تقرير أمريكي: موكب توت عنخ آمون المرتقب سيكون حدثا ضخما وفريدا
أبرز موقع "المونتيور" الأمريكي أهمية موكب توت عنخ آمون المرتقب، متوقعا انه سيكون حدثا ضخما وفريدا ويحقق نجاحا كبيرا يماثل اهمية ونجاح "الموكب الذهبي للمومياوات"، نظرا لأن توت عنخ آمون يعد أحد أهم و أشهر ملوك مصر القديمة.
وكان وزير سياحة و الآثار د. خالد العناني، أعلن أنه بعد النجاح الكبير الذي حققه موكب المومياوات الملكية، و ردود الأفعال العالمية الإيجابية التي تؤثر إيجابيا على حركة السياحة الوافدة لمصر، كشف أنه جاري إعداد موكب آخر لنقل القناع الذهبي للملك توت عنخ آمون و التابوت الخاص به من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف المصري الكبير.
ووصف الموقع الأمريكي هذا الحدث المرتقب بأنه "فريد من نوعه" وسيحقق نفس النجاح الذي حققه حفل موكب المومياوات الملكية، والذي جري فيه نقل ٢٢ مومياء لملوك وملكات مصر من المتحف المصري بالتحرير إلى متحف الحضارة بمدينة الفسطاط بحي مصر القديمة يوم الثالث من أبريل الجاري، ولقى إشادة عالمية من حيث التنظيم والاستعداد للحفل والتغطية الإعلامية.
وأضاف الموقع: يعتبر توت عنخ آمون من أشهر ملوك مصر القديمة ، وخاصة من الأسرة الثامنة عشر (1327-1336 قبل الميلاد)، على الرغم من فترة حكمه القصيرة التي استمرت تسع سنوات فقط ، إلا أن شهرة الملك العالمية جاءت من اكتشاف مقبرة كاملة بوادي الملوك بمحافظة الأقصر بجنوب مصر عام 1922.
وتابع "المونيتور" أن هذا الاكتشاف يعد "أحد أعظم الاكتشافات التاريخية في التاريخ" ، اذ تضم مقبرته آثارًا قيمة ، بما في ذلك القناع الذي تم تصميمه لحماية وجه المومياء ورأسها ، وله صيغة سحرية محفورة.
وقال حسين عبد البصير ، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية ، لـ "المونيتور" عبر الهاتف: "إن نقل قناع توت عنخ آمون من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف المصري الكبير سيكون حدثا هاما يجب الاحتفال به بنفس أهمية الموكب الذهبي للمومياوات"
وقال: "يُنظر إلى توت عنخ آمون على أنه أحد أهم ملوك مصر القديمة من حيث الشهرة ، وسيصادف العام المقبل الذكرى المئوية لاكتشاف هذا المقبرة".
كما تحدث عبد البصير عن أهمية القناع الذهبي للملك على المستوى العالمي ، والذي يعتقد أنه سيخدم هدف مصر بإعادة صناعة السياحة في البلاد إلى ما كانت عليه قبل ثورة يناير 2011.
وأوضح : أن افتتاح المتحف المصري الكبير سيضاف إلى الركائز السياحية للبلاد والتي تشمل المتحف القومي للحضارة المصرية في مدينة الفسطاط وهرم خوفو أحد عجائب الدنيا السبع.
وأشار إلى أنه "سيتم نقل جميع القطع الأثرية للملك توت عنخ آمون البالغ عددها 5398 قطعة إلى المتحف المصري الكبير، وقد تم بالفعل نقل بعض الآثار ، مثل الأضرحة التي سيتم عرضها كجزء من عرض المتحف لكنوز الملك الذهبي".
وأضاف بصير: "تسعى مصر باستمرار للترويج لآثارها ومقتنياتها لدعم قطاع السياحة الذي تعرض لضربات قاسية متتالية منذ ثورة 2011 ، إذ تساهم السياحة بنسبة تصل إلى 15٪ من الناتج المحلي الإجمالي المصري وهي مصدر رئيسي للعملة الصعبة ".
وذكر المونيتور أن العناني كان قد صرح في مقابلة مع رويترز يناير الماضي أن "الهدف الرئيسي حاليًا هو تحويل مصر إلى وجهة سياحية آمنة في ظل أزمة فيروس كورونا".
من جهته، قال بسام الشمعة ، مرشد سياحي وعالم مصريات ، لـ "المونيتور" عبر الهاتف: "قناع توت عنخ آمون الجنائزي هو قطعة يتوق السائحون دائمًا لرؤيتها عند زيارتهم لمصر. القناع مصنوع من الذهب الخالص. يبلغ ارتفاعه 54 سم [21 بوصة] ومزين بأحجار شبه كريمة مثل العقيق. القناع يشبه أوزوريس [إله الآخرة المصري] وليس توت عنخ آمون ".
وأضاف إن استعراض المومياوات الملكية في 3 أبريل كان "حدثًا ممتازًا جعل المصريين فخورين لأنه لاقى صدى عالميًا ، مما يعني أنه يمكننا فعل شيء مماثل مرة أخرى"
وتعليقًا على كيفية نقل قناع توت عنخ آمون إلى موقعه الجديد ، قال شمعة: "أعتقد أن القناع سيُوضع داخل صندوق زجاجي مضاد للرصاص يُحمل على مركبات خاصة [مزودة بممتصات صدمات خاصة] مماثلة لتلك المستخدمة في موكب المومياوات الملكية ، وسط خطة أمنية مشددة ".
وحول الأثر الاقتصادي لمثل هذه الأحداث ، أوضح شمعة إن ذلك سينعكس على قطاع السياحة على المدى الطويل وليس على الفور بسبب جائحة فيروس كورونا، لا نتوقع جني الثمار في الأشهر المقبلة ، وهذا ليس خطأ وزارة السياحة أو الدولة في هذا الشأن، ولكن نتيجة لجائحة ضربت العالم أجمع وأثرت على حركة السياحة في كل مكان.
واردف قائلا "لكن هذه المواكب ستبقى محفورة في أذهان الناس ونأمل أن تشجع العديد من السياح على زيارة مصر عندما يتم احتواء الوباء ومرة أخرى."