«الفجالة والتوفيقية وعقار فيصل».. حرائق استمرت لأيام
الحرائق خطر كبير نواجهه يوميًا، وتكراره أصبح شيئا عاديًا على الرغم من أنه يحرق طموح وأموال التجار في الأسواق.. ويقتل المواطنين خنقا في البيوت، وتكون دائمًا العادة أو السبب هو ماس كهربائي نتيجة زيادة الأحمال على الكهرباء.
ولم تشبع النيران بخسائر واحدة بل تمتد حتى تأكل جميع محتويات مكان الحريق وامتدادها لمنازل مجاورة أو محلات لتصبح الخسارة فادحة في الأرواح والأموال.
وأرجع خبراء الأمن الصناعي أن دائمًا ما تكون أسباب الحرائق هي الإهمال في استخدام أجهزة التكييف التي يتعود المواطنين على استخدامها على مدار الساعة بلا توقف، دون عمل أي صيانة لها مما يؤدي إلى حدوث ماس كهربائي يدمر كل شيء.
والتخزين الخاطئ للمواد القابلة للاشتعال أو المساعدة على الاشتعال، حيث العديد من أصحاب المحلات لا يهتمون بأصول الأمن الصناعي، في تخزين البضائع، وفقًا لاشتراطات الحماية المدنية ويستخدمون توصيلات كهربائية غير مطابقة للمواصفات، تؤدي في الغالب إلى إحداث ماس كهربائى خلال عمليات التشغيل المستمرة.
وأضاف أنه لوقاية المنازل من الحرائق، خلال فصل الصيف، يجب عدم استخدام أجهزة كهربائية كثيرة الأحمال على واحد، ولابد من تهوية المكان.
- حريق فيصل
على مدار أربعة ليالي توهجت النيران داخل عقار مخالف في منطقة فيصل عقب ماس كهربائي في مخزن مصنع أحذية، وعلى الرغم من محاولة الحماية المدنية مكافحة النيران إلا أن مواد في المخزن وداخل مصنع الأحذية ساعدت على استمرار اشتعال النيران، مما أدى إلى تأكل في أعمدة المباني مما أدى إلى انهيار جزء من المقدمة وتساقط جزء من المباني.
وجاءت معاينة النيابة أن العقار مبني على مسافة 1000 متر مكون من 14 طابقًا به 108 شقق، ووصلت لجنة هندسية لمعاينة العقار، والذي أسفرت عن إزالة العقار مع اتخاذ كافة الاحتياطات حتى لا يتم التأثير على سلامة الطريق الدائري، خاصة ان احتمالية سقوطه دون أي تدخل غير مطروحة.
وتبين من التحقيقات أن الحريق شب في مخزن أحذية بأحد العقارات المكونة من 14 طابقا ويحمل اسم «برج الأحلام» المطل على الطريق الدائري بالهرم.
واستمعت النيابة إلى أقوال العمال في مصنع الأحذية، وقالوا إن الحريق تسبب في قطع رزقهم خاصة أنهم يعملون في هذا المصنع منذ سنوات، والذي كان يوفر جميع الاحتياطات الأمنية وإجراءات السلامة المهنية.
وكانت تحريات وتحقيقات المباحث قد كشفت أنّ ماس كهربائي تسبب في الحريق، وبعد مناقشة مالك العقار أقرّ أنه قبل 3 أيام من الحريق حدثت مشكلة في لوحات الكهرباء الخاصة بالمخزن وتم إصلاحها وإعادة تشغيلها إلاّ أنه فوجئ بالحريق الذي كان بمثابة صدمة له.
- حريق سوق التوفيقية
وعلى الرغم أن معظم الحرائق تكون بسبب ماس كهربائي وسرعة انتقال النيران، إلا أن عاطل قرر الانتقام من عمه وحرق أكشاك بضائعه، مما تسبب في اشتعال النيران في المحلات والمخازن بسبب البضائع والمواد التي تساعد على الاشتعال بداخلها والتسبب في خسارة وصلت لـ 20 مليون جنيه.
