«الحب القاتل».. عريس يحاول اللحاق بعروسه المنتحرة.. وسائق ينتحر حزنا على زوجته
تتردد منذ قديم الزمان مقولة "ومن الحب ما قتل".. ورغم اختلاف الزمان والمكان، إلا أن الحب ما زال سببا لدى البعض للخلاص من حياتهم حزنا على أحبائهم، ففي منطقة فيصل رفض عريس رؤية عروسه جثة هامدة ليلحق بها قفزا من الطابق الرابع، إلا أن القدر أنقذه من الموت ليواجه مصيرا آخر بالحبس.
وفي حلوان أصيب سائق بحالة اكتئاب أعقبت وفاة زوجته الثانية ولم يمر سوى 20 يوما على رحيلها، ليقرر التخلص من حياته فشنق نفسه داخل شقته.
عريس فيصل
يوم 5 ديسمبر الجاري، دوى بشارع جمال حسين في منطقة الطوابق بالهرم صوت ارتطام قوي ليلا، دفع سكان الشارع للخروج واستطلاع الأمر ليفاجئوا بجثة جارتهم العروس التي تزوجت منذ شهر فقط غارقة في دمائها على الأرض أسفل عقارها وبجوارها زوجها يحاول إفاقتها.. عندما أبلغ الجيران الإسعاف التي حضرت وأعلنت وفاة العروس أصيب بعريسها بحالة من البكاء الهستيري وظل يردد صارخا: "مشيتي ليه أنا مش هعيش بعدك".
في لحظات هذيان الزوج حاول الأهالي تهدئته ومنعه من الانتحار كما فهموا من صراخه وكلامه إلا أنه لم يستمع لأي منهم وهرع عائدا إلى شقته في الطابق الرابع لحق جيرانه به لكنه أغلق باب الشقة من الداخل مانعا أي منهم من الدخول ووقف على حافة ذات الشرفة التي قفزت منها زوجته قبل دقائق فحاول الجيران إنقاذه بطريقة أخرى وأعدوا "بطانية" وقفوا بها أسفل الشرفة لاستقبال جسد العريس قبل أن يرتطم بالأرض وبالفعل استقبلوا جسده على البطانية ولكنه سقط منها على الأرض ليصاب بإصابات مختلفة بين كدمات وكسور وتم نقله بجوار جثة زوجته إلى مستشفى الهرم.
تحقيقات النيابة العامة كشفت ملابسات الواقعة كاملة ليتبين أن مشاجرة بين العروس المنتحرة وحماتها كانت البداية للواقعة وتكشف عن جريمة أكبر هي أن العروس قاصر زوجها والدها للعريس القاصر أيضا بعقد عرفي لعدم بلوغهما السن القانونية.
تحريات الأجهزة الأمنية أكدت أن الواقعة انتحار من المتوفاة وشروع فيه من زوجها على إثر الشجار الذي دار بينهما، وأنه تم تحديد القائمين على مكتب المحاماة الذي عقد به قرانهما عرفيًا، وأن والدها عرض حياتها للخطر بتزويجها في هذا السن المبكر.
وعلى ذلك، استجوبت النيابة العامة والد المجني عليها فيما نسب إليه من استغلاله ابنته وتعريضها للخطر بتزويجها في سن مبكر، فأنكر ما نسب إليه وقد أمرت النيابة العامة بحبس والد العروس وزوجها 4 أيام احتياطيًا على ذمة التحقيقات، واتخاذ الإجراءات قبل القائمين على مكتب المحاماة الذي عقد فيه زواجهما.
وأشارت النيابة العامة في بيانها إلى آثار زواج القاصرات الخطيرة والتي قد تودي بحياتهن وتجحف بحقوقهن المقررة شرعًا وقانونًا، إذ كان لعدم تحمل المجني عليها وزوجها أعباء زواجهما المادية والمعنوية أثر بالغ في إقدام الأولى على الانتحار وشروع الثاني فيه.
وأكدت النيابة العامة أن ما استقرت عليه حضارات الأمم المختلفة وما أقرته الشرائع السماوية وسنته التشريعات من تحديد السن المباح الزواج فيه على معيار إطاقة الفتيات أعباء الزواج المادية والجسدية والنفسية، مهيبة بالمجتمع المصري الإحجام عن تزويج القاصرات كما أكدت النيابة العامة تجريم القانون مثل هذه الزيجات بنصوص قانون العقوبات والقوانين الخاصة، بما يندرج تحت جرائم تعريض الأطفال للخطر واستغلالهم وعقد زواجهم على خلاف الشروط المقررة قانونًا، مؤكدة أن تصديها الحازم لمثل هذه الجرائم وملاحقتها مرتكبيها والمشاركين فيها بما نصه القانون وخولها من إجراءات، إيمانًا منها بأهمية الحفاظ على حقوق المرأة والأطفال وصيانة الحياة الزوجية.
سائق حلوان
20 يوما قضاها سائق حلوان بدون زوجته كانت كفيلة باتخاذ قرار باللحاق بها إلى العالم الآخر.. حاول المحيطين بها خاصة زوجته الأولى مواساته لإخراجه من حالة الاكتئاب التي لحقت به لكنه لم يكن يفكر سوى في طريقة للحاق بمن فارقته.
استغل السائق خلو المنزل من أهله ليعد عدته فربط حبلا في "جنش" مروحة سقف غرفة النوم ووقف على كرسي مواجه لصورة زوجته الراحلة ويقرر في لحظة التخلص من حياته فيفلت الكرسي من تحت قدميه وتعلق رقبته في الحبل لتجحظ عيناه ويفارق الحياة.. أسرته في التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة قررت أنه يعاني من الاكتئاب بسبب وفاة زوجته التي كانت تحمل جنينا في أحشائها وتوفيت نتيجة دواء خاطئ أصابها بالتسمم ليحزن حزنا شديدا لفراقها.
وأضافت الأسرة أنهم عادوا إلى المنزل وحاولوا الاطمئنان عليه داخل غرفته ففوجئوا بجثته معلقة في السقف.