كيف نجحت الصادرات الزراعية في دخول أسواق جديدة رغم كورونا؟
استطاعت الصادرات الزراعية المصرية وبالأخص الموالح في غزو الأسواق الخارجية الأوروبية لتزداد معاها حصيلة الصادرات التي تصدر لشرق آسيا وأوروبا، أمريكا الجنوبية وإفريقيا ودول الخليج العربي، يأتي بعدها البطاطس، ثم البصل، والعنب، والرمان، والفراولة، وجاءت نتيجة لجودة المنتجات الزراعية المصرية التي يشهد بها العالم كله.
وفي تصريح للمهندس أسامة شعبان، مشرف بإدارة خدمة المصدرين، أوضح أن المحاصيل الزراعية المصرية دخلت 11 سوقًا جديدًا في عام 2020 رغم أزمة فيروس كورونا، بعدها جرى البدء في تصدير الموالح لنيوزيلندا وتم إنهاء الاتفاق مع اليابان، كما صدرت مصر للبرازيل والأرجنتين، وفي الموسم قبل الماضي كانت مصر تصدر الموالح لدولة أوروجواي، وستصدر مصر التمور للصين وأستراليا.
الحجر الزراعي المصري أساس دخول الأسواق الجديدة
وقال المهندس هشام النجار وكيل المجلس التصديري للحاصلات الزراعية، إن نجاح مصر في فتح أسواق تجارية جديدة لها مثل سوق اليابان والذي يعتبر أصعب الأسواق هو نجاح يجب أن تحافظ عليه من خلال دراسة متطلبات السوق حتى تستمر فيه حتى فيما بعد انتهاء أزمة فيروس كورونا.
وأوضح «النجار» في تصريح لـ«الدستور» أن الحجر الزراعي المصري هو العامل الأساسي في نجاح دخول هذه الأسواق الجديدة، حيث استطاع أن يدير الملف الزراعي بصورة جيدة، مضيفًا أن الحجر الزراعي هو بوابة الأمان في أي دولة ومسئوليته منع دخول أي منتجات يكون بها آفات من حشرات أو أمراض، ولها تأثير على المنتج الزراعي داخل الدولة.
وطرح مثال أن هناك حشرات معينة إذا دخلت مصر على سبيل المثال، من الممكن أن تقضي على محصول الموالح أو محصول الأرز على سبيل المثال، لذا فكل دولة تحاول أن تحمي حدودها من دخول هذه الأمراض، ويساعد الحجر الزراعي المصري في إقناع الدول التي تصدر لها أن مصر ليس لديها امراض يمكنها أن تصيب المحاصيل المصدرة لهم، أما إذا وجدت فهناك احتياطات يتم اتخاذها بحيث تمنع وصولها إليهم.
وأضاف أن هذا النجاح أيضا كان نتيجة جهودا عدة جهات منها وزارة الزراعة ومكاتب التمثيل التجاري في الدول التي يتم التصدير لها، حيث تلتفت جهود كافة هذه الجهات لتحقيق هذا النجاح رغم أزمة فيروس كورونا الذي كان سببًا في حدوث متغيرات عدة للمنتجات الزراعية داخل الأسواق.
وتابع: «الأسواق بتتغير ونمط الاستهلاك كذلك تغير وطريقة التوزيع هنا أتاحت الفرصة لتواكب هذه التغيرات وكيفية التعامل معها وهنا يأتي دور العاملين في المجالس التصديرية لوجود آليات وقنوات جديدة للتوزيع لضمان استمرارية فتح هذه الأسواق حتى عقب انتهاء أزمة فيروس كورونا لتستمر مصر في صدارة منتجاتها الزراعية».
وتابع النجار أن غلق كل سبل النقل من موانئ وطيران وغيرها فتح لمصر عددًا من الأسواق التي كانت تحتلها إسبانيا وخاصة في الدول الأوروبية، حيث تمكنت مصر من سد العجز الذي أصاب الدول في المواد الغذائية.
الصوب الزراعية أساس زيادة الصادرات وفتح أسواق جديدة
قال الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي، إنه رغم الأثر السلبي لأزمة فيروس كورونا على كثير من الدول كان له أثر إيجابي لمصر فيما يتعلق بارتفاع حجم الصادرات الزراعية المصرية من الخضراوات والفواكه وفتح أسواق جديدة لها في الدول الأوروبية، بعد غلق المزارع نتيجة للإجراءات الاحترازية في كثير من الدول ولم تصل منتجاتها إلى المستهلكين وبالتالي جاء دور مصر في سد هذه الفجوة الغذائية في تصدير المنتجات المطلوبة.
وأوضح صيام في تصريح خاص أن المزارع المصرية استمرت في عملها طوال الفترة الماضية رغم أزمة فيروس كورونا نتيجة قلة عدد الإصابات مقارنة بالدول الأخرى نتيجة للإجراءات الاحترازية الوقائية التي اتخذتها مصر، كذلك استمرار عمل الحاويات للوصول إلى الموانئ للتصدير استطعنا سد الفجوة التي حدثت بين الإنتاج الاستهلاك في هذه الدول، مضيفًا أن الموالح المصرية بالأخص استطاعت السيطرة بقوة خاصة أنها عناصر مهمة لفيتامين سي اتجه لها العالم أجمع لرفع المناعة في مواجهة فيروس كورونا.
وتابع أن الصادارات الزراعية المصرية استطاعت فتح أسواق جديدة في أمريكا اللاتينية للموالح، وأن هذه الأسواق الجديدة التي تم فتحها يمكن أن تستمر لما بعد كورونا إذا تحققت معايير التنافسية القوية للصادرات الزراعية المصرية بحيث يتم تحسين نوعية المنتجات ولا تستمر بنفس المعدل، بمعنى أن المنتجة الحالي يحقق احتياجات السوق لتوقف صادرات الدول الأخرى ولكن مع عودتها من جديد يجب أن تحسن الصادرات الزراعية جودتها لتستمر في التنافس وإلا ستُزاح من الأسواق إذا وجد الأفضل منها في الجودة.
وأكد «صيام» أن مشروع الصوب الزراعية كان سببًا في زيادة الإنتاج بمعدلات كبيرة بحيث ساعد في زيادة المنتجات المصدرة، ويمكن من خلال هذه الصوب انتاج المحاصيل العضوية "الأورجنيك" وأصبحت مطلوبة في كثير من الدول.
وحقق مشروع الصوب الزراعية الذي أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسي لتحقيق الأمن الغذائي المصري مع الوصول إلى 100 ألف صوبة زراعية، مكاسب عديدة كان منها ارتفاع الصادارات الزراعية المصرية وفتح اسواق جديدة لهذه الصادرات، وتحقق كذلك مكاسب اقتصادية أخرى ليساهم هذا المشروع في تحقيق الاكتفاء الذاتي والتوجه إلى التصدير.