هند حسنى: تعلمت الرسم خلسة خوفًا من والدتى
منذ أن كانت طفلة وهي تهوى الألوان وكراسة الرسم، تلك الموهبة التي ورثتها عن والدها الذي توفي وهي صغيرة، ولكن قابلتها والدتها بالرفض والتعنت، إلا أن هند حسني صاحبة الـ٢٦ عامًا استمرت وراء حلمها.
«كنت بسهر وأستنى أمي تنام، وأقعد أرسم وأنا مستخبية»، بهذه الكلمات أوضحت «حسنى» معاناتها لـ«الدستور» مع تنمية موهبتها في الرسم، والتي ظلت تمنعها منها والدتها معتبرة أنه أمر «تافه» يشغلها عن المذاكرة، ولكن للموهبة رد فعل آخر.
استمرت «حسني» في التركيز على موهبتها ومحاولة التعايش في دائرة المذاكرة والحصول على مجموع كبير يؤدي بها لكليات القمة، ولكن عدم قدرتها أيضًا على المواجهة درست بكلية تربية الطفولة بجامعة عين شمس، وعندما استقلت بذاتها أيام الجامعة قررت أن تقوي نفسها بالرسم، وبدأت في التعرف على بعض متخصصي فن الرسم ولم تستسلم لأي من ردود أفعال سلبية، وبعد انتهائها من كليتها مباشرة تزوجت.
وعندما منحت الفرصة لها في البعد عن والدتها واستقلالها بدأت في متابعة الفيديوهات من شبكات «الإنترنت»، ولم يوقفها حملها وولادتها على تطوير فنها وتنمية حبها للرسم، واعتبرت ذلك سر نجاحها في الرسم والتعرف على كل من في المجال، وبدأت في الذهاب للمعراض والمتاحف لتعلم من أساليب وفنون الرسم المختلفة.
«أخدت كورسات في كذا مكان، ومع رسامين كبار، واتقنت فن البورتريه الزيتي»، هكذا قال «حسني»، مضيفة أنها لم تتوقف لحظة عن الرسم، ومحاولة الحصول على الخامات ببيعها للوحة بثمن اللون، حيث لجأت للدورات التدريبية المختلفة، مؤكدة أنها واجهت العديد من المعاناة والأزمات التي يمكن أن تتعرض لها أي فتاة في عمرها.
وكان للرسام الشهير محمد كمال، دور في مساعدتها على اتقان الفن، واستمرت في تنمية موهبتها في الرسم على اللوحات بشكل كبير، وتابعت: «رسمت صورة ليحي الفخراني، واستطاعت أن تسلمها له».
لم تفقد هند شغفها واستمرارها في الرسم، وفضلت المدرسة الكلاسيكية، وبدأت ببيع اللوحات وإعطاء الدورات التدريبية، حيث كان لم يستغرق نجاح موهبتها ٣ أعوام، وعندما رأت والدتها ذلك النجاح استبدلت رأيها تجاه فنها وبدأت تفخر بها وبموهبتها، كما تحلم بعمل أكاديمية فنون لكي تستطيع أن تنمى أي موهبة تخص الرسم ولو بسيطة لدى أي شخص.