أسرار كسوة الكعبة التي كان يحتفل المصريون بخروجها كل عام
لكسوة الكعبة تاريخ عزيز مع الشعب المصري، فمنذ عشرات السنين كانت مصر هي من تصنع كسوة الكعبة ويتم إرسالها في بعثة خاصة ما قبل موسم الحج لتزيين شوارع القاهرة لأيام استعدادًا لخروجها من منطقة الخرنفش بالقاهرة الفاطمية إلى مكة وظلت مصر ترسل كسوة الكعبة حتى مطلع الستينات من القرن الماضي في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.
كانت بداية خروج ما يعرف بالمحمل من مصر في عهد الدولة الأيوبية وبالتحديد في فترة حكم السلطانة شجرة الدر، عندما قررت الخروج للحج فصنع لها هودج كبير عليه قبة جلست بها مصطحبة معها كسوة للكعبة مطرزة بخيوط من الذهب، وكانت تسير خلفها قافلة الحجاج ومنها أطلق على القافلة "المحمل"، وكان سلاطين وملوك مصر يخصصون مسئول عن تصنيع وتطريز كسوة الكعبة يسمى "ناظر الكسوة"، ونقلها للحجاز كان يتم تحت إشراف أمير الحج وكان المحمل حين يقترب من مكة يخرج أميرها لاستقبال المحمل.
وقد كانت بداية تصنيع الكسوة من القماش المصري في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، والذي كان يوصي بكسوة الكعبة بالقماش المصري المعروف بالقبطي الذي اشتهرت بتصنيعه الفيوم، وكان المصريون ماهرون في نسج أفضل أنواع القماش.
وكان لخروج المحمل المصري احتفال كبير سمي بدوران المحمل، وكانت توضع الكسوة على جمل مزين بالحرير الملون والفضة وكانت شوارع ودكاكين القاهرة تتزين ويتم الاحتفال لثلاث أيام.
توقفت مصر عن إرسال كسوة الكعبة خلال الحرب العالمية الأولى وكذلك عند الأزمة التي نشبت عام 1926، وتوقف أرسال المحمل بشكل نهائي في عام 1961، بعدما عاد المحمل قبل أن يصل السعودية بسبب خلافات سياسية في تلك الفترة.