بعد صمتها أمام اتفاق المغرب وإسرائيل.. هل تغير رام الله استراتيجيتها نحو التطبيع؟
منذ إعلان اتفاق التطبيع بين المغرب وإسرائيل، لم تعلق السلطة الفلسطينية رسميا على الاتفاقية، معظم قادة رام الله الذين نددوا سابقاً باتفاقات السلام قرروا هذه المرة الصمت، والقليلون منهم أطلقوا تصريحات غاضبة لكن أقل حدة مما فعلوا عند الاتفاق مع الإمارات والبحرين والسودان، فهل هذا يعني تغيير نهج السلطة الفلسطينية نحو التطبيع؟
رد فعل السلطة الفلسطينية له عدة تفسيرات يمكن رصها على النحو التالي:
- السلطة الفلسطينية لم تقبل التطبيع والاتفاقات، وصمتها لا يعني تغيير مسارها فجأة، خاصة بعد أن فشلت مساعي القيادة الفلسطينية في الحصول على إدانة جامعة الدول العربية مشروع القرار الذي طرحه الفلسطينيون الذي يدين الاتفاف، وهو ما دفع القادة في رام الله اختاروا الاستراتيجية المفضلة لـ "أبو مازن" وهي الانتظار.
- وتيرة التفاقات السريعة، وازدياد الدول التي تطبع علاقاتها مع إسرائيل، بدأ يشير إلى أن شبكة تحالف إقليمية بدأت تنمو بسرعة، وهو ما قد دفع السلطة إلى الصمت حتى لا تضع نفسها في مواجهة مع هذه الشبكة الكبيرة مرة واحدة، ففهمت رام الله أنها ستخسر إذا اختارت عداء كل هذه الدول.
- تأمل حكومة رام الله في تجديد علاقاتها مع إدارة بايدن القادمة – التي أعلنت دعمها العلني لصفقات التطبيع- ولكنها تراهن على الخطوات التي من الممكن أن يتخذها بايدن نحو إسرائيل، مثل وقف بناء المستوطنات، والدفع نحو حل الدولتين، وربما إضفاء بعد التعديلات على اتفاقات التطبيع مع الدول العربية بشكل يجعلها مُهددة.
- قد يكون صمت السلطة هي إشارة ضمنية إلى كل من واشنطن وأبو ظبي بأن الفلسطينيين على استعداد لإعادة التواصل، كبادرة حسن نية.