أحد المشاركين فى تعويم السفينة الجانحة بالقناة: هذا هو سر قوتنا رغم الخطر
حكى أحمد سليمان، فني الميكانيكا على الكراكة مشهور، عن الدور الذي قام به هو وزملاؤهم من العاملين على الكراكة مشهور في إعادة تعويم سفينة من الممر الملاحي لقناة السويس: "بعد وصولنا إلى عمق 18 مترًا حاولنا شد السفينة قرب الفجر لمحاولة تحريكها وبدأنا التخطيط لمحاولة المناورات للشد حتى تمكنا من إخراجها بالفعل الرابعة عصرًا".
وقال "سليمان": إن بداية الأزمة كانت خلال شيفت العمل المخصص لهم، والتي تتحدد بـ48 ساعة عمل ثم إجازة يومين وهكذا، وعندما أنهوها كانوا على تواصل مستمر مع زملائهم في الوردية للوقوف على كل الخطوات التي قاموا بها ولاستكمال ما وقفوا عنده عندما يعودون إلى ورديتهم مرة أخرى، وكانت الظروف هي التي أعادتهم ليكونوا آخر من عمل على إعادة تعويم السفينة".
وأضاف أنه على مدار عمله طوال 13 عامًا في قناة السويس هذه أول مرة تحدث مثل هذه الأزمة في تاريخ عمله، موضحًا: "كان في سفن بتشحط آه ولكن شحطة خفيفة والقاطرات بتيجي تشدها بكل سهولة خلال كام ساعة وبتنتهي المشكلة".
ولفت: إلى أنه "بسبب أهمية قناة السويس لمصر وللعالم كله كان هناك إحساس بالمسئولية والرهبة من ضرورة حل مشكلة هذه السفينة العالقة بسرعة كبيرة، وإحساسنا بمدى المسئولية المحملة على أكتافنا حتى لو كان هناك خطر من الممكن أن يهددنا، بسبب عمليات التكريك التي كانت بجوار السفينة العمالقة وإحساس أنها ستسقط علينا في أي وقت".
فبعد مرور أسبوع كامل نجحت هيئة قناة السويس في إعادة تعويم سفينة الحاويات البنمية الجانحة بقناة السويس سالمة؛ في خطوة هامة نحو عودة الحركة لأحد أكثر ممرات التجارة أهمية في العالم، بجهود مصرية كان هدفها توسيع نطاق التكريك التجريف والحفر، بمنطقة مقدمة السفينة الجانحة؛ عبر إزالة جوانب القناة، للوصول بها إلى عمق 18 مترًا، لتسهيل عملية تعويمها.
وكانت سفينة الحاويات البنمية "EVER GIVEN" التي تتبع الخط الملاحي "EVER GREEN"، ويبلغ طولها 400 متر وعرضها 59 مترًا، فيما تبلغ حمولتها الإجمالية 224 ألف طن، قد جنحت صباح الثلاثاء الماضي، بسبب انعدام الرؤية الناتجة عن سوء الأحوال الجوية نظرا لمرور البلاد بعاصفة ترابية، وأسفر الحادث عن تشكّل طابور طويل من السفن العالقة على الممر المائي.