وتقديم وجبات الإفطار للمسلمين فى عدد من دول العالم مثل المغرب والجزائر ومصر والهند وفرنسا وتونس.
وتهدف الحملة إلى التأكيد على الدور المجتمعي الذي تلعبه الطريقة القادرية البودشيشية بالمغرب وخارجه، بالاعتماد على مريدي وأتباع الطريقة المنتشرين في كافة دول العالم، خاصة أن الطريقة تعتبر الواجب المجتمعي والإنساني صفة أساسية يجب أن يتحلى بها مريدي الطريقة في شتى بقاع الأرض.
وتهدف إلى التأكيد على الدور الذي يلعبه الصوفية في نشر قيم الأخلاق والتسامح والتعاضد خصوصا في زمن المحنة وانتشار فيروس كورونا، وإبراز قيم الإسلام وقيم الرحمة، وإعطاء قيمة لتواجد مريدي الطريقة حول العالم، وهم يمثلون القيم الإسلامية الصحيحة في أي مكان متواجدين فيه، وكذلك العمل بالحديث النبوي الشريف "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته".
وقال الدكتور منير القادري البودشيشي، رئيس مؤسسة الملتقى العالمي للتصوف بالمغرب، إن الطريقة القادرية البودشيشية تحمل على عاتقها المسئولية المجتمعية والواجب الإنساني الذي يحتم علينا جميعا مساعدة المحتاجين في جميع أنحاء العالم، خاصة في هذا الشهر الفضيل شهر رمضان الكريم أعاده الله علينا وعليكم باليمن والبركات.
وتابع أن أتباع الطريقة القادرية البودشيشية قاموا بدور محوري في مساعدة الناس في الدول والبلدان المذكورة سلفا، خاصة في ظل الأزمة العالمية التي يعاني منها العالم بسبب فيروس كورونا المستجد، ما يؤكد حسن التربية والسلوك الذي يسلكه مريدي الطريقة القادرية البودشيشية واتباع المنهج الإسلامى الصوفي الصحيح.
الجدير بالذكر،أن الطريقة القادرية البودشيشية تنسب إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني الذي ظهر في القرن الخامس الهجري، أما لقب البودشيشية، فقد اكتسبه بواسطة الشيخ علي بن محمد الذي حمل لقب "سيدي علي بودشيش" لكونه كان يطعم الناس أيام المجاعة -طعام الدشيشة - بزاويته.
من بين شيوخ الطريقة القادرية البودشيشية في المغرب الشيخ سيدي المختار بن محي الدين (ت 1914) والشيخ سيدي أبو مدين بن المنور (ت 1955). الذي أخرج الطريقة من مرحلتها التبركية إلى السلوك التربوي، وقد حصل على الإذن بالتربية الذي حصَّله بعد بحث ومجاهدة روحية شاقة.
وقد تابع بعده هذه الوظيفة التربوية كل من سيدي الحاج العباس ثم ابنه سيدي حمزة و سيدي جمال باعتبارهم الوارثين الروحيين لسيدي أبي مدين؛ وقد عملوا على تجديد الطريقة فانتشرت انتشارا متميزا.
فقبيل وفاة سيدي أبي مدين سنة 1955، أبلغ سيدي العباس أنه وارث سره، وقد كان هذا الأخير مثالا للتواضع ونكران الذات فلم يعلن هذا الأمر، واستمر في خدمته للطريق سنوات، إلى أن اضطر إلى الاضطلاع بمهام ومقتضيات المشيخة.
وقد كان سيدي حمزة ابن العباس مؤهلا ومأذونا من قبل سيدي أبي مدين للقيام بمهام التربية والإرشاد، كما أكد ذلك والده سيدي العباس؛ إلا أنه بقي مريدا لوالده تأدبا معه وامتثالا لإشارته في إخفاء الأمر حتى يحين وقته. وبعد وفاة سيدي العباس سنة 1972 أصبح سيدي حمزة شيخ الطريقة المربي كما نصَّت على ذلك وصية سيدي العباس المكتوبة والموقع عليها من قبل كبار الطريق آنذاك.