«توقعت وفاتى قبل دخول غرفة العمليات».. الله فى حياة شريهان
كان النجاح والاستمرار، بالنسبة إلى الفنانة شريهان، مسألة حياة أو موت.
بدأت الحوادث تعصف بأسرتها مبكرًا، حين مات شقيقها عمر خورشيد، وفارقتها أمها، حيث قالت: «لازمنى الحزن لوفاة أخي الوحيد عمر، فهو كان وحيدًا ونحن ثلاث بنات، ورأيت حزن أمي وعايشتها وحياتي كلها كانت معها، وكانت سندي وظهري، وحياتي وملاذي وتوفيت هي أيضًا، وعشت وحدي في بيتي وأنا في التاسعة عشرة من عمري بعد وفاة أمي».
وانفتحت عينا شريهان على البحث، قائلة: «بحثت عن معنى كبير لحياتي فلا أجده».
عاشت وحيدة: «ينصرف الخدم فأبقى لوحدي، لا أحد يدلني، أو يتولى شئوني وأنا عاجزة، مشلولة، ووجدت السكاكين تقطع في جسدي، وقاومت وكتمت آلامي، ولم يقف أحد إلى جانبي، لا عائلة تسندني، نصيبي أن أصاب بحادثة هددتني بالشلل، ولكن من يسأل عني؟ لا أحد».
وتحكى أنّه «بعد سنة ونصف في الفراش خرجت مع أصحابي لسهرة، وقالوا: شريهان أول ما خرجت، وبدلًا من أن يقولوا (الحمدلله)، قالوا: رقصت.. وأنا لم أرقصْ، كنت فقط أصفق».
لم تغادرْ الأحزان شريهان، عاجلتها كلما خرجت من أزمة لتلقى بها فى مأساة، فمن حادث كارثي إلى سرطان نادر انقضّ على جسدها «٢٠٠٢»، ولولا «المعجزة الإلهية» لفشل فريق الجراحين العالمي في استئصال الورم، وزراعة أنسجة وعضلات وقناة لعابية بديلة، ولم تستجب لعملية الزراعة.
كانت تعرف ما ينتظرها، وقالت لرئيس فريق الجراحين قبل دخولها غرفة العمليات لـ١٧ ساعة: «سأخرج من هنا لألقى وجه ربي أو وجه ابنتي وفي الحالتين أنا راضية وسعيدة»، ليكشف ذلك عن وجه آخر لحياتها، وهو الله الذي لم يفارقها طوال أزماتها، حتى وهي تبتعد عنه قليلًا.
عاشت أيامًا حرجة، وبقيت زياراتها المتكررة لباريس بين «ألمين»، ألم العمود الفقري وألم السرطان، لكن يد الله كانت تأخذ بيدها لتنجو وتبقى بيننا، حتى الآن، لتطل مرة أخرى وتقدم سيرة وجع بعد حوادثها بـسنوات طويلة، وتنفخ من روحها فى ملايين اليائسين والمتعبين، لتمنحهم طلتها البهيّة، أملًا فى النجاة والعمر السعيد والمحبة الباقية فى قلوب الناس، ورسالتها الأخيرة: «ع الصعب فى حياتنا متعودين.. الدنيا بقت لعبتنا ومكملين».