صحيفة يونانية: قره باغ مسرح صدام جديد بين الغرب وتركيا
أكد تقرير يوناني أن إقليم ناغورنو قره باغ أصبح مسرحًا جديدا وقويا للصدام بين تركيا والغرب الذي قرر التصدي للانتهاكات التركية.
وأشارت صحيفة "جريك سيتي تايمز" اليونانية، في تقرير اليوم الأحد، إلى أن الرؤساء المشاركين بمجموعة مينك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا سيتوجهون إلى يريفان وباكو في نهاية هذا الأسبوع لمناقشة تسوية نزاع ناغورنو قره باغ مع القيادة السياسية لأرمينيا وأذربيجان.
وأكدت الصحيفة أن خطاب الدبلوماسية الأمريكية يظهر بوضوح عدم الرضا عن النشاط التركي المتطرف تجاه قره باغ، مشيرة إلى أنه بعد الموافقة على الاتفاقية الثلاثية، عمل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأذربيجاني إلهام علييف لإضفاء الشرعية على وضع أنقرة كمشارك كامل في تسوية النزاع.
وقالت الصحيفة إنه بمجرد حصول تركيا على هذا الوضع، من المحتمل أن ترسل أنقرة فرقة حفظ سلام إلى قره باغ جنبًا إلى جنب مع القوات الروسية التي تم نقلها بالفعل إلى منطقة الصراع، موضحة أنه في البداية حاول أردوغان دون جدوى التفاوض مع فلاديمير بوتين لإنشاء مركز تركي مستقل لمراقبة وقف إطلاق النار بهدف تعزيز دور أنقرة في جنوب القوقاز، ثم أعلن المسؤولون الأتراك عن نقل سريع لوحدات هندسية إلى ناغورنو كاراباخ لتطهير المنطقة.
وأضافت: "في هذه الأثناء أثيرت مخاوف معقولة من أن أنقرة سترسل قوات خاصة تحت ستار خبراء الألغام للقيام بعمليات تحويل مسار"، مشيرة إلى أن هذا الأمر أثار غضب روسيا وجعلها تتصدى له.
واستبعد التقرير اليوناني أن يكون الغرب هو الفاعل الوحيد في قره باغ وسط الاضطراب الاقتصادي الهائل الناجم عن جائحة فيروس كورونا ومع ذلك، يمكنها أن تخفف شهية رجب أردوغان إذا اتحدت مع موسكو، حيث يمكن للكرملين عقد صفقة مع شركائه في مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا من أجل كبح تركيا.
وأضافت: "يرجح أن تكون الخطوة الأولى المشتركة للترادف المناهض لتركيا بين موسكو والغرب هي منح قوات حفظ السلام الروسية المتمركزة في ناغورنو كاراباخ تفويض منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، سيؤدي هذا على الفور إلى تدمير آمال أردوغان في إرسال قواته إلى المنطقة، متجاوزًا المؤسسات الدولية".
واعتبرت "جريك سيتي تايمز"، أن تعبير فلاديمير بوتين عن احترامه لجهود فرنسا والولايات المتحدة لتعزيز الوساطة في قره باغ يبدو كمقدمة للتحالف المستقبلي، ما يمهد لتسوية سياسية طويلة الأمد للصراع في الإقليم، كما أن البيت الأبيض لا ينكر استعداده لـ "بناء جسور" مع الكرملين لإبقاء الرئيس التركي خارج اللعبة.
وأكدت الصحيفة اليونانية أن قره باغ التي كانت مؤخرًا ساحة معركة بين أرمينيا وأذربيجان تحولت إلى حلبة مصارعة حيث تصادم الغرب وتركيا فيها، لكن أردوغان في سعيه لتحقيق طموحات جيوسياسية متنامية سيجد نفسه وحيدًا في مواجهة تحالف غربي روسي، قد ينسى مؤقتًا الخلافات السابقة من أجل الضغط على الرئيس التركي.