تلقت «النيابة العامة» إخطارًا من قسم شرطة الأزبكية باندلاع حريق فى عدد كبير من الأكشاك والمحالِّ التجارية بمنطقة التوفيقية، فانتقلت «النيابة العامة» لمعاينة مسرح الحادث وتبينت اندلاع الحريق بعقارين بشارع سوق التوفيقية وعقارين آخرين بشارع البورصة، وامتداده إلى «مركز مول البنك التجاري» وأحد المبانى جواره -تحت الإنشاء- وبعض المحالِّ التجارية الأخرى، فانتدبت «النيابة العامة» «المعملَ الجنائيَّ» للمعاينة والوقوف على سبب الحريق وكيفية حدوثه وبدايته والخسائر الناجمة عنه.
وسألت «النيابة العامة» تسعةَ عشَرَ شاهدًا من مُلّاك المحالِّ التجارية المحترقة والذين قدَّروا قيمة الخسائر اللاحقة بمحالهم واتَّهم بعضهم المتهم بتسببه عمدًا فى الحريق، وشهد اثنان آخران تواجدا بمسرح الحادث وقتَ وقوعه باندلاع الحريق أولًا بمبنى تحت الإنشاء بشارع البورصة ثم امتداده إلى «المركز التجاري» وباقى المحال والأكشاك، بينما أكد عمُّ المتهم ونجل عمّه فى شاهدتهما بسابقة تلقيهما تهديدًا من المتهم بوضع النار فى المحال المملوكة لهما ولذويهما «بمركز مول البنك التجاري» لخلاف مالى بينه وبينهم.
وطلب «النيابة العامة» تحريات الشرطة حول الواقعة التى أسفرت عن ارتكاب المتهم الواقعة، فأمرت «النيابة العامة» بضبطه وإحضاره، وباستجوابه أقرَّ فى التحقيقات بوضعه النار عمدًا بالأكشاك والمحال التجارية المملوكة لعمّه ونجله على إثر خلافات مالية بينه وبينهما انتقامًا منهما وإضرارًا بأموالهما، مستخدمًا لذلك وقودًا للإشعال حصل عليه من قائد مركبة آلية (توك توك) نظير مبلغٍ مالى بالتحايل عليه وإيهامه بتعطل دراجته الآلية ونفاد الوقود منها.
وكانت «النيابة العامة» تمكنت من ضبط مقطع مُصوَّر يظهر المتهم فيه خلال توجهه لارتكاب الواقعة حائزًا كيسًا يحوى الوقود المستخدم فى جريمته، وبمواجهة المتهم به أقرَّ بصحة ظهوره فيه.
- حريق الفجالة
وكان سبق أن شب حريق في منطقة الفجالة، استمر على مدار يومين كافحت فيهم الحماية المدنية؛ لإخماد النيران وكان استمرارها وتجددها بسبب وجود مواد تنر ساعدت على اشتغال النيران إلى جانب الخردوات والمواد الورقية والخشبية المصنعة منها بضائع محلات الكتب والورق في المنطقة.
فنشب الحريق بالعقار المكون من 4 طوابق – بالأرضى – منذ الساعة 6 صباحًا، وتبين أن النيران امتدت من الطابق الثانى الكائن به مخزن أدوات مكتبية وأجهزة أحبار كمبيوتر، إلى باقى الأدوار بالعقار ثم امتدت.
وأغلقت المحال التجارية والمكتبات بالشارع أبوابها، ووقف أصحابهم أمامهم، محاولين تعزية أنفسهم لإغلاق محالهم، لتوقف حركة البيع والشراء، وحاولوا تهدئة أصحاب المكتبات المضارين من الحريق، والذين أصيب بعضهم بانهيار تمام.
بعد 4 ساعات من نشوب الحريق، انهار الجزء الخلفى من العقار المحترق تمامًا، الكائن بشارع السلطان شعبان، واختلطت أتربة الحطام مع الأدخنة، وسط حالة من الخوف الشديد للجيران، الذين أغلقوا نوافذ منازلهم، وبعضهم تركها خشية امتداد النيران إليها، وأجبرت الأدخنة المتصاعدة قاطنى فندق رمسيس المواجهة لعقار الأدوات المكتبية على الرحيل.
وقدر أصحاب المكتبات خسائر أصحاب المكتبات والمخازن للأوراق والأحبار، بملايين الجنيهات.